بقعة واحدة ، لسان واحد ، سماء واحدة ، والبحث عن الاتفاق الجوهري

.

الثلاثاء، 28 أبريل 2015

المفاجأة ...

By 9:51 م
السلام علكيم ورحمة الله و بركاته 



بعد طول نظرات التقت بصدفة … و تلميح من الأصدقاء و الصديقات … و إرتباط بالعقل و النبضات … قرر صهيب أن يجد الفرصة التي يقف فيها و يكلم حياة عن ما يكنه في صدره من إعجاب ، إنبهار و حب لها بكل ما فيها ما عرف منها و ما لم يعرف … و لم يتشجع للإقدام على هذه الخطوة إلا بعد أن وجد علامات القبول و الرد بتبادل النظرات و الإعجاب و همس الصديقات و الإشارة  و كثرة الصدف في اللقاءات بين المكتبة و الممرات … رغم أنهم لا يدرسون في ذات القسم أو المحاضرات …

وقف و منها دقيقة طلب … و قلبه ينبض في المرة الأف النبضات … إرتسمت وردة حمراء على خديها … ظهرت من خلف غشاء يغطي وجنتيها … لم تعد تخرج فتاة من البيت إلا و هي تضع من ذاك المسحوق عليها … بخجل متواضح تهتز له تلك الرموش  قالت … تفضل … و هي تحاول إخفاء بهجتها و فرحتها بأنه منها اقترب و تقدم … في الحديث ببعض كلمات تلعثم … حاول أن يوصل إليها فكرة أنه بها مغرم ، تلميحا بعد تلميح ، و لم يجد من بد إلا بالكلام الصريح … أنا أحبكِ يا حياة و لا يمر يوم إلا بك فكرت و فيك شرد الفكر و نسيت العالم و في صورتك تأملت … أريد أن تنتهي حياتي معك مهما فعلت … التصقت ساق عندها بساق و اليد تشابكت أصابعها محاولة إخفاء خفقان قلب كجناحي طائر رحيق زهرة يمتص … 

لم تستطع العمل بنصائح صديقاتها بأن تكون بالوزن ثقيلة في تفاعلها مع من منذ زمن تراقب و أحبت … به أعجبت و عليه ركزت حتى باتت حياتها في جامعتها عليه ترتكز … فقالت … نعم … 

فصفقت القلوب و طارت بفرحة جابت بهم فضاء السماء ، الزهور حولهم نثرت و أدخلت البهجة لقلوب من يراقبهم و السرور … فرحت زميلاتها و إبتهجن … و تمنت إحداهن أن كانت في مكانها و عاشت لحظة الحب التي كانت تنتظر ومازالت … و هي تنعي حظها أن لم يكن من به أعجبت بشجاعة هذا البطل … ابتسمت بداخلها وراودها شيء من حسد وربما غبطة لصديقة العمر …

مرت الأيام و للمحبة و اللطافة مثالا للجميع كانا ، لم يفارق أحدهما الآخر و كأن الحياة في هذا المكان لم تخلق إلا للحب المولود بين جمال اللحظة و مضي العمر … 

في الغرام ضُرب بهم المثل و صاروا حديثاً لكل حبيبة ترغب في أن يكون حبيبها هو البطل … 

في يوم رقيق أشعة الشمس … و نسمات الهواء سعيدة … و بينما الجميع في الساحة ساعة إنتهاء كل المحاضرات … بين زميلاتها تجلس حياة و روحها بما ملأ حياتها خفيفة كحبات المطر ، تنتظر موعد العودة للبيت … ولم تنتبه إلا و صهيب واقف أمامها و خلفه حشد من البشر … يحملون لافته ببطء من بينهم ازاحوها فظهرت بخط كبير عليها كتابة ... ( حياة … هل تقبلين بي زوجا لك ؟ ) ... و في لحظة لم تصدق نفسها حياة …  جثى صهيب على ركبتيه و فتح علبة الخاتم اللامع و قدمه لها قائلا والدمعة تكاد تنزل من عينيه و قلبه من صدره يقفز ... هل تتزوجيني يا حبيبتي؟

قفز قلبها قبل قلبه على الأرض يرقص و يجوب المكان نفسه غير مصدق … و هي تضع يدها على فمها و جسدها يرتعش … بسرعة لزميلاتها نظرت و إليه النظر أمعنت … تكاد تطير من الفرحة "لم تستطع إحتضانه لانه عيب أمام الناس وماذا سيقولون عنها وهو حرام ” و الكل منتبه لما يحدث ... 
صديقاتها أعينهن إمتلأت بالقلوب و أفواههن بالإبتسام و الفرح وهن يحسدنها على هذا الحبيب الرقيق الحالم الذي أهداها مفاجأة العمر ... التي باتت كل فتاة تتمناها أن تكون كقصص لم تحكى بعد … و طرق لم تبتكر بعد  ... وها هو مثال حي أمامهن لم يتوانى الحبيب في التفكير فيه فقط لترضى حبيبته ... بل … عزم و نفذ … 
صمت الجمع و هدأ …. و صهيب يمسك الخاتم على ركبته أمامها جاثياً … 
في صمت و الدمع بحمرة يغسل عينيها … هزت رأسها و إليه مدت يدها … أمسكها و الخاتم اللامع ألبسها … و قبل يدها بسرعة منه سحبتها … فصاح الجميع و هللوا … الله أكبر …

بهذا حبيبها من نفسها خطبها … قولا منه أنها على الله و رسوله سنة … خطبها … !!

عادت حياة إلى البيت … كأنها على الهواء كانت تمشي والكل ليس له حديث إلا ما حدث أمامهم … سعيدة إلى غرفتها دخلت … على فراشها إرتمت … أخذتها الفرحة و الدمعة في عينها جرت … 

أخذت تفكر في أسعد لحظة في حياتها عليها مرت … حتى اغمضت العين و في نوم عميق استقرت … 

أهلها لا يعلمون عن صهيب شيئا … ولا أمها عن ابنتها تعلم سراً … 

ولا صهيب يملك شيئا يخوله بوعده الوفاء  … لا أهل يعلمون ولا بيت فيه مع حبيبة القلب سيجتمع … ولا عمل منه يأتيه من الله رزقه … 

تلك كانت المفاجأة … 

أما سنة الحبيب محمد ، إن كنت تحبه ... ففيها … سكوت البِكر حياء عند سؤال وليها... له تأكيد على أنها توافق … بعد أن من و ليها تُخطب ... 


شكراً…



0 التعليقات: