بقعة واحدة ، لسان واحد ، سماء واحدة ، والبحث عن الاتفاق الجوهري

.

الأحد، 21 يونيو 2009

طفولة القرن الواحد و العشرين ...

By 4:22 م

الطفل ... هو من لا يفقه شيئا مما يقال ولا يعي ما يقول أحيانا ... ولا يعرف كيفية التصرف ... ويحتاج إلى رعاية و توجيه دائم حتى ينتقل من مرحلة الطفولة إلى الرشد ... ويمتلك زمام أمره ولا خوف عليه
أطفال اليوم نقول عنهم أشياء غريبة وهم يتحدثون كالكبار في سن مبكرة نجد أننا نعجب بالطفل صاحب الأربع سنوات عندما يتحدث و يقول كلاما يعد كبيرا ونقول ما شاء الله مصحوبة بابتسامات و قهقهات إعجاب، و نعلق بان أطفال اليوم لم يعودوا صغارا و لم تعد براءتهم كما كانت فهم يفهمون ويعون تقريبا كل شي ،
ولكن لحظة ...!


هذا طفل صغير عمره أربع سنوات فقط .. وهو طفل و لكننا نصف عقله بالكبر لإلقائه كلمات يقولها الكبار ... وحركات كبار

وماذا عن من نصفهم بالطفولة وهم في أعمار الرجال و النساء؟

فتاة عمرها 21 عاما .. يقال عنها لا تزال صغيرة ... شاب في عمر 20 يقال عنه مازال صغيرا ؟
ألا تستغربون ذلك؟

صغير؟؟. عشرون عاما ومازال صغيرا ؟

عشرون عاما ولا تزال صغيرة ؟

اعتقد أنني نسيت أمرا ... نعم أنهم صغار ... عقولهم صغيرة لم تنمو بعد رغم مرور عشرون عاما على ولادتهم ، وأجسادهم و طبيعتها قد نضجت و أصبحت أجساد بالغين منذ عشرة أعوام ، ولكن العقل في قرننا هذا لم يعد نضج في سن العشرين بل أصبح يحتاج إلى عشرة سنين أخرى بعد سن العشرين وسن العشرين تمتد حتى التاسع و العشرين فزد عليها عشرا لكي ينضج عقل أطفال القرن الواحد و العشرين ...


أيعقل أن نهضم هكذا حديث؟ أم انه بات واقعا ملموسا فرضناه على أنفسنا؟ نشتكيه و نغذيه في أن واحد؟
يربى الأطفال ليكبر حجم أجسادهم "وتلك تسمى الرعاية لأنه سيكبر على كل حال" و نهمل "تربيتهم" أفكارهم وعقولهم وتنمية قدراتهم العقلية و الفكرية حتى يفوت عليهم زمن العطاء و الإبداع ؟

الشباب ... سن الشباب ... ما بعد سن المراهقة حتى مشارف الأربعينات ... هي الفترة التي يجب أن يكون فيها الإنسان في قمة عطائه و إبداعه

إن لم يكن الشباب كذلك لما كنا سنسأل عن شبابنا و فيما أفنيناه ... وما كانت أعمار أهل الجنة في قمة سن شباب أهل الأرض حسبما يروى.

وان يكن .. فنحن قد أفنيناه في الطفولة ... المتأخرة ... آه ليست متأخرة فنحن في القرن الواحد و العشرين ... و يا ترى هل ستكون الطفولة في القرن الثاني و العشرين عند سن 22 و القرن الذي يليه و هكذا؟ أم أن القرن بعشرة أعوام من الطفولة ؟

هل تتصورون طفلا يبلغ 30 عاما من العمر ؟
لا يمكن تصوره و تعتبر هذه نظرية ... ولكن أبشركم أنها واقع ملموس ... اعرف انها ليست بشرى ولكن هي حسرة
ذكورا وإناث في أعمار كهذه ولكنهم أطفال ... صغار ... لم يكملوا دراستهم ... العمر مازال أمامهم ..
هل تعقلون هذا .. ؟

اشعر بالغثيان ،،، لمجرد تفكيري في ذلك ... لان الأفكار تتدافع في ذهني عن مدى سوء ما أتحدث عنه في مجتمعي ...

لماذا؟ ما السبب؟

هل تعتقدون أن الأسباب هي تأخر الإنسان في الدراسة ؟ ان كانت كذلك لما لا نغير أسلوب دراستنا؟ لما لا نجعل الدراسة بشكل مختلف بحيث ان يدفع الإنسان إلى الحياة العملية في سن مبكرة
وهل تدفع الدراسة الآباء و الأمهات أن يتعاملوا مع أبنائهم على أنهم صغارا ما لم يبدأو العمل ويقبضوا مرتباتهم بانفسهم؟

أيعقل أن يكون ذلك سببا و ذلك يعود أيضا إلى ( صغير قاعد يقرا ... صغيرة تكمل قرايتها مازال العمر قدامها...) إن كانت كذلك نعود إلى أننا يجب أن نغير من مفهوم دراستنا و مقاربته لما نحتاجه في طبيعة حياتنا ،
أم وجب علي القول انه يجب علينا تغيير مفاهيمنا للحياة و إزاحة الغشاوة عن أبصارنا لنبصر حقيقة الحياة و أهدافها ونتعامل مع الإنسان على انه إنسان بكل مراحل نموه الجسدي ... و بالله عليكم ... العقلي و الفكري ...


شكرا

3 التعليقات:

may يقول...

السلام عليكم

موضوعك قراته مررا وتكررا وتناولته بينى وبين عقلى اكثر من مرة ايضا

كلامك لا غبار عليه ولكن الا ترأ ان لكل زمن عجائبه

والحياة قد انقلبت مقايسها راسا على عقب

لذلك اخى

ماهو صحيح اليوم.. غريبا غدا

وما كان الامس لا يمكن ان يكون اليوم

شكرا لنك ابدعت وانتظر منك الاروع

اختك مى

Bumedian يقول...

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

اهلا بك اختي مي
اشكرك على تفاعلك معي في مدونتي وبين اسطر مواضيعي ...
اوافقك بان لكل زمن عجائبه ...
وان الحياة قد انفلتت مقاييسها و معاييرها و انقلبت و تشقلبت مرارا و تكرارا ..
وستسوء الحالة كلما اقتربت الساعة فهي لن تقوم الا على شرار الخلق ...
بعد ان يعمها سلام بنزول سيدنا عيسى ...
ولكن الا تعتقدين معي وتافقينني باننا يجب ان يكون لنا بصمة ولو في المحاولة في نطاقنا نحن بان لا نكون كالبقية لكي لا نكون امعة ... نتبع التابعين و نقول نحن معهم اينما كانو و ذهبو.؟
وان نظهر ولو الاعتراض على ما لا يعجبنا ولا يمكن ان يعجب عاقل ولو بكلمة ..


اعتقد انك فهمتي ما ارمي اليه ...

اشكر دعمك و اطراءاتك و تفاعلك

خالص تحياتي

حبة رمل يقول...

للأسف أخي هشام .. ماتقوله كل الشعب الليبي يعيشه
و الفكرة ان السبب من ناحتين
الاولى : التربية فعندما يربي الابناء على الاعتماد على انفسهم يكبر الابناء و هم معتمدون على انفسهم و بالتالي يكبرون و ينضجون
اما من اعتاد على الاعتماد على والديه سواء في مصروفه او مجريات حياته كالتسجيل في الجامعة او الذهاب اليها .! وغيرها من مواقف الحياة .!
نجده يظلُ طفلا او طفلتاً لأنه لازال يُعامل على هذا النحو طيلة عمره .

اما النقطة التانية : هي نظرة الشخص لنفسه و احترامه لذاته فقط يحب الشخص العيش على انه لا حول له و لا قوة و ان يكون معتمد على الاخرين و ان لا يرى ان سنوات عمره تمضى و انه يكبر ! بل ينظر الى ان لطالما هنالك من هم اكبر منه و يستطيعون العناية به لآخر رمق فهو لايزال صغيراً ..

المهم من هذا كله
ان التربية يجب ان تتغير و ان يُنظر فيها .. الدلع الزائد يفسد الشخصية
و ان تربي اطفالك على الاتكالية تم تشكوا و تتسائل لماذا لايزال ابني ابن ال30 عاماً نائماً الى ال12 ..؟؟!

اخي هشام موضوعك رااائع جداً...
ربي يسلم قلمك ^_^

حبة رمل