بقعة واحدة ، لسان واحد ، سماء واحدة ، والبحث عن الاتفاق الجوهري

.

السبت، 14 ديسمبر 2013

أسهل طريق للزواج ...

By 8:20 م
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته 




هذا المشروع الذي سرق أحلام الشباب والبنات ... هذا الأمل الذي أصبح كمن يطلق الطير من يديه ومن ثم يركض تحته محاولا الإمساك به ... مشروع سرق الآمال والطموحات وسرق حتى العمل لأجل الدين من عقول الغالبية ...

لماذا ؟

لأنه بات كبرج عاجي لتصل لقمته عليك بحل الأحاجي في طريق الصعود وهزم المردة في الممرات وتحطيم التماثيل التي تحرس البوابات وربما أنت بحاجة لقتل التنين النائم عند المدخل حتى تدخل بيت الزوجية ...

ما علينا ...

الكل إلا قليلا ... وبحرقة الأنفة التي تقترب من جهل أبي جهل وكبره وقد تفوق ... ينكر الكثيرون أنهم بحاجة ماسة و ضرورة للزواج شبابا وبنات ... وتسمع منهم هنا وهناك أنهم ليسوا بحاجة للزواج فحياتهم هكذا بخير والحرية تاج على رأس المساكين لا يراه إلا الجائعين ...

هذا كلام مختلط غير صحيح ...

كل الأساليب للزواج جُربت وغالباً ... ما تكون الغير مباحة ... لأن المباح منها يحتاج إلى صراحة ومواجهة والمواجهة تعني الإفصاح بوضوح عن الرغبة ...لا... بل الحاجة الماسة للزواج ... فهات ما لديك من أساليب تعبر وتصرخ أن أريد أن أتزوج ولكن لا ينطقها اللسان ...

كلكم تعرفون تلك الأساليب ... أليس كذلك؟ نعم دون أن أضع عيني بعينك حتى ...

علاقات عري إغراءات زمالات أمهات يتملقن لأمهات ... طُعم هنا طُعم هناك ... هواتف تتقاذف يمينا يسارا ... نشاط مفرط في صالة الأفراح و غيرها مما تعرفون ...

لنقطع الطريق عن هذا الاسترسال ونخبر بأفضل وسيلة للزواج ... ؟

حسنا أفضل طريقة بعكس ما هو دارج من أن ارتدي على الموضة و ضيقي الخناق على مفاصلك و تزيني واستقبلي الهواتف وتعرفي وعيشي علاقة فستتزوجين ...

مع العلم أن من يفعل ذلك حقاً يحصل على حلم لباس الفستان الأبيض ... ولكن غالبا ما يخسر شرف تكوين أسرة صالحة تربي جيلا يعتمد عليه فليس كل زواج ينتج عنه زوج وزوجة فإن بعض الزيجات تكون رجلا وامرأة لا أكثر ... لا علاقة زوجية بينهما وغالبا ما يقال "اهو ظل راجل ولا ظل حيطة"

ولكن من أرادت أن تتزوج وينتج عن ذلك زواج تكوين أسرة بين زوج وزوجة فان أفضل طريق وسبيل ووسيلة هو أمران معا ...
والأمران في فطرة وطبيعة الأنثى و الرجل ... وهما ؟
تعرفهما ؟...
 ربما يعرفهما الكثيرون ولكنهم يحتاجون إلى طريق مختصر فلا وقت و الزمن أصبح غير الزمن و الدنيا تغيرت فهل يا ترى تغير تركيب الإنسان ؟ و تغيرت حتى سن البلوغ لديه منذ خلق سيدنا ادم؟ ام تغير شكله؟ 

لا اعتقد ... بل متأكد انه لا شيء من ذلك تغير ... 

ولكن العناصر المهمة هي ... لنقل كما تعرف أنهما ...

العفة والحياء ... 

نعم من عف نفسه من الجنسين وعده الله بان يغنيهم من فضله ...
 وهما ليس خصوصية لجنس عن اخر ... رغم اتصاف جنس عن اخر بالفطرة بزيادة بشيء من الحياء و الذي يزيدها جمالا عن غيرها ... 

هنا أنت بحاجة لبعض الإيمان بالله والصبر والثبات حتى تنجح في العفة حقاً لتنال الجائزة اللائقة ولا تنسى أن تهتم بنفسك بالتجهيز لتعرف كيف ستكون زوجا و تكوني زوجة ... ولنعرف أن التربية أساس في الزواج وليس شريط صور الطفولة الذي يعرض في حفل الزفاف وماذا كان العشاء فيه ... لا... بل التربية الحقيقية ... التي تنمو داخل الإنسان و تبقى معه بعكس ملابسه عند الصغر ... التي لن تكفيه أكثر من ستة أشهر ... ولن تفيده بعدها ...

والحياء في عدم التعرض للشباب حتى بالنظر ... فقد بات أمراً عاديا أن تتقابل عينيك بعيني فتاة في أي مكان فتستحي أنت ولا تستحي هي ... وهذا أمر غير لطيف أن يكون في الفتاة ... ولن تكون هذه الفتاة مرغوبة إلا عند من لا يصلح لتكوين أسرة في أغلب أغلب الحالات ... 

فلا تغتري بمن تزوجت بعد أن سلخت الحياء وخلعت الثياب وخاضت التجارب واحدة تلوى أخرى ... ومن تقول انه لا لدي صديقات أقمن علاقات وتزوجن وهن سعيدات ... قد يصلح المثل القائل ليس كل ما يلمع ذهبا ... مع التذكير بان من اعرض عن ذكر الله فان له معيشة ضنكاً ... ولا أرى انك تعتقد أو تعتقدين أن ما يحدث من علاقات ومصائد ومحاولات له أي علاقة بذكر الله والاقتراب منه ... بل فيه من الإعراض ما فيه ... 
نعرف أن الموضوع أطول و أعمق و الجهل فيه مدقع في مجتمعنا ولكن باختصار ... نقطتان فقط ...

فهل حقاً ترغب في الزواج ... الحقيقي؟

شكراً


أكمل قراءة الموضوع...

الاثنين، 18 نوفمبر 2013

اليوم الثالث ...

By 9:39 م

السلام عليكم ورحمة الله و بركاته 





قطة تنهش كيسا أبيضا به بقايا رائحة لحم دجاج تتنازعه من قطة أخرى ... كلاهما يحاول الحصول على ما يسد الرمق ...

فئران تتربصهم بين أخاديد الحجارة و المواسير ... علها تحصل على بعض مما ينهشون او ... بعض منهم
جلودهم جافة ... شحيح الماء في الأجساد ... هدوء سكن المكان وما عاد لفراقه ... كأن الحياة اعتزلته و خاصمته
ظلمة حالكة في وضح النهار و الشمس في قلب السماء  ... لا يكاد احد يرى يديه أن مدها أمامه ...

أخرج الجوع فأرا تملأ جسده القروح من مخبئه ... أنفه يشتم رائحة يعرفها ... و لكن عينا واحدة فقط لا يمكنها أن ترى في كل الاتجاهات ... عاد إلى حفرته ... ولكنه لم يطل البقاء ليخرج مجددا ... فما يناديه للخروج أقوى مما يمنعه عنه ... خرج مسرعا إلى حيث يشتم رائحة قد تكون ... طعاما ... يركض ملتويا ... لا يحمل في تفكيره شيئا سوى ... شبعة لنفسه ...

مر بجانب بقايا حديدية تملأها رائحة طحن الحديد ... تجمد في مكانه تحت مخالب قطة هزيلة كانت تراقبه ... لم تنتظر موته حتى بين فكيها وضعته ... تُمزق تلتهم دون صبر ... تنهش تبلع دون مضغ ...

حدقة عينها توقفت عن الحركة ... سال الدم من فمها ... ولم تعد أذنيها تسمع صوت عضات الكلب الأسود و هو يحطم أضلعها يذيبها بين فكيه يقذفها يمينا و يسارا لتتفتت ... حتى ألتقم طرفها الأخر كلب يكاد يكون احمرا من شدة الجروح و القروح على جلده ... علا صوت النباح في بعد الشوارع الفارغة ... بصدى تغلغل بين جدران أبنية فارقت الحياة ... حتى وصل الصوت إلى أذني طفلة تلفها ظلال الموت في بقايا شقة بطابق عن الأرض مرتفع ... ارتعدت ... خوفا من أن هناك من سيأتي ليلحق بها الأذى ...

ترتجف تتضور جوعا ... حالكة سواد العين متشققة البشرة ... جافة الشفاه ... تحمد الله ان لم يبقى من سلالم المبنى شيء يمكنه أن يوصل إليها احد ... و إن كانت بحاجة إلى شربة ماء من يدك ... أي شيء ... تبعد به ظلال الموت من حولها ... مع برد يفترش الأرض يكسو الحوائط يحتوي المكان ...

مليء المكان بطعم كريه ... طعم مقرف لئيم ... أتشم رائحته... ركز الآن ... ها هي ... تنبع من بقايا أوعية حياة ... بقايا كريمة ... لأجساد لم تعد سكنا لأرواحها ...

يستمر ليل منتصف النهار ... تتقاتل حياة مع حياة لتجد ما يبقيها على قيد الحياة ...

جسد اخر يرتعد من شدة البرد و عمق الخوف في النفس ... عين تتربص يمينا و في كل الاتجاهات ... تحاول تسلق جدار لمنزل ... لبقايا منزل ... تتكئ على حجر و تضع فوقه آخر ...
بحرص شديد كأنه يزحف اقترب من نافذة ملتصقة في جزء من جدار ... التف حول المبنى ... ليس هناك من أرواح ... تسلل ... بين الحطام ... أسوار ... لأشباه غرف ... بعض دواليب محطمة ... هل من بقايا طعام؟
لا شيء ...
التفت فزعا لسماع صوت الكلاب تتصارع ... تنهش تنبح ... اختبأ ... أنفاسه تتسارع ... أفكاره معدمة ... إلا من كيف النجاة ... هل من خطر؟ ...

بالأحرى ... هل من طعام؟

فكر في أن يحصل على ما يتصارع عليه الكلاب ... لعله شيء يصلح للأكل ...

تبع الصوت ... بحذر متنقلا من خرابه إلى أخرى ... مرورا بين السيارات المحطمة ... و رماد الأشجار ... و هو يسد انفه بقطعة من قماش قميصه ... لكي لا يصل ريقه طعم الموت و نتانته ... لكي لا يقذف ما تبقى في جوفه من أمعاء ...

مر بجانب مبنى ... أحس أن به حياة ... التف حوله ... وصوت الكلاب يناديه ... فرأى أبخرة نفس ... تتطاير من خلف احد الحوائط ... بقايا حائط ...

اقترب ببطء شديد ... محاولا أن لا يحدث صوتا ... من أين يمكنه الصعود ... لا سبيل فالسلالم محطمة ... حاول من عديد الزوايا حتى وجد مكانا استطاع تسلقه و نظر من بعيد ... إذا هي ... طفلة صغيرة لم تعد تملك القدرة على سحب النفس و إطلاقه ...

وجد طريقا ليقترب منها ... ببطء ... لم تره ... لم تعره اهتماما ... فلم يكن لديها ما يكفي من قوة لتراه ... الروح تكاد تنتظر لحظتها لتغادر الجسد المرتعد ...

نظر حوله ... ليس لديه ما يمكنه فعله ... قلبه ضعيف ... قلبها أضعف ... لم يذق طعم الماء منذ يومين ... لم تذقه في حياتها ... فقد أنساها ما عاشته كل ما في عمرها عرفته ...

في سكون ذاك الدمار ... ابتعد صوت الكلاب ... كأنه لم يكن ... عم الصمت ...

اتكأ مرتخيا ... ارتخاء من لا يملك حيلة ولا وسيلة ... لينقذ نفسه حتى يستطيع إنقاذ طفلة صغيرة ... هدأ ... سكن ...

تناقصت أبخرة أنفاس الطفلة ... تباطأ ارتجاف جسدها وارتعاشه ... مسح على وجهها ... نظر إليها ... وجد أنها ارتاحت ... و لم تعد تشعر بألم الجوع  و البرد ... و لا الم الفرقة و الوحدة و الضياع ... لم تعد تشعر بألم التشتت و الدمار الذي حل بحياتهم ...

انحنى ... أغمض عينيها ... و بدأ يفكر في نفسه ... هل سينجو؟ عليه أن يتحرك ولا يبقى في المكان ...
لديه وقت ليكرم جسدها ولا تنهشه الكلاب؟

تذكر أنها في مكان يصعب على احد أن يصل إليه ... جلس في مكانه حتى رحلت الشمس و ازداد الظلام حلكة ... غطى جسدها بالحجارة  تأكد انه محمي ... و لن يصل إليه احد ...


التفت إلى الأفق ...






شكرا...


أكمل قراءة الموضوع...

الخميس، 24 أكتوبر 2013

الوجهة ...

By 9:48 م
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته 





تكاد عظامه تتفتت لقلة الحركة ... ركود يعتري جسده الممتلئ بشحوم قلة النشاط و الأكل والنوم ... 
عين على الشاشة و أخرى على الصحن ... يلتفت لصندوق البريد كل حين ...
تذمر من تأخر التسليم الشهري عن موعده... أكيد فكيف سينفق على حياته ...

نظر إلى الزجاجة تأكد أن وجهته صحيحة ... حسبما تشير الزجاجة ...
استمر في الاستلقاء والنظر إلى الشاشة ومشاهدة رجلين يصارع كل منهما الأخر والناس حولهم في حماس ملتهب يصيحون كلما ركله أو أوجعه ...

مد يده للبراد بجانبه تحسس علبة من مشروب الطاقة البارد ... يخيل إليه انه يقطف عنقودا من الفاكهة يبتلعه ممنيا نفسه بالحصول على كل ما يحتاجه جسده من طاقة وغذاء ... 
مع لوح الشكلاتة الغنية بالمكسرات ...

يدير عينه على الزجاجة ليتأكد كل مرة من اتجاهه ... يطمئن أن الاتجاه صحيح 
ويرى انه كذلك ...
طرق على الباب ... من هناك؟... يصيح بصوت مرهق ...
ليرد صديقه أن افتح هذا أنا ... 

فيضغط زرا يفتح الباب تلقائيا ...

بيده كيس بعلب مشروب الطاقة مليء وأخرى بالمكسرات وأكياس البطاطا والشكلاتة دخل وعلى كتفه حقيبة ظهر ... اخرج منها علبة بها زجاجة داخلها سائل ومؤشر صغير ... وضعها على الطاولة نظر إليها ونظر لعلبة صديقه المعلقة ... فوجد أنهما متطابقتان ...

ضحك مصافحا صديقه ... أبشر نحن نسير في الاتجاه الصحيح ... 
نعم بالتأكيد ... مادام المؤشر صحيحا لا خوف علينا ... 
اجلس للتو بدأت المباراة ... 

ارتمى بدن صديقه المترهل بالدهون والعضلات المفرغة ...

أحب هذا الشيء قالها وهو يفتح علبة مشروب الطاقة البارد ... قلب العلبة أفرغها ... في لحظة مباشرة في معدته ولم تكد تمر على فمه وبلعومه ... حتى أصدر صوتا كزئير أسد عجوز ... 

نظر كل منهما للآخر بصمت لحظة ... وانفجرا بالضحك... 
فجأة صمت الاثنان ... وانتبها للشاشة التي تعرض باستمرار تصارع كتل اللحم...

استمر جلوسهما هناك على ذات الحال ... ساعات ... و زاد لساعات أخرى ... 

نظر الضيف لزجاجته وزجاجة صديقه ... نحن نتبع المؤشر على ما يرام ... علي أن اذهب الآن ... اشتقت لشاشتي الكبيرة ... 

وقف من جلسته لينهار متناثرا جبل من علب مشروب الطاقة الفارغة ... وأغلفة أكياس البطاطس والشكلاتة ... من على خصره ...

احدث ضجة جعلت صديقه يغلق أذنيه ويصيح كفى ... كفى ...
اخرج ... اخرج ... اذهب لحال سبيلك ...

ثنى قدميه ... انحنى ليلتقط زجاجته من على الطاولة ... متتبعا المؤشر ... خرج عائدا إلى بيته ...
أغلق الباب ليعود الهدوء للمكان إلا من ضجيج التلفاز ... وصوت قرمشة البطاطس المملحة ...

مع أنفاس نتنة تتطاير تحيط برأس أشعث ... وعينان ذابلتات ... بالكاد تنظر لتلك الزجاجة التي تشير إلى الاتجاه... الذي يحرص أن يكون صحيحا ...

يشعر بإجهاد وتعب ... مرهق لكثرة نومه على تلك الأريكة ... منتظرا أن يتغير حاله ... منتظرا من صندوق البريد أن يجلب له الخير الوفير ... تكاد ملابسه تلتصق عليه لشدة انتفاخ جسمه ... سمنة ... والاهم انه يتبع السهم واتجاهه ...

رشف رشفة من ذاك المشروب ... وهو يرفع بصره للسقف ... حيث تجمد نظره هناك ... محدقا ... لا يتحرك ... لم يلتفت حتى لتلك الزجاجة ... 

انتهى برنامج المصارعة الحرة ... وبدا عرض برامج بعد منتصف الليل من إعلانات تجارية لأعشاب تطيل العمر ... أقراص تخسيس دون رياضة وحركة ... حزام شد البطن أثناء النوم ... حذاء يساعد على شد الظهر وتقوية عضلات الأقدام دون حاجة للمشي ...

حتى ساعات الصباح الأولى ... ليبدأ برنامج المصارعة من جديد ... حلبة بعد أخرى ...
طرق على الباب ... 
طرق أشد ... 
لم يجب ولم يأبه له ... 
اشتد الطرق ... صاح الطارق ... افتح اعرف انك بالداخل ... 
لا رد... حتى كسر الباب ودخل ... 

لما لا تفتح الباب من المرة الأولى؟ عجزت حتى عن ضغطة زر ؟ يا لك من مخلوق غريب ... والعيب عيبي أني أنفق عليك وادعم معيشتك ولم أطردك بعد أن بلغت لتسعى لرزقك بنفسك ...

نظر إلى السقف حيث ينظر ... لم يرى شيئا ... ما الذي تحدق به؟

اقترب منه ... اشتم نتانة رائحته ... مد يده ليوقظه ظنا منه انه نام على ذاك الحال ... 
سقطت علبة المشروب من يده ... انحنى رأسه ... ليجد انه على ذاك الحال ... كان ينظر إلى روحه تودع جسده ... تفارقه ... وهو الذي لم يكلف نفسه أكثر من النظر لبوصلة محطمة ... لم تكن ترشد إلى الاتجاه الصحيح ... لم يستطع يوما التأكد من أنها تعمل بشكل دقيق حتى يتأكد إن كان ما يفعله في حياته سيوصله حقاً إلى حيث يتمنى ... أن تكون نهايته بخاتمة المسك تودع فيه الروح الجسد لتنعم بأمان حصاد الأعوام برحمة رب الأنام ... 

مسح على وجهه مغمضا عينيه متأسفا ... أخرج بوصلته من جيبه ... نظر إليها ... راجع نفسه ...


شكراً


أكمل قراءة الموضوع...

السبت، 5 أكتوبر 2013

البيت ...

By 6:26 م
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته 




جرس ذهبي معلق بشريط اسود لامع ... عند باب خشبي أبيض أنيق ...
هدوء وسكينة عند مدخل الحديقة ... كأن له شمس تخصه ... مميز هو المكان ... دونا عن كل بيت في الحي ... طيور تتراقص ، أشجار نظمت كأنها عقد مرجان تظلل المدخل الأبيض رقيق المنظر راقي بهدوء ... 
مدخل السيارة حجارته يحتضنها عشب يزينها ... تفاصيل دقيقة في كل زهرة اختير لها مكانها باعتناء ... بعض العاب تناثرت مبللة بماء بث الحياة في الحديقة ...

يلتفت المارة عند المكان ... يتمهلون للتأمل والابتهاج بهذا المنظر المتكامل بكل دقيق تفاصيله ... واضحة العناية والاهتمام في كل جزء من البناء و الحديقة ... حتى أعشابه وكأن كل عشبة اختير لها المكان المناسب لتنمو فيه بالطول المطلوب دون أن تخالفه ...

سيارة فارهة تركن في آخر ممرها الأنيق  ... الأب إلى البيت يعود ... بمروره من حيث سيارته للمدخل ... اكتملت صورة المكان ... سار بين الأشجار و الأزهار ... وقف أمام الباب ... التفت لينظر لحديقته وحيه والشمس المشرقة الناعمة كبريق الماس المرصع على حلقات الذهب الأبيض ... 
المفتاح في ثقبه أدخل ... وقف وكأنه للقفز من الطائرة بلا مظلة يتأهب ... انحنى قليلا .. تنفس بقوة وعمق ... نظر يمنة ويسرة ... أدار المفتاح ... فتح الباب ... 
بقوة لا يكاد من يمر يرى أثرها ... إلى الداخل سُحب ... و الباب من ورائه أغلق ...

الهدوء عم المكان ...  
في غنائها مستمرة العصافير ... مستبشرة راقصة ... زهرات تنشد عبيرا يشرح الصدر حيثما وصل

عن انتصافها في السماء الشمس تزحزحت ...
حافلة المدرسة أمام البيت توقفت ... نزلت طفلة لطيفة أنيقة جميلة رقيقة ... لحقت بها أخت توأم ... وأخ وسيم ... 
بحرارة يلوح الأصدقاء من الحافلة  ... ابتسم السائق " طاب يومكم " قال وانطلق...

إلى البيت الجميل التفت الإخوة وهم متأكدون غبطة مِن كل مَن في الحافلة  كان معهم على هذا الجمال الذي يلتزم البيت في كل تفاصيله ...
عند الباب وقف الثلاثة ينظر كل منهم للآخر ... 
لأخيها أشارت أن هيا افتح الباب احتاج إلى الدخول بسرعة ...  
التفت إليهن ومد يده ... أمسك الجميع بعضهم البعض وكأنهم سيمرون على حبل رقيق فوق واد سحيق ...

أدخل المفتاح وهو ينظر لأختيه ... أدار المقبض ... عن الأرض ارتفع الثلاثة و كأنما لم يكن أحد أمام الباب ... انسحب الجميع إلى الداخل ... بقوة

جمال البيت أخاذ ... حديث الحي كله ... تتمنى كل نساءه ان يكون لهن مثله و أسرة مثل هذه الأسرة المتكاملة ...

من سيارة خدمات توقفت أمام البيت رجل ينزل ... نحو الباب تقدم  ... الجرس ... وانتظر ... 
على سيارته ألقى نظرة ... عاد وطرق الباب حتى سمع صوت اقتراب احدهم ليستقبله ..
هندم نفسه متأهبا ...
المقبض من الداخل ... صوت دورانه ... مع صوت فتح الباب و انفراج فتحته ...  
ينظر الزائر للأرض وببطء ينتظر فتح الباب ...
الخادمة تقول ... تفضل ... 
فسألها هل السيد بالبيت؟ 
نعم ... لحظة... و اختفت ...

بعد لحظات ... 
على وثيقة استلام طرد أرسل من عميل في بلد آخر وقّع الأب  ... 
حتى ابتعد الزائر ليركب سيارته وقف الأب ... ليحييه
ما أن انصرف حتى التفت الأب إلى الباب ... فتحه ليدخل ... إذا به يُسحب إلى الداخل سحبا شديدا و الباب من خلفه يطبق ...

رشاشات المياه بدأت في الحديقة تعمل بشكل تلقائي لتسقي العشب وتلطف المكان ... تنعش الحياة بين الأغصان ...

على المغيب قاربت الشمس... إلى أعشاشها تسللت الطيور ... تغطت الزهرات بوريقاتها في سبات حتى تصحوا مع شروق شمسها  ...
أنارت مصابيح الحديقة  ... مزينة المكان مسلطة الأضواء على زوايا المنزل لتزيد جمال منظره الليلي ... و تجعله يبدو و كأن قصرا من حكايات الخيال سقط في الحي ...

إلى الممر الأنيق دخلت سيارة حديثة ركنتها بجانب سيارة زوجها ... وانتظرت دقائق حتى توقفت المياه عن الرش ... 
تقدمت نحو الباب وهي تخرج من حقيبتها شيئا ... 

ها قد وجدته ... قالت ذلك وهي تمسك المفتاح وتقربه لفتحة الباب ... تثبت قدميها في الأرض كمن يتأهب لسباق ركض ... وهو عازم على الفوز ... 
أدارت المفتاح وبأقل من لمح البصر مسحوبة بشدة ... كانت السيدة داخل البيت ، الباب مغلق والمكان يعمه هدوء وسكينة ... 

لم يشهد أحد من الجيران أو حتى الأقارب على ما يحدث عند مدخل البيت ... ولا يعرف سببا لذلك ...

فحياتهم كانت أمنية كل من تعرف عليهم أو جاورهم أو حتى ممن مروا من أمام البيت ... الزوجة تمناها الرجال ممن عرفها والزوج تمنته النساء أن يكون زوجهن مثله تماماً ... 
الأبناء في المدرسة تمنى أقرانهم أن يكونوا مكانهم ...يسكنوا بيتهم ... يعيشوا حياتهم ...

لم يعرف احد من قبل أبدا أن بداخل هذا البيت زوج كإعصار مقيم ... و زوجة كزوبعة مستقرة ... اجتماع لا يمكن أن ينبت معه زهرة ... فالرياح فيه عاصفة و العلاقات بين الأزواج ناشفة ... لحياة الجميع خاسفة ... كل طموحاتهم ناسفة ... أدوارهم تبادلت ... أحوالهم تبدّلت ... وما اهتمامهم بشيء الا بصورة على الناس عرضت ... فأعجبت ... بقيت و استقرت ...
وما هم احد منهم إلا ما يقال من الناس عن أهل هذا البيت و جماله ...

شكراً



أكمل قراءة الموضوع...

الجمعة، 13 سبتمبر 2013

سخيا ... معها ...

By 11:17 م
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته 



لم تنتبه له عندما رآها  ... لكنه الى البيت تبعها ... عرف عنها كل شيء... عن أبيها اخوتها ... صديقاتها ...

رنّ الهاتف ... ترد الأم مبتهجة مبتسمة ... حسنا غداً وقت مناسب ... 


لتخرج والدته من بيتهم ومعها الموافقة على زواجه من ابنتهم ... بعد ان الهدايا قدمت و أغدقت ...

وقت اللقاء تحدد ... وكل التفاصيل تأكدت ...
فوق ما طُلب من مهر عليه زاد العطايا ... وأجزل في بذل الهدايا ... حتى أختها الصغيرة على امنيتها في هدية تحصلت ...

حفل حلمها تحقق ... صديقاتها والجيران ومن تحسدها تغيضت وهي منها بالبذخ في الحفل استشفت ... 

شهر في عالم بعيد سعادة قضت ... نجوم لا تعد للخدمات التي بها استقبلت ... سحر عالم كالخيال نفسها فيه نسيت ... لم ينقصها شيء مما في نفسها تخيلت ...

عودة بالجلوس في درجة فاخرة بالطائرة ... لتجد ان بيتا أنيقا فاخرا بكل التجهيزات وغرف بارقى الأثاث تاثثت ... 

حياتها أبدا هكذا ما تخيلت ... 

فرحة هدايا أسرتها عليهم وزعت ... حكت وفصلت وأخبرت ... رحلة كان الأخبار عنها لا يكاد يصدق ... الصديقات المقربة بالغبطة وعلى حافة الحسد بدأت ... تمنت لهن زواجا مشابها ان به حياة العزوبية تنتهي ... 

لا تكاد تمشي على الأرض لشدة فرحتها ... وكذا نعومة فرشتها .. 
سعادة بوجودها معه غمرتها ... 
اعتادت على النعمة والعيش في بذخ الخيرات والإنفاق ...

غاب زوجها عن موعد عودته المعتاد يوما ... 
انشغال البال أخذ من نومها ولم يعيده ... 
بحثت حاولت اتصلت ... 
ولكن لا خبر ... 
حتى عرفت ان ما لم تسأل عنه يوما ولم تستفسر كان سببا فيما تشعر به الآن وسببا للزوج في الغياب ... 
فلم يسأل اهلها أو تسأله يوما من أين يكسب أمواله وفيما يعمل ومن أين يأتي بها ولم تهتم الا بما لها قدمه وما سيقدمه ... وتراه الاسرة و الصديقات و الجارات ... 

ها هو الآن في السجن لتجارته بأموال الشعب عامة ... 
عرفت أن سر تجارته على الدولة نصب... سرقة أموال ... نهب حقوق عباد وفي المؤسسات إكثار الفساد ...

قالت يا ليتني عن سر غناه يوما سألت وما توغلت في تغذية نفسي بالحرام وبما ظهر من نعمة عليه انخدعت ...



شكراً
أكمل قراءة الموضوع...

الثلاثاء، 27 أغسطس 2013

الخبر ...

By 11:58 م
السلام عليكم ورحمة الله بركاته



مساء فيه القمر على الجلسة يُطل ، صوت الماء يرش العشب حولهم يزيد النسمة برودة لينتعش الجميع  ...

في مقهى من مقاهي المدينة ... حيث الاجواء التي يحبها الكثيرون ... ممن يشربون القهوة و يدخنون و ينفثون ادخنة الشيشة ... يتسامرون و ربما ... ربما البعض منهم على البعض الاخر بوجودهم هناك يتباهون ...

فهذا مكان من الرقي بدرجة انه يبيع الاجواء قبل نكهة القهوة المعتادة للجميع ...

قال أحمد... لم يعد الحال يطاق و لم أعد أفهم من مع من و لما و كيف و متى ... أينما ذهبت تجد المشاكل و إطلاق الرصاص و السلاح و الخطف و التنكيل ... لم تعد الحياة تطاق هنا ، لو أن لي الامكانية للخروج لخرجت فارض الله و اسعة ...

رد عادل... لا أخفي عليكم ما أسمع من أخبار و يتردد في كل مكان و في كل موقع و صفحة جعلني رجلا هادئا مسالما من البيت الى العمل و من العمل الى البيت و إن ابتعدت فهذا المقهى و هذه الاجواء ... أما غير ذلك فلا حاجة لي بالخروج لأكون عرضة لخطف أو أن يوقفني أحدهم ليأخذ سيارتي أمامي لا حاجة لي بالخروج من الاساس ...

أكمل جمال الحديث ... صدقت و الله ، بالامس سمعت جارنا يتحدث عن قريب له كان في مشوار بسيارته الى السوق ، فاوقفه شخص بسلاحه و أنزله من سيارته و أخذها و لاذ بالفرار وهو يتفرج ...

أحمد : متى حدث ذلك؟ أين
جمال : لا ادري حقيقة فهذا ما اخبرنا عنه وهو قريب لجارنا
وليد : هذا لا شيء أمام ما حدث في طريق الشجرات ...
عادل : ما الذي حدث هناك؟
جمال : من الذي قتل ؟

رفع عمر يده لينادي على النادل ليغير جمرة الشيشة التي كان ينفث ادخنتها ... 
فطلب خالد بعضا من الشاي باللوز له و لسعيد ... فقال أحمد وانا أيضا ...

قال عمر ... أخبرنا يا وليد ما الذي حدث في طريق الشجرات ؟

وليد : كانت هناك مجموعة ملثمة تتمركز خلف الشجرة الكبيرة ، و عند مرور سيارة فارهة .. كانو يعطون اشارة للمجموعة الثانية عند نهاية طريق الشجرات ليوقفوها في كمين على أنها بوابة عسكرية  فيغتصبوها من أصحابها ... فكان الدور على سيارة مرسيدس فخمة ... فأعطيت  الاشارة ...  
قال احمد : قرأت عن ذلك في صفحة الاخبار الحقيقية كان حادثا شنيعا ...
عمر : أكمل يا وليد ما الذي حدث ...  

اتى النادل لينفخ الجمرة لشيشة عمر و الاخرين ... و معها احضر الشاي باللوز للجميع ...

فسأل جمال ... كيف حالك يا وليد و كيف حال مشروعك الجديد ؟

رد وليد مبتسما ... الحمد لله المهمة الاخيرة كانت ضربة حظ ناجحة و العميل كان ممنونا ...

ذهب النادل ... فقال جمال ...

نعم ماذا حدث ...

قال خالد .. دعونا من هذه السيرة يا شباب فاغلبها اشاعات لا صحة لها ...

فرد أحمد اصمت أنت لا علاقة لك بهذه المواضع دعك في أمر حبيبتك و غرامياتك و تجهيزك لفرحك بعد عشرة اعوام

ضحك الجميع ... و اكمل و ليد سرده لما حدث من حادث في تلك الليلة حسب ما وصلته من خبرية ...

استمر الحديث بسرد كل منهم ما سمع من أخبار و أحداث لسرقات و ضياع سيارات و كثرة إنتشار السلاح و تردي أسلوب قيادة السيارات في الشوارع و عدم اهتمام الناس بالقانون و رغبة الجميع في السفر و ترك المكان...

انتهت السهرة التي كانت الاجواء فيها اقرب الى الشاعرية و إن كان الصيف في منتصفه ... و لكن نسمة الليل و برودة المكان أنعشت الجميع فزهت الانفس بالحديث و تجاذب اطرافه ...

كل لسيارته ركب و هم يعرفون موعد اللقاء القادم ، و أين سيكون و متى ...
انطلق الجميع ...

ببطء تسير سيارة سعيد ... و هو يفكر في لقاء غد .. و يفكر في الصفحة التي انشأها في موقع التواصل الاجتماعي الشهير ، الذي تكاثر استعماله في الاونة الاخيرة ...

دخل بسيارته لبداية طريق الشجرات  و كان الهدوء يعم المكان ... كالعادة ...

سار ببطء و الاضواء الخافتة تنير الطريق و ظلال الاشجار ترسم الاشكال على زجاج سيارته بمرورها ... 

متكئا على يد و يمسك المقود بيده الاخرى ... حتى وصل قبيل نهاية الطريق ... فانعطف يمينا ... ضغط زرا في جهاز لاسلكي لينار ضوء تنبيه فتح الباب الحديدي الكبير ...

ركن سيارته و السكينة تعم المكان ... دخل بيته و هو يضغط زر إحكام إغلاق السيارة ليسمع صوت إنذار السيارة ...

الكل كان نائما ... جلس في مكتبه ... فتح صفحته ... قلّب الردود و التعليقات و عدد الزيارات و الإعجاب بصفحته ... إبتسم ... لوجود عدد كبير من المشاركات التي قام بها معجبو صفحته بنشر اخر ما كتب ...

و اخذ يكتب مشاركة جديدة و خبر جديد ... قال فيه 

"تحذير هام للجميع ... ليعلم الحاضر الغائب ... طريق الشجرات مغلق بالكامل في هذه اللحظة من قبل مجموعة من الملثمين الذين يتصيدون السيارات الفارهة ... احذروا ... اللهم فاشهد اني قد بلغت ..."



شكرا 
أكمل قراءة الموضوع...