اعتدنا ان نسمع صوت محرك سيارته باكرا قبل العصافير وهو يجهزها لبدء رحلة اليوم التي تبدأ بأخذ اخويه الصغيرين الى المدرسة .
شاب في مقتبل العمر يحب ارتداء بنطلونات الجينز و القمصان يعمل في احد الشركات المستثمرة يخرج قبيل طلوع شمس اليوم ليعود بعد انتصافها في السماء ليكون قد انهك وتعب وما يلبث يعود حتى يكون موعد ايصال اخته لدراستها و اخذ اخويه الصغيرين من مدرستهما و الرجوع بهما الى البيت قد حان
احيانا ترفض سيارته ان تعمل فتسمعه يفتح غطا المحرك ويحاول تثبيت اسلاك البطارية ليجبرها على اعطاء ما عندها من جهد لتقوم السيارة وتعمل ليقضي بها يومه ويصل عمله وان لم تستجب فجارنا الميكانيكي عادة ما يكون حاضرا لتلبية النداء و المساعدة.
بعد ان يكمل مشوار اخته لدراستها يكون موعد انتهاء وقت راحته في العمل و وجب العودة قبل ان يعطي مديره الفرصة التي يتحينها لكي يضعف موقفه في الشركة ليجد حجة لطرده و استبداله بقريب له ... يعود مسرعا ليجلس مكانه ... حيث يبدأ العمل و المسؤوليات و التكليفات في جو شبه مشحون لا يخفف من وطأته إلا بعض الزملاء المرحين الطيبين ،،، وإلا لكان الامر جحيما مستمرا ...
ينقضي اليوم مع ملامسة الشمس الافق ... فيكون الدور للعودة بالأخت من بيت زميلتها التي ترجع معها من الدراسة ... في الطريق رنة الهاتف تخبر بوجود رسالة نصية بها بعض الاحتياجات المنزلية فتنحرف السيارة و تجمع الاحتياجات و العودة الى المنزل مرورا بالمغسلة ... والاستقبال اليومي من الاهل بالأسئلة و الطلبات و التأكد من واجبات الاخوة الصغار ... و الاغتسال و اداء الفروض و محاولة النوم ...
كيف لا وهي ضريبة ان تكون رجل البيت ... ولم يفرض احد عليه ان يكون رجل البيت انما اختار ذلك بنفسه بل انه جاهد من اجل ذلك و جند الجميع للحصول على ما هو فيه الان و حال تسلمه المسؤوليات حتى تنحى البقية و تركوا له المجال ليتولى الامور كلها ...
حياته تكاد تنتهي ما بين اكياس الخضار و الخبز و الاسواق و قيادة السيارة و تلبية الطلبات و العمل و الاخوة و المدارس ولا يجد حتى وقت للانتباه الى نفسه اللهم في المناسبات التي يسرق نفسه من كل ما هو فيه ليجامل و يظهر امام الرفاق ...
نعرف ان الامر به قد فاض عندما نسمع صرخات تعلو بضجيج من عراك و تلاطم بالكلمات و مطالبة بالتنازل عن المسؤولية و تحمل احدهم الاعباء معه ... ولكن يكون الرفض دائما هو الجواب ... فأنت من اختار ذلك و انت من اصر عليه ... فلك ذلك حتى النهاية ...
اعتقد ان الحياة ستستمر مع جارنا بهذا الشكل ... فليس سهلا ان تتحمل المسؤولية و تختار ان تكون رجل البيت ...
كانت اختي دائما تحاوره و تحاول اقناعه بالعدول عن تحمله هذه المسئولية و محاولة الاهتمام بنفسه و الجلوس بالبيت وجعل الاخرين يتحملونها عنه كما يجب ، ولكن الاجابة كانت دائما بان الوقت قد فات لذلك ولم يعد بالإمكان فقد القى الجميع بكراتهم اليه ...
لحظة ... ما دخل اختك بكل هذا و كيف تحاور جاركم و تحدثه عن هذه الامور ... ولست انت من يفعل ذلك؟
13 التعليقات:
وعليك السلام ورحمة الله
كان الله في العون،
متطلبات الحياة أصعب من ان تتولاها إمراة
فالعديد من الرجال عجزوا وتراخوا بل وسئموا المسئولية
لا نملك سوى الدعاء له ولأمثالها
وجزاهن الله الجنة
شاكرة لكـ
السلام عليكم
سعاد
كنت أنتظر إسما أخر
صديقة لي لها نفس الحال
تقوم بنفس الأعمال
رجل المنزل
مجبرة على هذا
حتى حينما تقدم لها شخص للزواج
كانت تضع بين عينيها رجل يحمل حمل عائلتين
أسرتها الصغيرة
و أسرتها الكبيرة
و إن كان رجلا لا يناسب هذا الأمر
ترفض فورا
سعاد أو ........... هناك كثيرات مثلهن
وفقهن الله و أرسل لهن من يحمل معهن هذا الحمل الكبير
حمل قد يضعف أمامه الرجال
فكيف بأخت للرجال؟؟؟
سلامي
السلام عليكم
في بعض الظروف القاهرة تعمل النساء عمل الرجال وخير مثال على ذلك ما فعلته عمت الرسول عليه الصلاة والسلام صفية بنت عبد المطلب في معركة الاحزاب .
ومثل سعاد كثر فجزاهن الله عن آهلهن الخير كل الخير وثبتنا وإياهن على الدين الحق
بارك الله فيك بومدين
سلامي
السلام عليكم:
" فأنت من اختار ذلك و انت من اصر عليه ..."
لأظن أن هناك احد يحب أن يختار وان يصر علي "تحمل المسؤلية "بل اعتقد بأنه " جبـر " عليها ....
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اهلا بك زنوبيا ...
الامر متشعب و متداخل ... فهناك من سعت بنفسها للحصول على كل تلك المتاعب و هناك من اضطرت ... لا جدال في الاضطرار ولكن لن تعي ايا منهن انها قد ظلمت نفسها ممن اخترن الخروج و العمل كرجل و تحمل المسئولية ظنا منهن انها حرية شخصية وتحقيق للذات انها غمست نفسها في الوحل الا بعد فوات الاوان
امامن هن بحاجة الى معين فالمجتمع من ظلامهن و هن من ظلام انفسهن فلم يعد الامر متعلقا بالزواج و العيش تحت ظل رجل فان كان الزواج سترة لهن و لاهلهن ان كان هناك رجال حقيقيين لكان الامر اسهل و استر
شكرا لك
خالص تحياتي
السلام عليكم
اختي فراشة ...
كثر هن امثال سعاد ،، و يولدن كل يوم .. بومت احد الرجال ...
ولكن كما ذكرت .. اعرف الكثيرات ممن اخترن ذلك و حاربن من اجله ... و عادين الكثير و الان لن تكفي الاصابع للتعبير عن قضمهن ندما ...
شكرا لك
السلام عليكم
اخي اليكم ...
بكل تأكيد فان للانسان طاقة لا يعلمها الا الله .. و ان استطاع احدنا استغلال جزءا منها فان ما سينتج عنها ليس بالامر الهين ... رجلا كان او امراة ...
غير اننا كالعادة نحاول ان نسحب انفسنا الى الوراء ... الا من رحم ربي
شكرا لك اخي
خالص تحياتي
السلام عليكم
اختي عذوبه...
بلا هناك من تختار بحجة انها ترديد تحقيق ذاتها ...
سمعت واحدة مرة تقول ....
بخدمتي وبسيارتي شن ناقصني انا ؟
تتحدث عن خطيب اتى اليها ولم تحاول حتى التفكير في امره او معرفة سره ... وكان موضوع نتجيته انها قالت تلك الكلمات ظنا منها انها تمتلك كل شي بعملها و سيارتها ونسيت و تناست الدنيا و الطبيعة
فهناك الكثير ممن حاربن من اجل ما اسمينه التحرر و هن يدفعن الضريبة و اعجب الامر اشباه الرجال فنامو عنهن و اعطوهن ما يردن ...
شكرا لك
خالص تحياتي
تأمل هذه الفرضية
عندما يقول الاب لقد كبرت ومرضت ولن اعيش لك كل العمر ويقول الاخوة كفانى مسؤلية بيتى واولادى لا استطيع الاحتمال فوق طاقتى تضطر المراءة للعمل حتى لا تكون عالة وصدقنى دون حاجة لان تغمس نفسها بالوحل فالمسألة نسبية ولا قاعدة لها وتحكمهاظروف قد تكون اقوى من الانسان نحن لا نعيش دائما كما نريد ونحب والا لاخترنا جميعا ان نكون مرفهين مرتاحين مستقرات فى بيوت ورجال كفؤ قوامون علينا
السلام عليكم
اهلا بك اخت سمر ...
تلك الفرضية في الحسبان ..
و هذا ظلم من المجتمع للمرأة ...
و لا الومها عند خروجها و تحملها المسؤولية و لكنني الوم من تختار الامر و تحارب من اجله و هي غير ملزمة به ... تلك هي الفرضية التي اتحدث عنها ...
فكثيرات من يخترن هذا الامر و يحاربن من اجله بل انه يشرط في عقد الزواج ان تعمل و الا فلا اقبل بك زوجا ...
هي تختار ذلك ... في وقت لا تكون فيه محتاجة ولا مضطرة ولا يدفعها اليه شيء ...
اما من تجد نفسها وسط الساحة مرغمة .. فلست اعارضها الا ان تصون نفسها
شكرا لك
خالص تحياتي
السلام عليكم
عندما تضع احدا قدوة لك وتتبع خطاه وتفعل ما يفعل لى اصلاح حالك والرقى بى نفسك فهل هذا يعتبر امعه
او ان تبنى شخصيتك على اساس شخص اخر يفوقك خبرا وتقدم فى الدنيا فهل هذا امعه
صحيح يجب ان تكون لك شخصية مستقلة عن غيرك لكن ان تتبع الغير فى الامر الصالح لا يعتبر امعه
السلام عليكم و رحمة الله
الغريب ان البعض من النساء هي من تسعى لان تكون سعاء بملء ارادتها..علما بأن لو كل منا ادى ما له من حقوق و ما عليه من واجبات لسار الكون بفطرته...
من تسمح لنفسها ان تكون سعاد...لا تلومن اسعد ان بحث عن سعاد ثانية^_^
هذه التدوينة رااائعة...
كالقنبلة المدوية اتمني يقراها كل الرجال...
لا فض فوك..:D.
إرسال تعليق