بقعة واحدة ، لسان واحد ، سماء واحدة ، والبحث عن الاتفاق الجوهري

.

الأربعاء، 15 مارس 2023

الفكرة

By 12:20 ص

 السلام عليكم ورحمة الله وبركاته 

 

اليست الفكرة هي التي تحمل الاحساس بداخلنا؟ 


القدم مغمور بالتراب وعلى الحجر تجلس متكئا على جذع جاف، ثياب رثة وبطن خاوية تنظر الى السماء وبداخلك براح راحة في نفسك لا تسعه الارض ولا السماء، كأنك تطفو على سحابة تسبح في فضاء تداعبها النسمات... 

القدم مغمور بماء عذب رقراق وعلى وتير الفرش تجلس متكئا على وسائد ريش ناعمة، ثياب انيقة بعلامات تجارية باهضة، كوب العصير بجانبك وبطنك ممتلئة بما طاب ولذ... وبداخلك ضيق قبر في نفسك عليك منطبق بعمق سحيق كمن يحفر بأظافرة محاولا الخروج من بئر القي فيه وحت عليه التراب 


مشهد تراه... وآخر تعيشه... كمشهد يراك فيه الناس... والمشهد الذي حقا تعيش... 


فأيهما تختار حقا هو خيارك انت... وكما لم يسأل الله الناس عن ما فعلت وعملت ... فلن يسالهم أيضا عنك كيف كان مظهرك ومستواك وماهي شعبيتك... 


فإحذر ما تختار وركز فيما ستجيب به عندما يأتيك السؤال... 


فعمرك فيما أفنيته ... وشبابك فيما أبليته... ومالك من أين كسبته وفيما أنفقته ... وعن علمك ما عملت به... 

هل ترى أيا منها وما كان رأي الناس فيه؟ وكيف كان مظهره بين الناس وفي آي مكان يسكن أو ما حجم بيته ونوع سيارته وماركة حذائه؟ 


لذا فقد تكون ملكا بما تحمل في قلبك وإن لم تجد ما يسد جوعتك أو يقي جسدك البرد ... 


شكرا


أكمل قراءة الموضوع...

الثلاثاء، 14 فبراير 2023

هل تذكر؟

By 7:37 م

 السلام عليكم ورحمة الله وبركاته 


أتذكر عندما كنا نجلس في ذات المقعد نكتب ما أسكتنا الأستاذ جميعا ليكتبه على السبورة؟

أتذكر عندما دخلنا الفصل وكان أحدهم قد رسم وكتب وشتم الإدارة وبين الجميع إختفى؟

أتذكر عندما كان العقاب سيطال الجميع حتى خرج محمود من بين الجميع مترجيا الصفح على أن يشي بكل من شارك في هذا العمل الشيطاني الذي فيه قلة إحترام للسلطة ؟

أتذكر كيف أن الفصل كله وبما فيهم محمود كان عقابهم يوميا حتى إنتهى العام؟

أم أنك ستذكر ذاك البصاص الذي كان صدره أضيق من علبة سردين لا يحتمل عدم إفشاء الأسرار؟

لعلك ستذكر من كان يجلس في آخر مقعد وإسمه الحمار والذي نادرا ما كان يصحو على نفسه ولعلك تذكر انه كان يتناول عقاقير أمه المهدئة حتى يشعر بإرتخاء وراحة في تلقي ما يمليه عليه الأستاذ الذي لا يخاف من ظله ومن لقائه خارج أسوار المدرسة..

وربما كنت ممن حضروا معارك بعد التسريح خلف الأسوار وكان الضحية دائما ذاك التلميذ المسكين الذي صادف أنه ولد في هذا البلد لأب وأم كانت ولادتهم في بلد آخر فقط لأنه لا نصير له...

أم أنك نسيت أنك إن أردت تصليح هاتفك الأرضي كان عليك أن تجهز إفطارا متنوعا لفريق الصيانة ذاك أضعف الإيمان إن لم يصيبك السعال لتكح العشرة و الخمسين.؟

ولعلك جربت يوما إنهاء معاملة في مكان ما ولم يكن لديك ممن كانوا معك في الصف من عبد الجليل ومصطفى ومرعي من يعمل هناك ولا من يعرفهم ويعرف جيرانهم فكان لزاما عليك ان تختار بين أن تدفع ثمن القهوة أو ان تكون انت كحبة الكسبر تتفرقع على صفيح ساخن حتى تنسى مصلحتك … 

لعل المعادلة التي أفسدت بين من كانت أحلامهم هي أمالهم وتحولت امالهم إلى أحلام شيء من القهوة وبعض من الكحة لقضاء المصالح…

فما الجديد؟ 
أن الجميع كانوا صغارا لا يقدرون إلا على فك الحلوة من بعضهم أو إفشاء السر للمدير فذاك اقصى ما يملكون… 

وماذا بعد أن بات الرصاص أرخص عندهم اليوم من الحلوى وها هو البصاص وزيرا ومن اشبع الغريب ضربا يملك سلطة وحضيرة وذاك الغريب المهضوم هو من يتم الصفقات بين هذا وذاك لأنه لا يحاسب على ما يفعل وفي الآخير هو ليس ليبيا أصيلا على كل حال...
ومن بات اليوم لا يتوانى عن أخذ قطعة أرض لجاره فقط لأنه قدر على ذلك كما قدر على أخذ المقعد من زميل له حينها... 

فما ضعنا وما ضاقت بنا المدينة ، إنما ضاقت قلوب الرجال وتاهت نخوتهم وعبدوا المال وبات سعيهم لإرضاء النساء لأجل حق خلقه الله لهم أغلى عندهم من طاعة من خلق إلا من رحم الله وما ودوام الحال الا من المحال ونحمد الله الذي قهر عباده بالموت 

فما أنت اليوم إلا ما كنت تتهيأ له البارحة ، وورقة الاجابة في الامتحان لن يطلب منك أن تكتب فيها عن زملاءك ... إنما أنت وحدك من سيقف أمام الله ويجيب عن ما فعل 
فانتبه لما تفعل اليوم حتى تملك الاجابة الصحيح عند الرحمان 

شكرا 
أكمل قراءة الموضوع...