بقعة واحدة ، لسان واحد ، سماء واحدة ، والبحث عن الاتفاق الجوهري

.

الأحد، 4 أكتوبر 2015

كوكب اليابان ... عندنا

By 9:38 م

السلام عليكم ورحمة الله و بركاته 





فرح فرحا شديداً عندما اختير من بين عدد كبير من المتطوعين الراغبين في السفر في مهمة رسمية بالغة الأهمية إلى ذاك الكوكب ، مر كغيره بإختبارات دقيقة للإختيار و معرفة من أقدر من غيره على خوض الرحلة و الهبوط بذاك الكوكب و معرفة الحياة هناك وتفاصيلها و أخذ المعرفة و العودة بها إلى هنا ... 

مشروع فكر فيه كبار العقول في بلدنا ... 

قال له عندما كان يصعد الى المركبة التي ستقله … 

نحن نعتمد عليك ، أن تجلب لنا ما يمكن أن يجعل بلدنا أكثر تطورا ًمن ذاك الكوكب … 

صعد … في صمت و الحمل على كاهله ثقيل … فعلى يده متوقف تغير بلده … الجميع يشاهده و ينتظره …

قضى فترته المخطط لها و زاد عليها بعض الوقت لما جد عليه هناك … 

عندما رجع ... أحضر معه صندوقا خشبيا بدا وكأنه عتيق أو شيء بسيط مهمل ... لا يحمل أي نوع من الزخرفة أو الزينة أو الاهتمام بتفاصيله و مظهره ، كأثر خرج من أحد الأساطير القديمة التي يصاب فيها الناس بالجوع و الفقر … و الفاقة …

وضع الصندوق أمام الجميع و جلس على الأرض هادئا ساكنا يكاد يكون جماداً ... 
أشار كبير العقلاء و البلاد كلها تشاهد الحدث في كل مكان ... ما هذا ...
لم يجبه بشيء ... ولكن الكبير أومأ لأحدهم أن افتحه ... فرفض التحرك... 
فالتفت الكبير لآخر و آخر و غيره ... فلم يرد أحد أن يقترب منه ... وهم جميعا مشدوهين ... فتقدم كبيرهم و في جسده إرتعاش يقاوم ليخفيه ... وإقترب من الصندوق ... إنحنى قليلا ليرى من خلال الأجزاء الشفافة للصندوق ... فلم يرى الا ضبابا مظلم لا يبدو منه شيء ... 
إستدار للبقية و هز كتفيه ... وعاد ليفتح الصندوق و يرى ما فيه ... نظر إليه ... فلم يرفع عينيه فيه ... ولم يتحرك ... 
فأخذ يقلب الصندوق ليفتحه ... 
عندما فتحه ... وقف صامتا ... جامداً ... حتى سمع صوت سعال أحد الحاضرين منبها ... 
إلتفت اليهم و أشار بيده ... إقتربوا ... تعالوا ... انظروا ...

نظر الجميع لبعضهم ... و تقدم أحدهم فتبعه الجميع ... ليقتربوا و يروا ... ما الذي عاد لهم به من ذاك الكوكب المليئ بالنظام و الحياة و الانسانية ... و الاهتمام بالتفاصيل لتحسين حياة الإنسان بصورة عامة … 

إذا بهم يقفون ... جميعا في جمود ... حتى قال أحدهم ... ولكن هذا عندنا منه... بدلا عن النسخة آلاف النسخ ... و كل بيت فيه أكثر من نسخة ... وليس هذا بشيء جديد ... فهل سينفعنا الصندوق أم زخرفته ... ماذا تعني بهذا ؟ 


وسط إستغراب الجميع ، وهم يستمعون لزميلهم وهو يعدد أماكن تواجد مثل هذا الكتاب في بلادهم و كثرة النسخ الموجودة منه وكيف يمكن أن يجعل بلادنا ككوكب اليابان ... صمت الجميع ... عم السكون القاعة ... أخذوا يحدِّقون في المصحف البسيط المظهر الموجود في الصندوق الخشبي ...  


شكراً...

3 التعليقات:

Eng.Ramez Enwesri يقول...

صديقي لدي مقولة أرددها بين أصدقائي: لو طبقنا فقط 10% من الإسلام لكنا في مقدمة الدول لا ذيلها.
المشكلة فيمن يتصدر المشهد ويريد الإسلام كما يريد.

تدوينة مميزة

bumedian يقول...

السلام عليكم
اكيد اخي رامز ... إن سرنا في طريق تطبيق تلك العشرة في المائة ... قد نكون بخير ... و نحن نبحث عن الحلول عند غيرنا ...

اهلا بك
بارك الله فيك

Unknown يقول...

الحل موجود من البداية و هات من يفهم ليش منزله ربي لنا