بقعة واحدة ، لسان واحد ، سماء واحدة ، والبحث عن الاتفاق الجوهري

.

الخميس، 27 أكتوبر 2016

من قصص القطيع...

By 8:50 م
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته 





بين الأضلع حُفرت الأخاديد و إنحسرت البطون و خف الجهد بين كل أفراد القطيع … و الوعد من القائد مستمر … أن الوليمة الكبرى آتية و أن موسم الصيد سيكون و فيرا، و ستمتلئ بطونهم وتنتفخ كبطنه تماما … بطنه كإنتفاخ بطن معاونيه … وأقل منها إنتفاخا بطون أولائك الذين يتقربون من معاونيه و زوجاتهم أيضا… 

سُمع عواء تنبيه إقتراب قطيع أبقار وحشية تبحث عن العشب في الجهة القبلية من بقايا البحيرة الملحية… فإستُهلك كل ما في الأجساد من طاقة للخروج و الأعين مليئة بأمل طعم اللحم ينزلق يُلين البلعوم … و الأسنان تقطع ولا تمضغ … الحلق يبلع و البطن لا تشبع… 

وقف الجميع في إنتظار إشارة من كان بينهم ببطن كبيرة … وما أن حدد الهدف بأضعف فرد بين البقرات الوحشية لا يملك قرونا و لا يبدو أن له علاقة بالقطيع وطيدة … منزويا عنهم مبتعدا بحجة أن نفسيته كئيبة لمنع قائد القطيع له من التزاوج مع إبنته الوحيدة… 

حتى تسلل الجميع خفية بين الحشائش و الصخور تربصا بتلك اللحمة الوحيدة … أقتربوا من تحقيق الأمل … والحظوة بليلة سعيدة… وشبعة بطن فريدة…

من بين الأشجار أخرج الجوع ضبعا يعض على لسانه ولعابه غزيرا على فكيه يسيل ، والأمنية أن يترك الذئاب شيئا يملأ فراغ أحشائه من تلك الطريدة…

إنتبت الأبقار الوحشية لتحركات من أهلكهم الجوع متأخرا فأخذ كل منهم إلى نجاته الحوافر على الأرض يضرب … ولا يدري ما يحدث لغيره حتى تشتت القطيع وإنفرط سربه وإرتفع الغبار وفقد الجياع طريقهم بين كل تلك الفوضى بحثا عن ذاك الهدف المفقود… 

و ذاك المنبوذ من البقر خاطب إبنة الرئيس، أخذ يشاهد ما يحدث وهو يضحك … فلم يكن بإستطاعة أي من الذئاب أن يركض بالسرعة التي تمكنه من اللحاق بذيل بقرة سمينة أو كما بدت لهم هزيلة… 

فهؤلاء أعياهم الجوع وأضعفهم… و أولائك أبطأتهم البطون و أخّرت… و حتى الضبع كان على الذئاب في شبعته معتمد…

وما أن إتضحت لذاك الهزيل الصورة… حتى صاح في القطيع مناديا بالإجتماع وإعادة تشكيل السرب… و تقديم من كان بقرونه وقت الراحة يتباهى… حتى يكون للقطيع من الذئاب مناعة… 

فكانت هزيمة الذئاب على يد الجوع وقوة الجماعة…
وعاد الضبع بما أتى به من خيبة ولم يخرج من أمله إلا بإزدياد مجاعة…

إنقضى النهار وسكن الغبار… وإحتفل القطيع بعرس إبنة قائدهم على منقذهم وجامع كلمتهم… و الكل إليه العشب الأخضر يقرب وإليه يتودد… ومنه الصفح يطلب… 

ومازالت بطون تنتفخ وأخرى جلودها على الأضلع تنكمش…


شكراً 

0 التعليقات: