بقعة واحدة ، لسان واحد ، سماء واحدة ، والبحث عن الاتفاق الجوهري

.

الخميس، 16 سبتمبر 2010

ماله وفير...

By 12:45 ص
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ماله وفير وبالتخطيط جدير ... وهو على فعل ذلك قدير

بدأ في التخطيط لإنفاق ما لديه من مال فكان ينتقل بفكره من مكان لآخر حتى انهى ما يحتاجه هو وفكر في كل من يعرفهم ممن يحتاجون الى مد يد العون .. فأول ما تبادر الى ذهنه هو شراء قطعة ارض واسعة في مكان مناسب ... ليبني بها العديد من المساكن المجهزة بالكامل بحيث تكون منطقة مسورة محمية بها كل المرافق التي يحتاجها اهلها و سكانها ... ثم بدأ يضع قائمة بكل من يعرفهم

عمار يسكن في مكان بعيد عن عمله وهو متزوج و يحتاج منزل وهو من خيرة الناس فوضع في الحسبان

حسن ايضا على وشك ان يتزوج و يبني له بيتا بإمكاناته المتواضعة من عمله فهو من المحسوبين ايضا

علي و محمد ايضا يسكنون في عمارة في دور مرتفع ولا مصعد يعمل ولا من يصلحه وهي شقق ضيقة فكانوا من ضمن من اختارهم

عبد الوهاب يعمل في وظيفة لا يريد تركها ولكنه لا يجني منها ما يكفي دفع الايجارات او المعيشة اليومية وهو متزوج و زوجته ايضا تعمل فتخليصه من الايجارات امر لا بد منه لعله يستطيع التوفير من وظيفته التي لا يقبل مفارقتها لآمال لا يدري ايصل اليها بعمره ام يفارق الحياة قبلها

اخذ يعدد كل من يعرفهم و يحاول ان لا ينسى احدا ليشملهم في تخطيطه لبناء المنازل و جمع من يعرف ممن يحتاجون الى سكن او توسعة او فك كربة او تخلص من وضع ضاق عليهم ما اختاروه لأنفسهم فيه .

كانت الامور كلها تسير بشكل جيد حتى انه فكر في ان يمنح كل منهم سيارة ليستعملها في التنقل وان تكون هناك حافلة لتقل الاطفال الى مدارسهم و تعود بهم ليهتم كل بعمله وتهتم النساء بمنازلها و بأنفسهن ...

ولكنه توقف هنا وفكر ... كيف امنحهم كل هذا دون مقابل؟

لا اعني مقابل مادي أي ان يدفعوا مقابله ولكن ان منحتهم كل هذه الامور دون وضع شروط فأنني ساكون قد اعنتهم على الكسل و الاعتماد على الغير و الانتظار دائما دون بذل جهد فوجب ايجاد طريقة تجعلهم ينالون ما قد سيأتيهم بحيث انهم يعملون ... هل نجعل لهم برنامجا للتقسيط ؟ لكي يعمل كل منهم على ان يدفع الاقساط من ثم نجمعها جميعا لإنشاء مشروع مشترك بحيث يكون كل ما جمع من مال هو رأس مال لهذا المشروع ولكن دون علمهم إلا بعد الانتهاء من دفع الاقساط وان انشئ المشروع فان الارباح تعود اليهم لاحقا بعد استكمال الاقساط ... ؟؟

فهو يعرف ان الانسان اذا حصل على شيء ما كهبة او هدية او اعطي له دون تحديد مسئولية فانه يعتبره حق مكتسب له وكأنه امتلكه بقدراته و عمله و جهده دون حسبان لمن وهبه او اعطاه ما اعطاه ...

حسنا جميل ان نخلط فكرة المعونة بالبذل و الجهد لكي لا نعلم احد الكسل ...

المال ... لا يزال وفيرا لديه فماذا يفعل به ايضا ؟

لنفكر في انشاء مدرسة نموذجية عالية المستوى مدفوعة الاجر بحيث تكون بها اقسام داخلية لمبيت الطلبة بحيث انه ينفصل عن اسرته مدة الدراسة ليتعلم كل الاصول العلمية و الثقافية و الدينية دون تأثير خارجي بحيث انه عندما ينهي دراسته نكون قد انتجنا مجموعة من نخبة المجتمع التي يمكن ان تقوده الى ما فيه خيره ...

ويكون الدخول الى هذه المدرسة بالامتحانات و الاختبارات التي تؤهل الطالب الالتحاق بها وتستمر حتى تصبح جامعة تخرج اناسا يمكنهم العمل على نهضة البلاد و العباد... فكرة جيدة لإنفاق بعض مما لديه من مال ...

ولكن لا يزال هناك المزيد فما العمل ...

حسنا لنحاول ايجاد من كان بحاجة الى تحسين وضعه و الحصول على اساسيات الحياة و المعيشة الكريمة ...

اراد فعل ذلك وكان يشعر بالرضى على كل ما فكر به و خطر بباله و كل ما قام به ولكن شعر بشيء على وشك ان يحدث ... امر ما ينهي كل تلك الافكار و يرجعه الى ارض الواقع فقد جاء وقت النهوض و الذهاب الى العمل و القيام بكل الاعمال اليومية في وظيفته كسائق سيارة اجرة ...


شكرا

2 التعليقات:

elekomm - إليكــم يقول...

السلام عليكم

فعلا الكثير مِن مَن لا يملكون يفكرون أو بالاحرى يحلمون بفعل ذلك ولكن

- هل عندما يملكون فعلاً سيفعلون ذلك !
- إن عقدوا العزم لفعل ذلك هل سيتركهم اعوان الشر والمفسدين لفعل ذلك !

كتاباتك ممتعة.......والاهم ذات هدف

تحياتي

bumedian يقول...

و عليكم السلام و رحمة الله وبركاته

اهلا بك اخي اليكم

وهناك الكثيرون ممن يفعلون ما يحلمون به بمجرد حصولهم على ما يمكنهم من ذلك و ذلك لانهم وعدو الله ان اتاهم من فضله لصدقن
و الحمد لله على كل الاحوال
فان نية المرء ايحانا تربحه الاجر و تبين اي معدن هو

شكرا لك اخي اليكم لك و لاهتمامك و تعليقك