بقعة واحدة ، لسان واحد ، سماء واحدة ، والبحث عن الاتفاق الجوهري

.

الثلاثاء، 5 أغسطس 2014

البريق ...

By 9:38 م
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته 




لمعة أخذت عقله ... اسرت فكره ... يرفع يده متباهيا مستقبلا الشمس ...يقلبها ليمتع ناظريه بهذا الجمال الآخاذ ... بأحجار قمة في الروعة و السحر ... ونقش ماهر متقن بديع …

يقضي جل يومه يفكر فيه و كيف يحافظ عليه و يبقيه آمنا … يتباهى مع نفسه أن غيره لا يملك مثله … او حتى شبيها له …  

أسند الباب خلفه بحجر و وقف متأملا الشارع أمامه ... استنشق نفسا ملأ صدره فانتفخ  ... و اـى مع الانتفاخ احساس في معدته بالخواء … 
نزل السلالم الأربع ونظر يمنة و يسرة ... في عقله يحاول اختيار المسار الذي سيسلكه … 
أخذته قدماه حيث سيمر على حديقة جميلة ومن بعدها السوق الشعبي بمشاهده...

قاطع تفكيره طفل صغير مر بجانه وهو يضحك ويشير إليه ...

نظر إليه غير مبال والتفت يساره وأخذ في السير مستنشقا الهواء العليل ...
وإذا بشخص يخرج من زجاج سيارته يصيح له ... أجننت يا رجل؟ ما الذي تفعله؟ أحمق ومعه صوت منبه السيارة متواصل حتى اختفى …
نظر إليه باستغراب وعدم مبالاة ... واستمر في سيره وهو يفكر … الهذه الدرجة يحسدودني عليه؟ فأدخل يده الى جيبه ليخفيه …
لاحظ أن الشارع شبه فارغ من المارة ... ففكر بان ذلك يزيد اللحظة جمالا وراحة ...

اقترب من الحديقة ... وبدت وكأنها مليئة بالمتنزهين والأطفال يلعبون والنساء يجلسن ويسرن مع اطفالهن ... 
الجو بديع 
نسى نفسه … فاخرج يده من جيبه ليتأمل ذاك الجمال و دقة الصنعة ... و هو مستمر في سيره ... فرح بما يملك ... و إذا برجل يركض نحوه مسرعا ... يحمل في يده كيسا من قماش كبير ... فكر ... ماذا دهاه؟ لما يركض بهذا الشكل؟ هل هناك ما يفزعه أو يركض خلفه ... 
زاد اقتراب الرجل وبدا كأنه يركض ليمسك به هو بالذات ...
وإذا به يصيح ... أنت توقف عندك ...  
يا الهي ماذا دهاه ... هل شاهد الخاتم في يدي؟ انه يريد أن يسرقني؟

فهم حينها أن أفضل ما يمكنه فعله هو الهرب ... فيبدو على ذاك الرجل …  العزم والتصميم على ان يمسك به و يأخذ ما يلمع بيده ... 
اخذ يركض مسرعا ... دونما تعقيب ... وهو يسمع صوت الرجل يصيح خلفه يطالبه بالتوقف و يتوعده ... لم يلتفت ولم يرد أن يتوقف ... وهو يضم يده الى نفسه ، ومع ذلك لم يتوقف ما بيده أن يلمع مع نور الشمس وكأنه مصباح بيده ...

أفكار كثيرة تدور في فكره ... لماذا خرجت؟ ما الذي دفعني أن البس هذا الخاتم أمام الناس ... أحمق أنا ما كان يجب أن أخرجه معي في هذه النزهة ... ماذا جنيت الآن ... ماذا لو لحقني و سرقه مني ...
و إذا بصوت الرجل يقطع تفكيره بان سمعه يقول لمن كان يمر بجانبه ... أوقفه الآن لا تدعه يمر ...

فانتبه له و انحاز إلى جهة أخرى من الطريق متخطيا السيارات ، و إذا به يلتفت خلفه ليجد أن عدد الذين يركضون خلفه زاد ولم يعد شخصا واحدا فقط ... و أن من يحاولون مساعدتهم عددهم يزداد ... وفهم ذلك لأنه اقترب جدا من السوق المزدحم ، ويبدو أن الجميع طامع في جوهرته ... و كل منهم وكأنه مجهز كيسا ليخبأها فيه ... يا الهي ما هذا ماذا دهاهم ... كنت ارغب فقط في أن يراه الناس بيدي ... ألهذا الحد جن جنون الناس؟

يركض لا يدري إلى أين و هو يرى عدد الملاحقين له في ازدياد ... والمعترضين طريقه بلا حياد … و لا يفكر إلا في انه سيخسر الخاتم الذي بيده إن توقف ... فهو جوهرة غالية الثمن ... هو ثروة ...
حتى استطاع احد الملاحقين أن يقفز عليه ليسقطه أرضا ... وهو يلفه بقطعة القماش التي بيده ... ليستر عورته و يغطيه ، فقد كان الجميع يركضون وراءه لأنه كان عاري الجسد لا يرتدي شيئا إلا خاتما بيده ...



شكراً

0 التعليقات: