بقعة واحدة ، لسان واحد ، سماء واحدة ، والبحث عن الاتفاق الجوهري

.

الأحد، 9 سبتمبر 2012

الحوار

By 2:11 ص
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته



يد علي المقود ... والأخرى تنقر نقرات على شاشة هاتف اللمس والطريق مزدحم تحت شمس عموديه لا يفصل بين حرقتها و من تلامسهم شيء ، تدير اليد المقود يمينا ويسارا ، وإذا بما يحركها المقود تكاد تصدم سيارة احدهم ... ولكن سرعة في كبح الفرامل للعجلات منعت التصادم أن يحدث ...

تخرج يد من نافذة تلك السيارة وتشير بأصابع معكوفة ثم تنبسط ... في حركة دائرية متكررة... وتشير إلى السماء وكأنها تقلد حركة إقلاع الطائرة ... و من ثم تضرب ضربات على باب السيارة ... 

ليكون رد اليد الممسكة بالهاتف وكأنها ستلقي به بعيدا بتكرار حتى انطلق الهاتف فارتطم بالزجاج أمام المقود ...

فتأتي إشارة اليد من السيارة الأخرى في توجيه الي جهة اليمين من أعلى السقف وهي تصر وتعيد الإشارة ، و سرعة السيارة تبطئ و تسد الطريق أمامها لتجبرها على الوقوف ...
فتترك اليد البحث عن الهاتف الذي سقط منها ... لتدير المقود وتركن بجانب الرصيف وتفتح الباب ...

واليد الأخرى بعد أن ركنت السيارة و فتحت الباب و في حركة دائرية للمعصم والسبابة تشير إلى السماء حينا  و إلى الأيدي الأخرى حينا أخر ... وهي تقترب منها ...

و فجأة مع الاقتراب ... إذا بالأصابع تنكمش في شكل قبضة و ترجع الى الخلف و تنطلق في لكمة لتصطدم بخدٍ فتترك فيه علامة ...

تشابكت الأيدي بين لكمة و صد و شد و جذب و دفع و سحب ...
لكمات متتالية من هذه و تلك يمينا و شمالا ...

حتى تدخلت أيادي خير للفصل بينهم ... و قد تعرضت بعضها لضربات و لكمات اثناء ذاك التشابك الحاد ...

أخذت الأيدي المتدخلة تتكاثر حتى غلبت من اعتدت بداية و أخذتها على جنب و هي ترتفع إلى السماء متوعدة بعقد خمسة و ثلاثين بين أصابعها و تارة برفع السبابة إلى السماء و إطلاق الوعيد و التهديد ...

و  أخذت الأخرىإلى سيارتها مع محاولة كل يد تدخلت تهدئة الأمر و التخفيف مما حدث ...

بعد برهة من الحديث و عند هدوء الأمر وتوقف ارتعاش الأصابع ... اقتربت الأيدي جميعا من بعضها و تكاثفت و لم تبرح المكان حتى اقتربت كل يد من الأخرى و تلامستا في مصافحة قوية تنم عن التسامح و الرضى و الأسف لما حدث ، رغم أن إحدى اليدين ضغطت على الأخرى وكأنها تتوعدها ، ولكن في لقطة سريعة سحبته الأخرى و التفت حوله لتعانقه وسط تهليل الأيادي الحاضرة  و تصفيقها لتنفصل الأيدي و تتجه كل منها إلى سيارتها ...

لتمسك اليد بالمقود من جديد و تحرك الأخرى عامود الحركة و تنطلق السيارة و اليد تبحث عن الهاتف الذي وقع منها وتحاول إيجاد آخر رقم لتعيد الاتصال به مع إشارة تحية بالسلام ، فترد عليها الأيدي جميعها معا مرتفعة إلى أعلى ... بالسلام ...


شكرا 

0 التعليقات: