بقعة واحدة ، لسان واحد ، سماء واحدة ، والبحث عن الاتفاق الجوهري

.

السبت، 22 مايو 2010

الناس و همومها

By 4:02 ص
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


تتحدد معالم المجتمعات و الحقب الزمنية بما يسعى الناس الى تحقيقه متفقين ضمنيا عليه دون الحديث عنه ولكن بالتنفيذ و المتابعة والاصرار عليه رغماعن كل الموازين المختلة او الصحيحة ... ولكل حقبة كان للناس فيها هدف وهم يهمهم يسعون جماعيا الى تحقيقه و يعطي سمة لحياتهم في تلك الحقبة ... ولا يمنع ذلك من وجود شواذ لكل قاعدة في كل وقت وفي كل حقبة ...

لن نتصارع مع حذافير التفاصيل ولكن ...

الانجاز الذي كان يمكن ان يحسب لاحدهم في الجاهلية هو ما يمكن ان يجمعه من مال ليكون من سادة القوم بماله وكم يجمع منه وينفق ويتباهى به و يشتري عددا اكبر من العبيد وتكون له تجارة وقوافل و يؤخذ برأيه لامتلاكه المال و الجاه وان تسود كلمة قبيلته و يذاع عنهم الشهامة و الكرم و الغنى وذاك كان اكبر همهم

عند بدء الدعوة الى الدين كان الهم الاكبر ان يحافظ احدهم على دينه من ان يفتن من قبل الكفار و ان يفوز بالجنة ثوابا على ما امن به دون ان يراه وان يبذل جهدا للجهاد و لاعلاء كلمة الله

بعد انتصار الدين اصبح الهم الاكبر ان تفتح الارض وينشر الاسلام فكان الانجاز الفتح في كل البقاع و الامن في الداخل و احقاق العدل ...

بعد ان استقر الامر في الفتوحات بات الانجاز هو العلم ان تحمل علما تفيد به الاخرين ان تكتب كتابا ان تحفظ حديثا او ان تطلب علما اينما كان وهدفك الفائدة لتعم و النفع و الجنة

بعد ازدهار امر العلم و انتشاره كان انجازا اذا ما دافعت عن ارضك وعرضك ودينك من اي عدوان قد يحيط بك ...

عم السلم فكان الانجاز ان تكون من اهل الحكم وتحصل علي الملك وتكون لك دولتك

وعندما حكمت الارض من امبراطورية واحدة بات الانجاز ان تحصل على رضي الباب العالي وتكون من المقربين

وعند سقوطها كان التقرب للغازي الغربي من البعض هو الانجاز بجمع مال او اكتساب جاه وسلطة من اي نوع ولو ببيع اخ او عرض او قريب

ثم تحول الانجاز الي محاربة المحتل وطرده من الارض وتحرير العرض والموت في سبيله

بعد انتها المحتل عسكريا بات الانجاز كسب قوت اليوم وعيش الحياة بسلام

ثم بات الانجاز ان تكون من وجاهة القوم او ان تعمل في تجارة تكون بها نافعا لغيرك ومجاهدا ومنفقا في الخير وبانيا لمسجد

ثم كان الانجاز ان تقف في طابور سلعة وتخرج منه غانما باي كان وان كنت صاحب انجاز كبير لو كنت ممن لا يقف في الطابور ويحصل علي ما يتم توزيعه قبل التوزيع

وكان انجازا ان تحصل علي سفرة بما يتم منحك اياه من استبدال عملة باخري و تكون من المحظوظين جدا عند عودتك من رؤية عالم اخر جديد براق لم يراه الكثيرون مثلك

وتحول الحصول على تقرير طبي للسفر والعلاج بمال عام انجازا كبيرا

ثم كان الانجاز ان تفتتح محلا تجاريا يبيع ايا كان من المواد وتوزيعها

بعد حين كان الانجاز ان تكون من اصحاب الشنطة والسفر وجلب البضائع

ليتطور الامر الي ان يصبح الانجاز الي ان تفتتح تشاركية عائلية لصنع الاحذية البلاستيكية او الصحون والاكواب وان وصلت لصنع كرسي بلاستيكي فانت صاحب اكبر انجاز

واذا بالانجازات تحسب بشكل مختلف فبكم ظفرت من عمولة في سفقة لا يحق لك بها فان انجازك بات يحسب وتحسد عليه

ثم كان الانجاز ان تنفق اكثر من غيرك في اتمام سفقات الزواج والبهرجة المصاحبة لها فكلما انفقت اكثر و كنت اكثر بذخا ظهر انك تملك مالا اوفر و حظا اكثر من غيرك بغض النظر عن من اين اكتسبت مالك حتى وان كان من حرام بواح جهارا نهارا فانت من اصحاب الانجازات في عمرك ...

فهل نرى اننا عدنا الى عهد ما قبل الاسلام ؟

و ان الانجاز في حياتنا بات بما قد امتلكه احدنا .. وكم سيارة اكتسب و هل تزوج في شقة ام في فيلا ام انه استأجر رغم انه يعمل منذ نعومة اظفاره ولكنه لم يستطع انجاز ولو القليل مما انجزه غيره ممن عملو في انشطة اخرى ؟

شكرا

4 التعليقات:

غير معرف يقول...

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
اخي ابومدين
لاشك في ذلك لكن بدون تعميم
لان هناك اشياء سارت في خطين متساويين
ان بدأنا مع تاريخنا العلمي الحقيقي الذي خرجنا به من ظلمات الجهل الى نور اليقين
اقرأ كانت مع واعدوا
والفتوحات الاسلامية كانت مع ازدهار العلم والتدوين
لكن بالمقابل كان هناك من هو فاغراً فاه لكل جديد
اليوم ارى والله اعلم منا بأن هناك من هو محافظ على وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم " لايكن احدكم امعة"
والمحافظين على كلمة القراءن في خيؤية الامة
والثابتين على كلمة سيد الخلق لايزال طائفة من امتي

ارى انه وقت كماهوفرصة لجني الربح
هو فرصة اكبر لنيل مراتب الجنة
لانه
طوبى لمن صلح حين فساد المحيط

موضوع في وقتة زي ماانقولو
ونظرة ثاقبة اراها في مدونتك

احترامي
علي

elekomm - إليكــم يقول...

السلام عليكم

اتفق مع تحليلك أخي بومدين لتقييم الانجازات عبر تاريخنا وما وصلنا إليه من تقييم الانجازات الان ، فبات كل مرتشي متسلط يبحث عن كل حرام ليرتقي في نظره ونظر من يفكرون مثله هو بطل هذا الزمان والناجح في حياته .

في أعتقادي ستتخبط كثير من المجتمعات و سترجع بأفعالها إلى الحقب الغابرة بتحريف الدين أو الابتعاد عنه ولكن سيبقى بأذن الله من بيننا من سيحفظ الله به الدين إلى يوم الدين ، وستكون إنجازاتهم كأنجازات أبطال تاريخنا .

تحياتي

bumedian يقول...

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...

اهلا بك اخي علي ...

اكيد اخي بدون تعميم انما الحديث عن الغالب ... فما تراه في الغالب هو السمة الغالبة على تلك الفترة .. وهذا كما قلت
ولا يمنع ذلك من وجود شواذ لكل قاعدة في كل وقت وفي كل حقبة

فكما كان بعض الرحالة يصفون بعض المدن بكثرة اخيارها او كثرة فساقها فكلا الوصفين لا يعني ان ذلك الوصف وصف عام ... انما حكم بما كثر و انتشر ...

نسأل الله ان نكون من الصالحين البعيدين عن الفساد


شكرا لك اخي على تفاعلك و اثراءك

خالص تحياتي

bumedian يقول...

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

اخي اليكم مرحبا بك
ارجو ان تكون بخير .. و عافية


و هي تتخبط يا اخي كما نفعل في مجتمعاتنا الا من رحم ربي ... و عافاه


ونحمد الله ان امة الاسلام امة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم دائما فيها الخير وان كان قليلا و ان كان غائبا عن الساح ولكنه موجود ...
و لدينا الكثير من النماذج عن ذلك غير انها نماذج فردية لم تكن لتعم على الغالبية ...

و نسأل الله ان يأتي الوقت و نكون احياء ان نرى ان يعم الخير على كل شيء غيره

شكرا لك اخي


خالص تحياتي