هذه قصة لأربعة من الناس... كل له مشوار في اتجاه كان له...
كان الاول شاب في الثالثة و العشرين من عمره لم ينهي دراسته بعد وكان يعيش مع والديه او لأقل انه كان معتمدا عليهم في حياته ولم يكن يعمل او يجتهد في عمل يجني منه رزقا الى جانب دراسته وكان مرحا جدا يحب السهر مع رفقائه و يحب النزهات و المبيت خارج البيت ولا يكترث كثيرا لمحاضراته و دراسته وكانت الفتاة التي يحبها همه و شغله الشاغل و يمضي معها يومه كاملا إلا اذا ارادات ان تحظر محاضرة فينتظرها مع زملائه او جالسا في مقهى الكلية ...
تواعد معها على الزواج وقد اسسا كل شيء معا و حلما بكل التفاصيل و عدد الاطفال و عدد الغرف في البيت الذي سيبنيه وكان تواجدهما معا يختلط بالكثير من الانسجام و التناغم لدرجة ان كل زملائهم وأصدقائهم كانوا يرونوهم وكأنهم زوج وزوجه وكأنهم خلقا لبعضهما البعض ... وما تغافلت عنه الفتاة انه لم يكن يعمل لأجل ذلك الغرض ولم يكن يسعى الي تحقيق أي من الاحتياجات و لم تكن تعلم ان والده لن يعينه على شيء فهو ميسور الحال ولا يمكنه ان يقدم له شيئا ... و ما ان انتهت فترة دراسته بالفشل حتى انقطع عن الجامعة و وجد نفسه محاطا بشلة اخرجته من طوره وأدخلته متاهات ما كان ليقدر علي مجاراتهم فيها ولكنه دخل ولم يستطع الخروج منها و نسي ما كان بينه وبين تلك الفتاة التي انهت علاقتها به بعد ان اتاها يهذي بسبب ما كان يفوح من فمه من روائح كريهة لمشروب الاغبياء ...
الاخر انتقل لتوه من الريف ليعيش في المدينة وهو في الواحدة و الثلاثين من عمره اعتاد حياته الريفية و قد انهى دراسته في الجامعة القريبة من قريته و امتهن المحاماة و اراد الانتقال الى المدينة لإيجاد فرصة عمل تمكنه من الحصول على مركز بين اقرانه وهو محمل برغبة في ان يتميز ليرتقي في مهنته ... عمل في مكتب لمحام مشهور و تعرف على الفتاة التي تجلس على مكتب الاستقبال و استلطفها بعد ان رأى منها التجاوب فقد كانت خلوقة طيبة ... صارحها برغبته في الارتباط بها ... فترددت و طلبت وقتا لتفكر و تستشير ... مر الوقت و كان يلاطفها بالنظرات و يحاول التقرب اليها و يلين في الكلام وذات يوم اجابته بأنها لا مانع لديها في الارتباط به كزوج وكان ذلك بعد ان تحرت عليه بما عرف من زملائه و ما سأل به من تعرف ، ففرح بهذا الخبر و اشرقت ابتسامته وبدأ في التخطيط لمرحة الخطوبة ... اخبر اهله في اول زيارة له ... ولم يكن يتوقع ردة فعلهم التي لقاها .. من رفض امه و ابيه لان يرتبط من احدى فتيات المدينة و يترك بنت عمه التي حجزت له منذ كانت صغيرة ... حاول ان يقنعهم بان الفتاة التي سيخطبها جميلة و خلوقة و مؤدبة و متعلمة ... ولكن ما تربع في عقل اهله و خوفهم من الفضيحة بعد ان كان الحديث دائما عن زواج تلك الفتاة من ابن عمها المتعلم سائدا و متعارفا عليه من الجميع ... فقال له ابوه ... لست ابني وانا غاضب عليك ان لم تتزوج ابنة عمك ... ولا تقابلني بعد اليوم في مكاني هذا ان تزوجت فتاة المدينة ...
لم يعد يعلم ما يفعله ... فقد وعد الفتاة ... و هي موافقة على ذلك .. ما الحل ؟
تغيب في قريته مدة ليست بقصيرة ... و قطع اتصالاته بالمدينة ... وعند رجوعه وجد من بانتظاره ... سألته لما الغياب ؟ قال لها ... لن استطيع منك الزواج ... فقد رفضت اسرتي و ابوا إلا ان اتزوج ابنة عمي ... ولم اعد إلا بعد ان اتممت الفرح ...
يعمل في ورشة ميكانيكا كان الثالث وله خبرة في اصلاح السيارات الالمانية .. وليس من السهل ايجاد شخص بخبرته ... فكل السيارات الالمانية تأتي بعاهة تخرج منه كأنها جديدة رغم ذلك ما هو إلا عامل في تلك الورشة و لا يكاد يكفي نفقات اهله و امه المريضة و ابوه البصير ... و اخوته الدين يدرسون ... كان وسيما بهي المطلع ... مرحا لا تفوته صلاة في مسجد ... يحب الخير للجميع ... صباحا وجد فتاة قد توقفت سيارتها على جانب الطريق و هي تحاول فتح غطاء المحرك ... و كانت السيارة المانية فتوقف ليمد لها يد العون ... سألها ما المشكلة هل من مساعدة ؟ فقالت لست ادري كانت السيارة تعمل بشكل جيد ولكن فجأة سمعت صوتا غريبا في المحرك و اضاءت الاشارات الحمراء كلها معا وتوقفت السيارة فجأة ...
قال لها سأرى ما المشكلة .. فتح الغطاء ... و كشف عن بعض الامور فوجد ان المحرك قد توقف عن العمل بسبب تسرب في الزيت ... فاخبرها بان السيارة يجب ان تنقل الى ورشة اصلاح ولا يمكن تشغيلها وعرض عليها نقلها الى الورشة التي يعمل فيها هو ... وفعلا كان ذلك فقد اتصل بالسيارة الرافعة و اعطى الفتاة الهاتف و عنوان المكان لتتصل بأحد اخوتها ليأتي و يعرف المشكلة و يرى ان كان يمكن حلها ...
وصلت السيارة الي المكان و بدأ في فحصها و اكتشف من اين يتسرب الزيت ... حضر احد الاخوة و عرف بالمشكلة و اخبر بالحل و تكلفته .. فاتصل بأخته و اخبرها فوافقت على الاصلاح بشرط ان يتم بسرعة فذهابها الى عملها امر ضروري وهي بحاجة اليها...
بعد يومين .. اتصلت الفتاة بهاتف الفني فاخبرها ان السيارة ستكون جاهزة في الصباح ويمكنها استلامها و تكلفتها كذا ...
في اليوم التالي حضرت الفتاة لتستلم السيارة ... و تفحصتها و اكد لها الفني انها جاهزة و بامتياز غير انه نصحها بالتدقيق في المؤشرات دائما ... و عند خروجها اخبرها انه يريد مكالمتها في امر ان لم يكن لديها مانع ... لم تمانع ابدا ... ولكنه قال لها انه امر خاص و عبر لها عن اعجابه بأدبها و خلقها و اعجب بشخصية اخيها و بدا له انها تناسبه كزوجة فعرض عليها الامر بكل لطف و انه قرر ان يتحدث مع اخيها في ذلك ... ابتسمت خجلا و لم ترد عليه إلا انها قالت انها ستفكر في الامر و تخبر اهلها وأخوها ...
وهل ستخبرينني بالنتيجة ؟
نعم سأفعل ...
انتظر الشاب بعض الوقت ... يوم مر ... اسبوع ... لم يشأ ان يتصل على رقمها او يزعجها ولكنه بعد حين فهم انه لا موافقة على نسبه ... وربما لأنه لم يكن مناسبا لما فيه هي من مستوى اجتماعي متعلم ...
هذه قصة الشباب الثلاثة
نعم ...
وكلهم كانت تجاربهم في هذا الامر مختلفة مع اختلاف بيئاتهم و خلفياتهم و ملائمتهم للزواج ...
نعم ...
وماذا عن الفتاة ؟ ما هي قصتها ؟ وكيف كان الامر معها ؟
الفتاة ؟ هي من كلن يحكي هذه القصة بما مر عليها من احداث مع كل واحد منهم
شكرا
1 التعليقات:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخي الكريم
فيها من التدبر الشئ الكثير
قد نستعجل اشياء
ونظن بإنتهاءها وفوتها خسارة كثيرة
وفيها مالايعلمه الا الله من الربح
ولنتذكر
ان ماكان لك ماكان ليخطئك
تقبل احترامي
وتقديري
علي
إرسال تعليق