بقعة واحدة ، لسان واحد ، سماء واحدة ، والبحث عن الاتفاق الجوهري

.

الجمعة، 29 أكتوبر 2010

صفارات الانذار

By 11:38 م
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

زيارة اخرى الى معرض اللوحات الفنية وتجوال بين ابداعات الفنانين العارضين، وكانت اللوحات تأسره واحدة بعد اخري مرة بعد مرة يأتي فيها الى هذا المعرض ، فتذوقه للجمال كان في منتهى الحساسية و العمق ، مر بجانب احدى زوايا العرض التي كانت مغلقة ولم يكن يظهر وجود اي عدد من اللوحات إلا لوحة واحدة مغطاة بأقمشة حريرية ويقف حارس امامها وأخر خلفها.

اشتعلت نار الفضول لمعرفة ما هي اللوحة التي يحميها الحرس بهذا الشكل ولا تعرض على الجمهور كبقية اللوحات في المعرض

اراد سؤال احد الحراس إلا انهم كانوا لا حراك وكأنهم تماثيل شمعية

بحث عن ورقة معلومات اللوحة فلم يجد وكذلك في كتيب المعرض في معلومات كل لوحة

لم يعد يتمالك نفسه لمعرفة اللوحة وما بها ومن رسمها بحث عن مسئول ليجيبه ولم يكن هناك من يجيب.

اكمل جولته مع باقي اللوحات وعاد ليري هل اسدل الستار عن تلك اللوحة ام لا ؟

فكان كل شي علي ما هو عليه حتى تماثيل الشمع كما هي منتصبة حيث هي ، دار بنظره في ارجاء المكان فلم يلحظ وجود اي كميرا او عدسة او اجهزة حماية فبدا الامر غريبا

دار في ذهنه الكثير والكثير لأجل معرفة اللوحة وانتقل به التفكير مع نفسه الى الحصول عليها واقتنائها. ولم يكن للأمر وسيلة إلا واحدة فقط

نظر نظرة سريعة ببريق عين العازم الغير راغب في التراجع

لما لا وليس هناك ما يحمي اللوحة إلا حارسان ولا اجهزة انذار ولا كاميرات ولا موانع

وسيخلد الحراس الي النوم لا محالة .

خرج الي مقهى قريب يأخذ مزيج قهوة وسكر ليهدأ بتفكيره ويراقب مكان المعرض والحركة فيه وينظر ويخطط فلم يجد اي صعوبة ظاهرة في اقتحام المكان بعد السابعة والنصف موعد الاغلاق وعودة الجميع

يفرك يده من شدة الحماس ويقول في نفسه عملية سهلة جدا لن تأخذ وقتا خصوصا ان المعرض لا يحرسه إلا حارس واحد ليلا وأمره سهل

قدم للحارسة وجبة اشتراها بعد ان مر على صيدلية ليشتري دواء منوما واخبره انه يرغب في ان يقبلها منه ففعل

خرج وترك المكان فساعة ويغلق ابوابه ، مر قبلها على اللوحة ليري ويركز ويثبت خطوات العملية كاملة حيث ان مكانها لم يكن بعيدا عن غرفة الحارس المطلة على الخارج

ليس هناك صعوبة في الامر حتى الان كله كان ميسرا وكأنه قدر له ان يحصل على تلك اللوحة بسهولة حتى انه ضن ان لو طلبها لأعطيت له

خرج الجميع وأطفئت الانوار وأغلقت الابواب ولم يعد هناك مانع من تنفيذ المهام

هدأ الشارع فمر من حيث غرفة الحارس فوجده فد وصل بأحلامه ان نام على الكرسي ملقيا اطرافه في كل اتجاه على الارض و الطاولة

فدخل واقترب منه ليتناول المفتاح ويدخل الي حيث صالة العرض

وما ان اقترب بالمفتاح من الباب ورأي اللوحة من زجاجه وأراد وضع المفتاح في مكانه ليفتح الباب حتى دوي صفير الانذار مدويا صارخا عاليا بذاك الصوت فتجمد في مكانه ولم يستطع الاستمرار في فتح الباب او انزال يده التفت برأسه الي الحارس الذي كان نائما وكأنه لم يكن يسمع صوت الانذار او ان الدواء دو مفعول قوي جدا ربما احتاجه هو نفسه لنومه عميقة الان .

لا يرى اي تأثير حوله لدوي الانذار ولم يكن يعلم ما يفعله إلا ان يرجع المفتاح بهدوء ويخرج تاركا المكان بعد ان كاد يحصل على اللوحة التي ارادها وأراد ان يعرف لمن وما هي ولكن انطلاق صفارات الانذار منعه .

خرج وهو يسمع صفارات الانذار ولا تتوقف ابتعد عن المكان ولا تزال تعلو ، يلتفت كي يري تأثير الصوت على الاخرين ولكنه يسمعه بصوت مرتفع جدا ، وصل الي بيته دخل غرفته والصوت مستمرا ، استحم بماء ساخن والصوت لا يزال مستمرا ، خرج اراد الجلوس ومشاهدة التلفاز ولكن الصوت مزعج جدا لم يتوقف .

خلد الى النوم و لم يعد يفكر في شي إلا ان يوقف صوت صفارات انذار ضميره الذي منعه من الاقدام على عمل لا يحق له فعله



شكرا

4 التعليقات:

Unknown يقول...

بارك الله فيك.... جميل ان يكون لكل شخص جهاز انذار والاجمل ان يكون شغال دائماً

elekomm - إليكــم يقول...

السلام عليكم

هذا دور الضمير ولكن ذلك الحي فقط

دائما في المستوى اخي

غير معرف يقول...

ليس المهم أن يسمع صفارة الإنذار المهم أن لا يتجاهلها..
"بس علي فكرة خليتني حتي أنا نبي نعرف شنو اللي يحرسو فيه"
ومبدع كالعادة أخ هشام

القمر المظلم يقول...

ومن كانت صفارات الإنذار عنده دائماً تعمل ..حتى على التخيلات ... كيف يعيش؟؟