بقعة واحدة ، لسان واحد ، سماء واحدة ، والبحث عن الاتفاق الجوهري

.

الأربعاء، 26 أغسطس 2015

كيف تراك ...

By 10:41 م
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته 




أعرف جيداً أن كل يراني بمنظوره ...
و أعرف جيداً أن لا أحد يعرف حقاً ما يدور بداخلي ولا يحس بإحساسي ، و لا يرى بعيني ...

كلهم ... 

كل الأدوار التي حولي يحملها الجميع لأنفسهم ...

أراهم كما أنا و يرونني كما هم ...

أمي لا تزال تراني صغيراً لا أفهم شيئا و أحتاج إلى رعاية...
أبي يراني شديد العصبية قليل الصبر ...
اخي يرى أنني غريب الأطوار من الصعب فهمي ...
أختي تراني لا أعرف حلاً و لا ربط و لكنني أنفذ الطلبات ...
خالتي تراني كثير الأحلام و لن أحقق من أحلامي أي شيء...
خالي يراني قدوة و هو كثير الفخر بي ...
عمي ينسى أنني إبن أخيه ...
أبن عمي يراني مجهول غامض الهوية ...
جاري يرى أنني غريب الأطوار ...
صديقي يراني أبله سهل الإنقياد ...
في عملي يرونني مديراً سهل التعامل معه...
موظف الإستقبال يراني متكبراً...
و موظف الخدمات يراني عصبيا ... 
عندما أشرح للطالب يراني ثقيلا لا أجيد الشرح ...
وآخر يراني خفيف الظل أوصل المعلومة بلطف ...
مدير المدرسة فرح بوجودي ...

زملائه قلقون بشأني ...
عامل المؤسسة يكره وجودي لأني سأشغله ...
محل البقالة القريب من المنزل يفرح بقدومي ...

لم تأتي نظرة كل هؤلاء و  غيرهم من فهمي أو التمعن في طبيعتي ... أو بالدخول لعقلي و عيش ظروفي ... ولكنها وجهات نظرهم هم ... بحسب المواقف التي مررت بها في حياتهم ... و بالتأكيد كان لتراكماتهم و تجاربهم تأثير على حكمهم علي ...

وهكذا كل إعتقد أنه عرف عني شيئ و إعتمده ... 

أتدري ... أن كل ذلك مهم ... كيف يراك الآخرين مهم جداً ... و لكن هناك ما هو أهم بكثير من هذا المهم ... و هو 

كيف ترى أنت نفسك ... كيف تراها و في أي الحدود تضعها ... ما هو مسارك في هذه الحياة ... و كيف أنت لنفسك  ... لكي تستطيع أن تكون أنت للغير ... لا بد لك من نفسك ... ولا بد لك من تحديد مسارها لكي تكون أقرب إلى الصواب ... ليس الصواب الذي يراه غيرك ... إنما الصواب الذي تراه أنت بناء على معايير و مقاييس تعرف مصدرها ... و مصدرها دائما يكون من حيث انت أتيت ... 

أنظر لنفسك ... كيف يا ترى ... أنت تراك ... !؟



شكراً...

0 التعليقات: