بقعة واحدة ، لسان واحد ، سماء واحدة ، والبحث عن الاتفاق الجوهري

.

الأحد، 16 مايو 2010

نزهة...

By 3:34 ص
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته



جرس الهاتف يرن ... حتى ينقطع ولا من يجيب ....

اعادة المحاولة مرة اخرى ... ولا اجابة ....

المرة الثالثة ثابتة ...

يرن الهاتف و قبيل ان يفصل من تلقاء نفسه ... اتى الرد ... وصاحبة الصوت كأنها منهكة متعبة جاء الصوت خافتا...

اخيرا رد احد علي ... اين كنتِ لما لم تجيبيني ...

ماذا بك ماذا هناك ...

اريد ان اخرج في نزهة لتذهبي معي ...

متى ستخرجين ...

الان مسافة الطريق ... جهزي نفسك ...

لم تنتظر الرد و اخذت مفاتيح سيارتها و ارتدت حذائها و خرجت

رن الهاتف اشارة بأنني قد وصلت ...

ما ان رأت رنة الهاتف حتى نزلت مهرولة اليها ...

الى اين ... لا مكان مجرد نزهة ...


جلست مع صديقتها في السيارة و مباشرة اخرجت القرص الذي كان في المسجل و وضعت اخر به موسيقى نشطة مرحة و رفعت الصوت انطلقن في اتجاه وسط المدينة ليجدوه فارغا إلا من بعض المارة .... اردن التنزه وشرب فنجان قهوة فقصدن المقهى الذي اعتدن ارتياده و اذا به مغلق فقلن لنذهب الي غيره لعلنا نجد عنده ما نريد ولكنه ايضا كان مغلقا و الاخر ايضا ... ما المشكلة؟؟؟ ... اقترحن على بعضهن مع شعورهن بالجوع ان يقصدن احد المطاعم و الذي كان مشواره طويلا ومن حسن حظهن ان الطريق لم يكن مزدحما فوصلن الي المكان في وقت قصير و اذا به مغلق ايضا


غريب اليس كذلك ؟

نعم لا اعرف لماذا كل المحال مغلقة؟

استغربن وتعجبن من ذلك فلم يجدن مكانا يجلسن فيه لأجل فنجان القهوة او ايجاد شي للأكل وكلما قصدوا مكان وجدوه مغلقا

حيرة محيرة ... ما العمل الان ...


وإذا بسيارة فيها شباب يمرون من جانبهم و يلقون اليهم بكل الالفاظ التي لا تسر احد ان يسمعها من الرجال فما بالك بالنساء ...فنظرن اليهم نظرة ازدراء و أغلقن النوافذ و اسرعن بسيارتهن مبتعدين عن اولائك المرضى النفسيين الذين لا يعتقدون ان اخواتهم ربما يقعن في نفس الموقف... و يتعرضن للمضايقة ... ام انهم متأكدون من عدم تعرض اخواتهم لهكذا موقف ؟


ماذا يفعلن بعد ان مررن تقريبا على اغلب اماكن النزهة و المقاهي و المطاعم في البلاد و كان كل مكان يقصدونه فارغا و قد تعرضن للمضايقة اكثر من مرة من قبل الشباب و كثر من كانوا ينظرون اليهن بتمعن ...


و قررن الذهاب الي سوق مجمع كبير كان موقف السيارات فيه فارغا خارج سور السوق و بسهولة وجدن مكانا لركن سيارتهم واتجهن نحو البوابة وإذا بالسوق مغلق ايضا

نظرن الي بعضهن واستعربن في ذلك اكثر واكثر قالت احداهن للأخرى ما الذي يحدث لما نجد كل مكان نقصده مغلقا ؟

لا اعرف لما! هل هو يوم عطلة ؟

لا ...انه يوم الاحد ...

نعم انه الاحد ...

ما بالهم اذا ؟


لا اعرف حقا انه امر مزعج ... هل نعود للبيت دون ا نشم الهواء العليل و ان نأخذ قهوتنا او ايجاد أي طعام نأكله و تنتهي نزهتنا بفشل؟

يبدو ذلك واضحا ... كم الساعة الان؟

لا ارغب في العودة الى البيت الان بهكذا فشل ... انها الساعة الثالثة اليس كذلك؟

نعم انها الثالثة ... بعد منصف الليل

شكرا

1 التعليقات:

E73 يقول...

بسم الله الرحمن الرحيم
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

تعجبني في كتاباتك أنها تدفعني بفضولي لإكمالها حتى أستشف الغرض منها

أحيانًا لا ندرك الخطأ إلا بالتجربة