بقعة واحدة ، لسان واحد ، سماء واحدة ، والبحث عن الاتفاق الجوهري

.

الجمعة، 13 يوليو 2012

خمسة و ثلاثون مترا

By 6:39 ص

السلام عليكم ورحمة الله و بركاته  



اشعر بأنني ادفع من الداخل والحصار يشتد علي من الخارج 
سأبذل جهدا مضاعفا لأصل الي ما اريد 
لا اريد ان انهي هذا الامر وابدأ في تعب اخر 

يقول لي احد الاصحاب.

- لديك هذه الغرفة مساحتها تكفي لان تبدأ حياتك فيها خمسة وثلاثون مترا وبها حمام ويمكن تفصيلها لكي تتسع مطبخا وتكون بيتا ، حتى ان مدخلها مفصول عن الاسرة ويمكن استغلال الاثاث الحديث كالذي يكون صالون وجلسة ويمكن فتحه ليكون سريرا بحيث يمكن استغلال المكان بأفضل صورة ، ولن يكلفك ذلك كثيرا وتنهي ما تشعر به من ضغط داخلي 

- ولكن لا اريد البهدلة ولا اريد ان ابدا حياتي بهذا الشكل وسأعمل وادخل في جمعيات لاشتري قطعة ارض ابني فيها بيتا وأتزوج هناك لأوقف ما يحدث معي ، اخرجت من راسي فكرة الخمسة وثلاثين مترا وأنا اعمل في شركة اجنبية اتقاضي مرتبا مجزيا ولكن ما اشعر به يضيعني حقا وأكاد انفجر ولكن ما الحل فوجب الصبر ووجب ان اجد حلا سأجرب الصوم وغض البصر ...
ولكن الي متى سأصوم ؟ هل سأصوم سنتين متتاليتين؟
وغض البصر امر مقدور عليه ولكن ارفع قدمي لأجد تحتها فتاة تنظر الي وأزيح بنظري فأجد جسدا يتمايل مرسوم التفاصيل ادخل لأسحب من المصرف فكحل العين يرمقني بنظرات هالكة اخرج مسرعا لتأتي  زميلتي بالعمل والتي تمشي وكأنها في موكب عرض ازياء وهي تتفنن في اخراج مفاتنها وتفاصيلها حتى ان كل الشباب في المكتب يقفون استعدادا لمرورها في الصباح والتصبيح عليها و ويحي ان ارسلت من قبل المدير ودخلت مكتبي وهي تتعمد الاتكاء علي الطاولة والتحدث بصوت معسول يزيد في همي 

ابتعدت هربت اغلقت اذني وأغلقت عيني وبذلت جهدا لان اغض بصري رغم الصعاب رغم المجازر المحيطة رغم الافواه المسلطة. وخففت الضغط المحيط علي نفسي الي اقل ما. يمكن ولكن ماذا افعل بما في داخلي من طبيعة؟ ما بداخلي من غريزة؟ لا اقوي علي صوم دهر مستمر ولا اقوي علي ان اصرف تلك الغريزة في الحلال فماذا افعل لا ادري إلا الصبر ... 

زميل في العمل مرح وبشوش دائما احس بحال ما انا فيه فاقترب وقال

- يبدو انك تعاني فمما تعاني قلي 
- لا ابدا لا اعاني انما هو بعض الارق 
- هيا انا شاب مثلك واشعر بما تشعر 

فأخبرته بما في من الداخل وما عليه انا فضحك ضحكا شديدا 
- فقلت جزائي ان اخبرتك بان تضحك علي؟
- قال لا ليس هذا ما اضحكني سأذهب الان نلتقي عند نهاية الدوام 

بت افكر في كل تفاصيل تمكني من انهاء هذه المهمة التي ستغلق علي الكثير من الابواب لأجد نفسي في ما احب ان افعله و تكون حياتي افضل و اسهل ...

بعد نهاية الدوام و مشوار قصير ... ما هذا المكان؟ 

- تعال انها شقتي 

دخلنا الي شقة بسيطة جدا لا كثرة لأثاث فيها كوب عصير بارد واسمعه يتحدث في الهاتف ،،، ويحدد موعدا الي ما بعد المغرب 

- من؟ 
- سوف تعرف من 

جلسنا نتحدث و احدثه عن ما احتاج و ما افعله و يعطني رأيه و يقول لي انني اهبل و ان ما احاول فعله يمكن فعله بإمكانيات اقل بكثير ... و اذا بالباب يطرق
نهض مسرعا لتدخل علينا ثلاث فتيات صعقت عند ما رأيتهن ... صعقني ما هن فيه من حسن جمال و صعقني ما كن عليه من سوء حال ...

كنت انظر مشدوها ... و انا لست على وعيي

اتاني صديقي وقال ...
- لا تفضحنا عيش حياتك و لن تدفع شيئا ابدا هيا تحرك بدلا من انك تتعب و تشقى لأجل واحدة بالحلال ... لن تدفع شي هنا ...

نظرت اليه ثم نظرت اليهن  ... و ما رأيتني الا انزل من سلالم العمارة خارجا الى الشارع ...مع مرور كل الامور في ذهني من متطلبات و طلبات و نيران تحترق و ام تطالب و اب و نفس و مجتمع و انا اردد ...


خمسة وثلاثين مترا ... خمسة و ثلاثين مترا ... خمسة و ثلاثين مترا



شكرا 


0 التعليقات: