السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الماس من اشد المعادن صلابة و تماسكا و لمعانا على وجه الارض و كلما تعرض الماس للضرب و الضغط اكثر كان اكثر لمعانا و اكثر بريثا وقوة
الكثير من المجتمعات لديها اسماء لعائلات معروفة ولامعة فيما بينها ... ررننانة ... و في مجتمعاتنا الشرقية فان الاسماء اللامعة عادة ما ترتبط بالمال او السلطة .. فلا شهرة فنية او ابداعية اختراعية تعطي اسم صاحبها شهرة كما حدث مع ال جاكسون في امريكا و العالم ... فمقاييسنا تختلف عنهم ...
حتى اهل الجهاد السابقين لم تكن لأسمائهم اي ذيع او صيت رغم ما بذلوه من جهاد لانهم لم يرتبطو بالمال او السلطة فمن منكم يعرف اسم عائلة عمر المختار؟ ... الا القليل
فمن امتلك المال و انفق منه الكثير على المظهر والعيش او اربتط باهل السلطة فانه يكون من الاسماء اللامعة في بلادنا و التي ان سمعتها تعرف انك سمعت اسما يتكرر كثيرا و عيرفه الكثيرون ... في الماضي عندما كانت الحياة بسيطة جدا ... ظهر الكثير من اصحاب المال و انتقلو الى السلطة ... او تصادقت الاموال و السلطة بشكل ما .. فعرف الناس ان ذاك الاسم يملك الاراضي و يعمل لديه الكثير من الناس و لحم اكتافهم من خيره ... و ان الكثيرين منهم ارسلو ابنائهم للدراسة في بلدان مجاورة او بلدان اوروبية ... و عادو بثقافة و مستوى فكري مختلف عما فيه غيرهم ... ناهيك عن تطبع اهل المال و السلطة بطباع حتمتها عليهم انفاقاتهم و الاماكان التي اوصلتهم اليها اموالهم من مخالطة طباقت مختلفة انحاء اماكن زياراتهم في العالم ... فكانت الاسماء اللامعة ذائعة الصيت التي لا يشك فيها احد ويسعى الكثيرين للحصول على ودهم و صداقتهم ... ونسبهم ... شباب يسعون للزواج من بنات اصحاب الاسماء و البنات يسعون للزواج من ابناء اصحاب الاسماء... "احب نتائج هذه الاعمال ففيها الكثير من النكد على الاثنين " فهناك مثل يتحدث عن ذلك يذكر فيه قردا اخذ لما يملك فذهب ما يملك وبقي هو على ماهو عليه.
اصحاب تلك الاسماء بعضهم له عراقة في الادب و الخلق فزاد الاسم لمعة و بريقا لما تطابق به مع الواقع ... وبعضهم ارتبط الاسم بعد شهرته بفساد اخلاقي و ميوعة و انحلال ... و لم يؤثر ذلك كثيرا عند العبض ... فالمال اكثر ملاء للعيون من التراب في الحياة ... وحتى وان كان المال قد اكتسب من نهب او حرب او غش او ربا او حتى مجهول المصدر حلالا كان ام حرام ... فليس مهما يكفي ان بامكانه شراء ما لا يمكن الاخرين الحصول عليه.
بعد مرور الكثير من الاجيال على بدء لمعان الاسماء و عراقتها ... و اختلاط الامور في مجتمعنا سينا و جيما ... هل تعتقدون انه لا تزال تحكم تلك الاسماء الرنانة طبيعة العيش و الخلق لدى صاحاب تلك الاسماء ؟
فما يتردد اليوم كثيرا ... ان القرش ... لم يترك احدا في حال سبيله الا من رحم ربي ممن لم يعطي القرش اكثر من حقه ... وتشهد على ذلك دور المحاكم و مكاتب المحامين ... و كذلك يشهد على ذلك اكثر من مأذون شرعي ... فلم يترك احد احدا في حال سبيله ... و بدأ الجيل الجديد يظهر الرغبة في السيطرة بعد ان تربى او شرب الطمع في ماء القناني المعقمة بالاوزون ... فقد كثر السماع باسماء لامعة ... حسب رأي المجتمع وهي تجوب المحاكم من اجل رزق الاب و الجد و كثرة العيال و طمع النساء وخوفهن على المستقبل و ضعف الرجال و طمعهم ... في ارزاق ابيهم بحكم انهم من عمل و اجتهد و ثمر فيه ... اراضي ... اموال ... ممتلكات ... و مجوهرات ...
ثم ماذا ؟
هل اثمر ذلك الاسم اللامع خلقا على صاحبه بحيث يبقى تأثيره على من تأثر بالاسماء و الصيت الذائع لذاك الاسم ؟
وان كان لذاك الاسم فعلا رجال رفعوه بافعالهم و مواقفهم ... فهل اصحاب ذاك الاسم جميعا يحملون صفات اولائك الرجال؟ في عهد اصبح فيه كل انسان مجتمعا منفردا عن اخوته بطباعه و اختلاطاته و تعلمه و اصدقائه وعمله ؟
فلم تعد العائلة كما كانت عائلة واحدة ... و لم يعد الاب يدري عنزوجته او ابنته ما تفعل في الجامعة او العمل او ابنه من يصادق او من يتحدث في هاتف من مع من !!
لماذا نعطي الاسماء والالقاب اللامعة اكثر من حقها بالرغم من اننا نعرف ان الامور اختلطت ؟ ويطمع الكثيرون لان يظهرو بجانبها...
ولماذا يفخر كل بنسبه و حسبه ... مهما كان ... ولم ارى لاحد من حق لان يفخر بنسب كما النبي صلى الله عليه وسلم ... الذي قال للسيدة فاطمة رضى الله عنها .. ابنته ... وسيدة نساء الجنة ... و احب الناس اليه ... يا فاطمة ... اني لا اغني عنك من الله شيئا ... هل تعون معنى ذلك؟
فما بالك بالعالمين جميعا ؟ وما بالك بمن يفتخر بانه من اهل البيت ولا خلق له منهم ابدا ... وبمن يفتخر بانه من العائلة ذات الصيت الذائع ... وهم في بعضهم كالذئاب ينهشون بعضهم من اجل بعض المال الزائل وربما يبقى بعدهم وهم زائلون ... يتفاخر بعضهم على بعض بان جده السابع كان مجاهدا ... و يتفاخر بعضهم على بعض بان عائلتهم كانت تمول الجيش الذي يحارب البيزنطيين ...
افتخر احدهم يوما في احد الاماكن بصوت عال بان عائلته تعيش في المنطقة الفلانية التي عرف اهلها انهم قدامى يعيشون في البلاد منذ اربعمائة عام ... اليس هذا غريبا ؟ فهل عمره الان اربعمائة الا خمسة ؟ ام كان هو من المؤسسين السابقين ؟ وسبق ان شهد كل الحقب الماضية؟
ان تكون صاحب اصل يعني ان تكون مؤدبا صادقا امينا خلوقا محترما لنفسك قبل كل شيء تعي معنى ان تكون بن ادم قبل ان تسمى ...
فان كنت لا تملك شيئا ... فستبحث عن شيء تتفاخر به ... وان كنت حقا تملك شيئا لما تحدثت عنه او تفاخرت به امام الخلق و تركت ذلك ليظهر على افعالك و تعاملك و اخلاقك مع الناس ... عندها ربما يشهد على قبرك رجلان صالحان بانك كنت حسن الخلق فيقبل الله شهادتهما فتدخل الجنة .
شكرا
6 التعليقات:
السلام عليكم .
أخي العزيز بومدين ، تدوينتك رائعة وتلامس الكثير من الواقع ،ولكن أختلف معك فقط في قولك أن العرب أو الليبيون علي وجه الخصوص،هم فقط من ينجذبون الي من تتلامع أسمائهم مع تلامع أموالهم وثرواتهم ،أو لا ينشهر بينهم إلا صاحب سلطة ومال ونفوذ .
أعتقد أن هذا المرض إن صح التعبير ،أو الإعتقاد والسلوك المجتمعي إتجاه الأثرياء وأصحاب النفوذ ،تعاني منه جميع أمم الأرض قاطبة ،وحتي في المجتمعات الغربية أو الراقية أو حتي في المجتمعات الثريي أهلها أنفسهم!! .
فلن تجد من يعرف عائلة المختار ،ولن تجد من يعرف عائلة جاكسون نفسها !! .
ويكفي الناس فقط شهرة الشخصية نفسها ولا يهتمون ولا يدققون من أي أصل ومن أي منبت هو .
لكن أتفق معك بالطبع أنه يزداد ويتضخم هذا الأمر في المجتمعات الأكثر تخلفاً والمجتمعات المادية والتي طغي عليها حب الدنيا والخلود فيها !! .
في إستطلاع أجرتها إحدي الجامعات البريطانية ، وجدوا أن أغلب الناس يهتمون ويعرفون أكثر مما تصورا عن حسابات المشاهير وفضائحهم وتتبع أخبارهم،ومن أكثرهم غنى ومن تفوق علي الأخر في جمع الثروات .
بينما عجز أغلب المستطلع آراءهم أن يحصوا عدد عشرة من العلماء المتحصلون علي جائزة نوبل ! .
الناس ميالون بطبيعتهم الي الغني وصاحب المال ،الذي يشعرون أنه غني عنهم وعن مساعدتهم ويشعرون أنه هو أفضل منه ،حتي ولو كان هذا الغني جاهل جهول ،ونجد هذا حتي أيام الخلافة الراشدة ،فبعض الناس ضاقت بسياسة الخليفة عمر رضي الله عنه،وإشتكت من سياسته التقشفية ،وبعد مجيء الخليفة عثمان رضي الله عنه ،إنفتحوا علي الدنيا أكثر (إقتصاد السوق )وبعده نجد أن فتنة الخلافة بين سيدنا علي كرم الله وجهه ومعاوية،أن الناس مالوا الي معاوية أكثر من علي رضي الله عنه، لأنه كان يستميل الناس بأمواله (شراء الأصوات ) وكان يعدهم بالدنيا والتجاره (والإنفتاح الأقتصادي) والإنفتاح علي الأمم الإخري ،حتي أنه أراد أن يظهر للناس أن أخ سيدنا علي (عقيل)كان معه في حربه ضد أخية ،وقال له في مجلس أمام الناس (أخبرني ياعقيل ،اي أفضل لك أنا أم علي؟)فأجاب عقيل وقال (أنت خير لي في دنياي وهو خير لي في آخرتي ).
الناس يتحلقون دائماً علي الثري ،ودائماً يجدون في كلامه الصدق والأمان! ،والمال يعمر البيوت الخاربه كما يقول الناس.
وأعرف شخصياً بعض الناس من يتحلق ولا ينظر الي أحد الأثرياء الي بإبتسامه عريضه ،وتجدهم يسعون الي خطب وده دائماً ،وهم متأكدون أنهم لن يتحصلوا من هذا الثري علي شيء ،ولكن يكفي فقط نوره!!والإستئناس بجلوس والحديث معه ،وشرف لهم معرفت هذا المليونير المتعجرف البخيل!! .
وأختم بهذه الأبيات التي لم أعرف صاحبها ،ولكني عرفت حكمة قائلها .
(من كان يملك درهمين تعلمت شفتاه أنواع الكلام فقالا
وتقدم الاخوان فاستمعوا له ورأيته بين الورى مختالا
لولا دراهمه التي يزهو بها لوجدته في الناس اسوأ حالا
ان الغني اذا تكلم مخطئاً قالوا صدقت وما نطقت محالا
اما الفقير اذا تكلم صادقا قالوا كذبت وأبطلوا ما قالا
ان الدراهم في المواطن كلها تكسو الرجال مهابة وجمالا
فهي اللسان لمن أراد فصاحة وهي السلاح لمن أراد قتالا ).
السلام عليكم
أوافق الاخ{ على } على أن المشكلة عالمية ناتجة عن الطمع ... هذه التدوينة أخ { بومدين } ذكرتني بالشعر الذي يقول :
رأيت الناس قد ذهبوا الى من عنده ذهب ...ومن لا عنده ذهب فعنه الناس قد ذهبوا
رأيت الناس قد مالوا الى من عنده مال ...ومن ليس له مال فعنه الناس قد مالوا
رأيت الناس قد فضوا إلى من عنده فضة ... ومن لا عنده فضة فعنه الناس منفضة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اهلا بك اخي ...
اتفق معك فيما قلت فهو تماما ما رميت اليه وما قصدت في الموضوع بالحديث عن الفرق بيننا وبينهم هو اننا نختلف عنهم بان لهم مشاهير من الفن و الغناء و الابداعات الفكرية وليس لنا ذلك ... فليس لدينا مشاهير و اسماء معروفة ممن اتقنو اعمالهم الفنية او اخترعو او غيرو حياة الناس بافكارهم ... والبقية يتساوى البشر جميعا في الاتجاه الى المال ... و شهرته ... والسلطة و ارتباطها بالمال ايضا وتليها الشهرة بهما معا ... وما اراه اليوم غريبا جدا ان اغنياء الماضي لم يعد لهم نفس الغنى الا السيط القديم ولكن الناس لا تزال ترغب في مصادقتهم و الحصول على قرابتهم ليقال عنهم انهم اقارب الاسم الفلاني العريق ولا يعلم احد ما يخفى داخل تلك الرابطة من امور الا من رحم ربي ... وما حدث في تلك الحقبة ما بين حكم سيدنا عمر و سيدنا علي .. دليل واضح جدا كما اوردت على ان الناس تحب الفرحة فقد جنى الناس ثمار حكم سيدنا عمر في عهد سيدنا عثمان الذي كان سخيا بطبعه ولم يعجبهم ان يرجع بهم سيدنا على الى فترة حكم سيدنا عمر فكان ميلهم الى من وعدهم الدنيا .. وفي تلك الاثنا يأخذني هذا الامر الى ان حياة الناس تسير بما يرغبون به .. فكان لسيدنا على ان مات شهيدا ... و لكان للناس ما ارادو في حكم معاوية ... و هذا ما يحدث دائما ... فارادة الناس هي التي تسير حياتهم و لا غير ذلك ... لذا نحاول دائما ان نجعل رغباتنا تسير في اتجاهات صحيحة لكي نجد ذلك واقعا بيننا ... ولكن ليس عليك هداهم انما عليك البلاغ المبين اعجبني كثيرا ردك الملم اخي ... كما اعجبتني الابيات سابحث عن قائلها وبالتاكيد لها قصة وراءها ....
اشكرك جدا اخي علي على مشاركتك و تفاعلك القيم
خالص تحياتي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخي اليكم اهلا بك ...
نعم كما اتفق معكم انها مشكلة عالمية ولكننا تنحصر عندنا بامور تزيد عندهم عنا ...
كما ذكرت في الرد السابق ...
و طبيعة الدنيا و الناس ممن يحبونها و يجعلونها اهم عندهم من غيرها هي طبع حب المال
شكرا لتفاعلك
خالص تحياتي
اخى ابومدين نحن معك فى ضرورة الحد من هذه الانتهاكات و الامور غير الاخلاقية على النت لكن المشكلة كما على الاقمار سوف يحجب الجيد الدى لايروق لهم و يترك الهابط الدى لايروق لك وشكرا موضوع مهم
السلام عليكم
أخي هشام
أعجبني ما كتبت هنا
كثيرة هي الأسماء اللامعة في هذا الزمن
لكن لمعانها زائل ، لأنه لمعان مؤقت ، لم يساهم في الحصول عليه
الأفضل أن نبحث دوما عن اللمعان الدائم الذي لا يزول
ذاك اللمعان الذي نجده في الإنسان العصامي لا الإنسان العظامي
أو الإنسان الذي احتوى شيئا من العلم أو الثقافة أو الأدب أو مكارم الأخلاق
و الأفضل ذاك الإنسان الذي احتواها جميعاً و زينها بالعمل بتعاليم الإسلام
تقبل مروري المتواضع
سلامي
إرسال تعليق