بقعة واحدة ، لسان واحد ، سماء واحدة ، والبحث عن الاتفاق الجوهري

.

الاثنين، 31 أغسطس 2015

الأمنية ...

By 10:17 م
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته 





علقت نجمة لامعة بفضة متلألئة ... في أخر الكرة المضيئة المعلقة في وسط صالة البيت ... التي هي أوسع مافيه ...

أفرغت من أثاثها ... و زاد إتساعها ... لتكفي عدداً أكبر ... فالإحتفال هذه المرة مميز ... فلها صديقات جدد تعرفت عليهم مؤخراً ... خلال تدربها على إستعمال الكمبيوتر في أحد المراكز ... و غيرهن ممن التقتهن في حسابها على الفيس بوك ...

أرادت أن تتعرف عليهن ... و أن يتعارف الأبنا ويجد إبنها الذي سيدخل عامه السابع ... أصدقاء جدد ...

زينت الصالة و علقت البالونات و ملأت الجدران بالزينة و الألوان ... و أصناف الأكل و الحلويات ملأت الطاولة زينة و إغراء ... 

ألوان و أصناف من الحلوى في أكياس موزعة في كل مكان ... 

العصير و المشروبات الباردة ... مع منصة للهدايا التي إستُقبلت ... 
ألحان هادئة تعزف و فتيات صغار يرقصن ... و يركضن هنا و هناك ...

الأصدقاء الجدد ... يلعبون في الحديقة معه ... الصديقات يتحاورن و يتحدثن عن آخر ما نُشر و ما قيل و كيف أن هذه لم تتوقع أن تكون تلك كما هي ، و كيف تخيلت الموقف سيكون ...

الأم سعيدة جداً بهذا الحفل و الإجتماع ... سعيدة أنها إستطاعت أن تجمعهن و أن تظهر كما أحبت و تقيم الحفل الذي يليق و تقدم كل أصناف الطعام الشهي كالذي في المطاعم يقدم ... و كل الذي رأته في منشورات الصور في مجموعتهن الخاصة التي لا يدخلها الرجال ... 

حان موعد الكعكة الكبيرة ... 

نادوا الجميع ليجتمع ... أطفأت الأنوار ...طلب من الجميع الصمت ... و الهدوء ... شغلت موسيقى تناسب اللحظة ... أدخلت عربة تعلوها شموع و شعلات نارية ... و أخذ الكل يغني ...

سنة حلوة يا جميل ... سنة حلوة يا جميل ... سنة حلوة يا حبيبي سنة حلوة ... يا جميل ... 

و ضعت العربة التي تحمل الكعكة الكبيرة التي كانت على شكل لعبته المفضلة أمامه ...  صمت الجميع ... بعد أن غنوا أغنية عيد الميلاد كاملة باللغتين ... و حانت لحظة إطفاء الشموع السبع ... إعلانا أنه الآن ذو سبعة أعوام كاملة من العمر ... 

إقترب من الكعكة و الشمعات ... نظر حوله ليرى الجميع يمسك هاتفه أمامه و يلتقط الصور و الفيديو ...
  
وضع يده على حافة العربة ... نظر إلى والدته ... التي تتراقص ضلال الشموع على وجهها و إبتسامتها البيضاء تعكس نورها ...  قالت هيا حبيبي ... تمنى أمنية ... 

نظر اليها وأعاد النظر في الجمع ... ثم نظر اليها وقال ... أتمنى أي شيء ؟ 

قالت نعم تمنى و أطفئ الشموع ... 

نظر إلى كومة الهدايا التي تجمعت عند المنصة ... 

وقال أي شيء؟

نعم ... حبيبي أي شيء ... 

فقال ... أتمنى ... 

الكل يستمع ... الكل منتبه ... أعينهم عليه ترتكز ... 

أتمنى ... 

أتمنى أن تعاملني أمي دائما بهذا القدر من المحبة و الإهتمام واللطف ... أتمنى أن تهتم بي كما تهتم بصديقاتها و هاتفها وصفحتها على الإنترنت ... أتمنى أن أراها تبتسم لأبي كما تبتسم لصديقاتها الآن ... أتمنى أن أرى أمي جميلة دائماً بنفسها مهتمة كما هي مهتمة و جميلة الآن أمام صديقاتها ... 

أتمنى أن تهتمي بي يا أمى أكثر كأن صديقاتك دائما معنا ... أتمنى أن أتعرف على أمي عن قرب أتمنى أن تحدثني أمي كما تحدثكن ... كما تحكي لكن و تقضي معكم وقتا أطول ... 

أتمنى ... أن أحصل منها على هذا الإهتمام دائماً ... أتمنى أن تتوقف عن إهمالنا و إهمال إحسانا و عاطفتنا إلا عندما يكون لديها ضيوف ...
أتمنى أن لا تشغلنا بالتلفاز لنشاهد ما لا نحب ... و تتفرغ هي للحديث مع صديقاتها أغلب الوقت ... أتمنى أن نعيش معها الإحساس أكثر ...

أتمنى أن تعود أمي ... أمي ...  

أتمنى ...



شكرًا ...
أكمل قراءة الموضوع...

السبت، 29 أغسطس 2015

العش ...

By 10:34 م
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته




في عشية شمسها ذهبية ... نسمتها رقيقة منعشة ... الأم تجلس مع إبنتها الصغرى تشاهد مسلسلا يتحدث عن فتاة تبحث عن أهلها ... بعد أن ضاعت منهم منذ كانت صغيرة ، و لم تكتشف أنها تربت مع أبوين بالتبني إلا عندما وصل عمرها العشرين و وقعت في حب شاب يسكن في بيت لهم قريب ...

دق جرس الباب ... نظرت الأم لإبنتها و قالت من يا ترى سيأتينا في هذا الوقت ؟ 

بالتأكيد هو صديق أخي صالح ... سأرى من يكون من سماعة الجرس ...

- نعم من هناك ...

- أهلا هل أمك موجودة بالبيت ؟
- نعم لحظة 
هرعت الفتاة لأمها ...
- أمي ... أمي هذه إمرأة تسأل عنك ... 
- أدخليها إلى غرفة الإستقبال ... حمداً لله أنني رتبتها في الصباح بعد أن نام فيها أخوك و صديقه ...


أنارت الفتاة الصالة لإستقبال الضيفة ... فتحت الباب و أدخلتها ... جلست و صديقتها و هي تبتسم ... و قالت
- نرجوا أن لا نكون قد أتينا في وقت غير مناسب 
- أبداً مرحبا بكم دائما أنستمونا ...

قالت الفتاة ... 

لحظات و دخلت الأم مرحبة بالضيوف ... مبتسمة ... جلست برهة و كل الحديث كان سؤال عن الحال و ترحيب ... غمزت الأم إبنتها أن أحضري الضيافة ... 

و كانت الأم قد جهزتها قبل أن تدخل عليهم ... لثقتها أن إبنتها لن تفلح في تجهيزها كما يجب ...ولن تعرف أي الأكواب يجب عليها أن تستعمل ... ذاك غير أنها لن تعرف مكان العصير الذي تخفيه الأم للضيوف عادة ...

أخذت الضيفة كوب عصير و هي تتحدث ... وإتضح أنها أتت لتخطب إبنتهم سهى لإبن أختها صهيب ... و هي تصف و تلمح و تخبر ...

إنتهت الجلسة بالإتفاق على أن تستشار الفتاة و يسألوا هم عن الشاب و يبقى رأي أبيها ...  

على ورقة كتبت رقم هاتف صهيب و للأم أعطته و منها رقم الفتاة أخذت  ... ليتعرف كل منهما على الآخر ، و يرى إن كان بينما إنسجام و توافق في الطبع و الخصال ...

ولكن كان للأم شرط إشترطته ... لتسير الأمور صحيحة على طبيعتها ...


عند الموعد المحدد ... جالسة قرب الهاتف تنتظر ...
رن ... رن الهاتف ... ومعه القلب إنتفض و دق ... و إرتعشت الأطراف و إحمر الخد ... 

رفعت السماعة و بصوت هادئ خافت رقيق ... 
- الو
- السلام عليكم 
- و عليكم السلام ورحمة الله 
- سهى ؟
- نعم ... أنت صهيب ؟
- نعم تشرفنا شكراً لردك ...
- شكراً لك لأنك إتصلت في الموعد  دون تأخير 
- أكيد لا أحب أن اتاخر على موعد قطعته ، هذه طبيعتي دائماً ...
- جميل جداً أحب من يلتزم بمواعيده ، هكذا تعلمت من أبي 
- سهى أريد أن أكون معك واضحاً من البداية ، أنا شاب بنيت نفسي بنفسي و عملت بجد و إجتهدت لأكون نفسي ، تعلمت الكثير في هذه الحياة و أحب النظام جداً ، و أريد إمراءة ترعاني و تصونني و أكمل معها حياتي ، لتكون هي البديل لي عن كل نساء الدنيا ... 
- أنا كذلك أحب أن أكون واضحة و صريحة معك لا أحب التمثيل ، أحب أن أكون نشيطة و أقوم بحاجتي بنفسي ، لا انتظر شيئا من أحد ، تعلمت منذ صغري أن أعتمد على نفسي و أن لا أكون ثقيلة على أحد ... أشعر أن خط الهاتف به تشويش؟
- رائع أحب المرأة  ... التي تكون نشيطة و حركية و فعالة في بتيها و في حياتها ، هل تحبين الإستيقاض مبكراً؟ لا لم أسمع تشويشا ...
- نعم أكيد ، دائماً اصحوا مبكراً ... لأنني لابد و مهما حدث يجب أن أمارس تماريني الصباحية ، ثم أشرب مخفوق الفاكهة مع الحليب صباحا قبل أن أنطلق في يومي ... هذا برنامج يومي لابد منه ...
- جميل إذا نقوم بالتمارين مع بعض إذاً ... فهذه من الأشياء الأساسية في حياتي ...
- أخبرني كيف أنت مع أهلك؟
- يصعب أن أصف لك ذلك ، و لكنك سترين كم يحبونني و أحبهم ... أمي لا أرفض لها طلب ولا أعصي لها أمر ، و أخواتي يعتمدن علي في كل مشاويرهن و إحتياجاتهن ...
- إذا تصلح أن تكون رب أسرة بإمتياز ...
- لا شك في ذلك أبداً ... أحب النظام كثيراً ... أريد أن اخبرك بشيء 
- نعم
- رغم أننا لم نتحدث لوقت طويل ، ولكن أشعر وكانني أعرفك منذ زمن ... و كأن هناك شيء مفهوم لدي عنك ولست غريبة عني 
- بصراحة ... كنت خائفة في البداية أن لا أنسجم معك ... ولكنني الآن نسيت ذلك و فعلا كأننا نعرف بعض من قديم ... أخبرني هل تحب الخروج و الفسح ...
- بالتأكيد 
- و أخواتك هل يخرجن ؟
- نعم نحن كثيرا ما نخرج مع بعض و نتفسح و نتمشى عند الشاطئ 
- الله كم أحب الشاطئ  و السير عنده جميل جدا ... أذكر مرة كنا ...

تك .. ترك تك .. تك  وشوشة و خشخشة في الهاتف ... فجائية 

كانه صوت سماعة أخرى فتحت في الخط ... و بدأ صوت عجوز يتحدث ...

ظن الإثنان أن الخطوط تداخلت مع الجيران ولكن الكلام كان ...

ألا تستحي على نفسك يا صهيب ... تكذب وتقول أنك تفيق مبكراً و تمارس الرياضة في الصباح؟ وماذا عن صياح أختك و محاولاتها لتنهض في الوقت المناسب لتوصلها إلى كليتها ... و تقول أنك تسمع كلام أمك و تنفذ طلباتها؟ متى كانت آخر مرة أخرجت فيها القمامة دون أن أطلب منك ذلك عشرات المرات ؟ 
متى كانت أخر مرة خرجت فيها مع أخواتك دون صراع و صراخ و إستجداء ... و إن خرجت ، تكون كمن مات لك عزيز ...

و إذا بصوت إمرأة أخرى بجانب هذه العجوز تقول لها ... أعطني ... أعطني السماعة ... 

وكان الصوت غاضبا جداً ... 
اليس من العيب ان تتحدثي بهذه الطريقة مع الشاب ؟ يا سهى؟ 

بصوت مرتعد قالت سهى ...
- ماما ؟
- نعم أمك ...أنت تفيقي مبكرا و تمارسي الرياضة و تشربي الحليب المخفوق؟ منذ متى لم تري الساعة الحادية عشرة صباحا؟ منذ متى وأنت تنامي قرابة الرابعة صباحا؟ أخبريه أن غرفتك كأنها في زلزال و إعصار لا ينتهي  ، وأن ملابسك متسخة في كل مكان ملقية ... و أي رياضة هذه التي تمارسيها كل صباح؟ أنت لا تعيشي في النهار من الأساس ... و أما عن نشاطك ... فهذه كذبة لا يمكن السكوت عليها ... فأنت لا تحركين شيئا معنا في البيت و كل الكيد يكون علي و على أختك التي تقطعت من التعب وهي تنظف ما تتركيه خلفك ... 

وإذا بالمرأة العجوز تاخذ السماعة وتقول ...

إسمع يا صهيب ... إن كنت ستتزوج فكن صريحا مع الفتاة و أخبرها أنك لا تستحم إلا مرة أو مرتين في الأسبوع ... و أخبرها أنك لم تفعل شيئا لحياتك حتى الآن و لم تعمل حتى سنة متواصلة ، أخبرها أنك طردت من كل عمل حصل لك خالك على مكان فيه ، أخبرها أن خالتك أصرت على أن تخطب لك لعلك تصبح رجلا ... لن يرضيني أن تضيع الفتاة بسببك ...

أخذت المرأة الآخرى السماعة منها وقالت ...

أنتِ لستي أهل للزواج أعرف هذا جيدا ، ولكن وافقنا مبدئيا لعلك تتغيري و تهتمي بنفسك و على الأقل ... تهتمي بنظافتك و شعرك الذي نجده في كل مكان متقطعا ... لم نعد نستطيع إستعمال أي مشط بعدك ... ولكن يبدو أنك لن تنفعي ولن نرتكب جريمة في حق إبن الناس ... فأنت بعد ما سمعت منك من تأليف و كذب لا تصلحي لتكوني زوجة أو أم ... 

و إن كان هو كما قالت أمه أنه ليس أهلا للزواج من الأساس و كذب كل منكما على الآخر ... ومن ثم أنت أساسا لماذا لم ...

سمع صوت إغلاق السماعة و إنقطع الإتصال ... 



شكراً... 

أكمل قراءة الموضوع...

الأربعاء، 26 أغسطس 2015

كيف تراك ...

By 10:41 م
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته 




أعرف جيداً أن كل يراني بمنظوره ...
و أعرف جيداً أن لا أحد يعرف حقاً ما يدور بداخلي ولا يحس بإحساسي ، و لا يرى بعيني ...

كلهم ... 

كل الأدوار التي حولي يحملها الجميع لأنفسهم ...

أراهم كما أنا و يرونني كما هم ...

أمي لا تزال تراني صغيراً لا أفهم شيئا و أحتاج إلى رعاية...
أبي يراني شديد العصبية قليل الصبر ...
اخي يرى أنني غريب الأطوار من الصعب فهمي ...
أختي تراني لا أعرف حلاً و لا ربط و لكنني أنفذ الطلبات ...
خالتي تراني كثير الأحلام و لن أحقق من أحلامي أي شيء...
خالي يراني قدوة و هو كثير الفخر بي ...
عمي ينسى أنني إبن أخيه ...
أبن عمي يراني مجهول غامض الهوية ...
جاري يرى أنني غريب الأطوار ...
صديقي يراني أبله سهل الإنقياد ...
في عملي يرونني مديراً سهل التعامل معه...
موظف الإستقبال يراني متكبراً...
و موظف الخدمات يراني عصبيا ... 
عندما أشرح للطالب يراني ثقيلا لا أجيد الشرح ...
وآخر يراني خفيف الظل أوصل المعلومة بلطف ...
مدير المدرسة فرح بوجودي ...

زملائه قلقون بشأني ...
عامل المؤسسة يكره وجودي لأني سأشغله ...
محل البقالة القريب من المنزل يفرح بقدومي ...

لم تأتي نظرة كل هؤلاء و  غيرهم من فهمي أو التمعن في طبيعتي ... أو بالدخول لعقلي و عيش ظروفي ... ولكنها وجهات نظرهم هم ... بحسب المواقف التي مررت بها في حياتهم ... و بالتأكيد كان لتراكماتهم و تجاربهم تأثير على حكمهم علي ...

وهكذا كل إعتقد أنه عرف عني شيئ و إعتمده ... 

أتدري ... أن كل ذلك مهم ... كيف يراك الآخرين مهم جداً ... و لكن هناك ما هو أهم بكثير من هذا المهم ... و هو 

كيف ترى أنت نفسك ... كيف تراها و في أي الحدود تضعها ... ما هو مسارك في هذه الحياة ... و كيف أنت لنفسك  ... لكي تستطيع أن تكون أنت للغير ... لا بد لك من نفسك ... ولا بد لك من تحديد مسارها لكي تكون أقرب إلى الصواب ... ليس الصواب الذي يراه غيرك ... إنما الصواب الذي تراه أنت بناء على معايير و مقاييس تعرف مصدرها ... و مصدرها دائما يكون من حيث انت أتيت ... 

أنظر لنفسك ... كيف يا ترى ... أنت تراك ... !؟



شكراً...
أكمل قراءة الموضوع...

الاثنين، 24 أغسطس 2015

عند الباب ...

By 10:41 م
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته ...




حديقة المنزل الصغير ... أصغر منه ... سياجها خشبي يحيطها يزيدها زينة ... نظام الحديقة بسيط منمق و جذاب ... ممر قصير جدا بين الباب الخشبي الصغير و باب البيت الأبيض ...

دفع باب الحديقة بيده ... هادئا خطى خطواته نحو الباب ، وقف أمامه و طرق الباب ... 

و التفت يتأمل الحديقة ... مبتسما ... معجبا بجمالها و تنظيمها ... و ألوان الزهور زاهية تهزها نسمة خفيفة ... في ذاك الوقت بعيد العصر ... 

فتح الباب ... ونظر إلى الزائر ... و تقدم منه ... بعد ان تأكد أن الباب لن يقفل ...
احتضنه الزائر و ربت على ضهره ... بحرارة ... 
بدا كأنه يعرفه منذ مدة ...
ولكن صاحب البيت ... بدا عليه شيء من الجفاء ... و كأنه لا يعرف من يكون هذا الشخص الذي يطرق بابه ...

عن حاله سأله ... و كيف هي زوجتك و إبنتك ... ضاما كيسا أبيض بين يديه ... أخذ يحدثه و يحاوره ...

متى زرعت هذه الزهرة ؟

يبدو أنها حديثة ... لم تكن موجودة عندما زرتك المرة الماضية ...

وقف صاحب البيت  شابكا يديه ببعضهما على صدره ... و أخذ يصف كيف إختارها و إختار الآخرى التي هناك ... و أن زوجته هي المسئولة عن تنسيق الحديقة ...

أشار إلى جهة مخفية و قال أخبر زوجتك أنها قد تحتاج إلى وضع حجر هناك ليمنع العشب من النمو و يغطي هذه الفتحة و يتشوه المنظر ...

سأحوال أن أخبرها رغم اني لا أجد الوقت لمساعدتها في عمل الحديثة ، و هي تستمتع أكثر مني بالعمل فيها و تأخذ وقتا طويلا في ذلك ...

- و كيف هي إبنتك؟ 

- بخير مع أمها في الداخل ... يلونون كتاب التلوين الجديد ... حصلت عليه كهدية من خالتها ... 

- آه هي تحب الألوان والتلوين إذا ... هكذا البنات دائما ...

- نعم تحب الآلوان ... 

صمت الإثنان ... نظر الزائر حوله متمعنا في الحديقة ... و صاحب البيت ينظر إليه ... 
وقال : 
- حسنا علي أن أذهب الآن ... اراك لاحقا في زيارة آخرى ... إن صادف و مررت من هنا ... إلى اللقاء ...


حسنا مع السلامة يا أبي ... إلى اللقاء...


شكراً...
أكمل قراءة الموضوع...

السبت، 22 أغسطس 2015

مطاحن بلا حبوب ...

By 11:03 م
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته 



بصدفة خفيفة التقى فتاة ظريفة... 
تجاذبا أطراف الحديث بلطافة طريفة...

تحدث معها بعامة الحديث وبادلته أوساط الكلام...
ومن ثم ذهب كل منهما الى فراشه ونام... 
وعلى محياهم كلمات ترجمها الإبتسام...
صباحاً أفاق فكانت الرسالة صباح الخير...
فرد والخفة تملأ صدره صباح النور وزادها السرور...

كيف نمت جيداً؟

جيداً كان النوم براحة لم يسبق لها مثال...

قالت لدي سؤال...
لماذا أشعر كأني أعرفك منذ بعيد أمد ليس لعده أي مجال...
قال كذلك هنا معي الحال... 
إذاً لنلتقي ونحدد الآمال... 
إرتحت جداً لحديثك و طبعك و الخصال...
و لكن أن نلتقي ونجتمع ذاك محال... 

لنتحدث لاحقاً بعد العودة من إنهاء الأعمال ...

خرج لعمله مجتهداً كما ذهبت لعملها مثابرة ...

رن هاتفها... رأت الرقم أهملت الرد عليه وركنته...

واقف مع زميله يلاطم الحديث جوانبه فرن هاتفه فما كان منه إلا أن أهمله ...

بعد رنة ورنة ... تنبيه رسالة نصية...
أن إشتقت لك  ولكِ معي هدية...
لم ترسل بإجابة ولم تثرها إهتمامها بجدية...
إلى البيت عادت و إختارت الفراش على صحبة عائلية...

جلس ينظر لهاتفه يقرأ نص الرسالة الوردية...
هل سنحدد موعد إختيار ألوان الغرف العلوية...


لم يعد يفكر إلا في أخذ قسط نومة هنية...

أفاقت وفي قلبها سؤال له إجابة تريد... 
ومن يجيبها عن ذلك إلا صديقها الجديد...
لترسل له رسالة يستقبلها على البريد...

أفاق بإحساس في فكره فريد...
يحاول أن يجد لنفسه إجابة بالتحديد...
بدأ في كتابة رسالة من بريده الجديد...

إرسال ... تحديث الصفحة ... لديك بريد جديد...

لا أعرف أي نقطة منها ابدأ ولكن هناك في داخلي إحساس... 



لأكون معك صريحة … فلست حرة طليقة … 

إستقبلت رسالة اليوم من خاطبي يخبرني عن هدية …

و خطيبتي أيضا سألتني عن أختيار ألوان الغرفة العلوية ...

 ...

سكن كل شيء  ... تجمد ...

و سؤال ملح مهم ... ما الذي أوصلنا لهذا كان يلح في الخلفية ...



شكراً...




أكمل قراءة الموضوع...

الاثنين، 17 أغسطس 2015

الأمنية اليتيمة ...

By 6:39 م
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته



بتدافع أمواج بحر في ليلة عاصفة ... تحطم المركب  ... و تشتت شمل من كان على متنه ... لم يعد شيئ من المشهد واضحا ... فلم تهدأ الريح ... و تسمح للأمواج أن تستريح ... 

عند الصباح  مع حرقة سطوع شمس مباشرة  ...  فتح عينيه ببطء ليجد نفسه ملقياً على رمال بيضاء ناصعة ، و مياه الموج الهادئة تغمر قدميه ... تفقد نفسه ... نهض بصعوبة ... وهو يقذف الماء المالح من جوفه ... تعثر ... حتى وقف ليرى أين هو ... شاكراً أنه نجا ... ليجد نفسه على جزيرة بدت نائية صغيرة جداً ... إن وقفت في حدها ... ترى نهايتها بسهولة ... 

سار بعض خطوات ... لينتبه لوجود شخص ملقي على الطرف الآخر من الشاطئ ... ركض نحوه ... قلبه على ظهره ... فنفث من فمه بعض الماء  ... 

حاول أن يزيح الرمال من على وجهه ... و يقول له ... أنت بخير ... أنت حي ... 
نهض الآخر و قال ... ما الذي حدث؟ ماذا يجري هنا ... أين أنا ... 

جلس الإثنان ... ينظران إلى الأفق ... يحدقان في الفراغ ... 

لم يكن هناك الكثير مما يمكنهما فعله ... جلوس و إنتظار ... 

قال أحدهم ... سأسير حول الجزيرة لأرى إن كان يمكنني أن أجد شيئا ... نأكله ... أو نصطاد به أو نشعله ... لعل أحداً يرى الدخان فيأتي لنجدتنا ...

قفز الآخر و قال لا ... سأذهب معك لا تتركني وحيداً هنا ... 

لحقه ... و الجوع يأخذ منهما نصيباً ... فسارا حول الجزيرة الصغيرة ... و لم يكن فيها شيء ليسد جوعتهم أو يمكن إحراقه أو إستعماله ليقيهم الشمس ... 

اقتربا من صخرة يتيمة في منتصف الرمال ... لعلهم يجدوا بجابها بعض الظل ... إستلقى كل منهما ... و اليأس يدب ... و الجوع ... يقرع طبول بطونهم ... 

تزحزح أحدهم ليدفع الرمل بيده ... و يشعر بوخزة شيء معدني يلامس يده ... فقفز من مكانه و أخذ يحفر ... و صاحبه فيه مستغرب ... 

و إذا به يسحب مصباح زيت نحاسي ... شكل النقش الذي عليه غريب ... لم يسبق لهما أن رأو مثله ... جلس الإثنان متقابلين ينظر كل منهما إلى الآخر ... 

- أتظن ما أظن أنه هو ؟
- لا أعلم ...
- ما رأيك ؟
- نجرب؟ 
- نعم ...

أخذ المصباح بيده و بدأ يفركه و يحاول تلميعه ، كما يرى في الأفلام ... 
فخطفه صاحبه منه و أخذ يفركه هو يقول ... هكذا يفرك المصباح بهذه الطريقة ... هكذا ...

إذا بالمصباح يهتز بين يديه و يرتج ... فألقاه أرضا و إبتعد الإثنان ... ليظهر منه بخار كثيف ... إنتهى بأن ظهر لهما مارد وهو يقول ... 
- من أخرجني من نومي بعد كل هذا الزمن ... 
نظر اليهما ليجد ... الجوع و الخوف و الذعر قد سيطر على من أخرجه من مصباحه ... 

فقال دون تأخير ... 
سألبي أمنية واحدة لكل شخص منكما ولا أمنية غيرها ... فأطلب ما تريد و تتمنى و يتحقق في الحال و اللحظة ...

فقفز أحدهما و قال دون تفكير ولا تردد ولا تأخير ... أريد أن أكون مع أسرتي الآن في هذه اللحظة ...

فنفخ المارد نفخة أخرجت سحابة إتجهت نحو الرجل ، غطته و إختفت به في الأفق ... 

و الآخر ينظر مشدوها ، غير مصدق لما يجري ... و أخذ يلتفت حوله ... غير واع بما يحدث ... 

فتوجه إليه المارد و قال ... و أنت ما أمنيتك ...


نظر إلى المارد بتمعن و أخذ يفكر ... و يفكر ... سار قليلا في تلك الجزيرة النائية التي لا سبيل للخلاص منها ... و لكن ماذا يطلب ماذا يتمنى ...

شعر بالملل و هو يفكر ... فسأله المارد الذي مل بدوره ... ألم تجد ما تطلب بعد؟

فقفز من مكانه وهو يقول وجدتها ... وجدتها ...

الآن أعد لي صديقي ليؤنسني ولا أبقى لوحدي في هذه الجزيرة ...


شكراً...

أكمل قراءة الموضوع...