بقعة واحدة ، لسان واحد ، سماء واحدة ، والبحث عن الاتفاق الجوهري

.

الاثنين، 13 فبراير 2017

عندما أضع رأسي على الوسادة...

By 11:16 م
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته...





أطفئ النور وأستلقي مغطيا نفسي وأضع رأسي على الوسادة … وأطبق الجفن مناديا لموعد متجدد … يهدأ جسدي و يسكن … لتنطلق الروح في رحلتها إلى حيث لا أدري … 

ولكن بُعيد إغلاق الجفن وقبيل الإنطلاق، عند رصيف الإنتظار لبدء رحلتها… يأخذ العقل دفاتره ومخططاته وأدواته ويبدأ في توزيع ما يملك من ثروات على كل مخططاته و مشاريعه … لا يعطي مالا ولا يمنحه، ولكنه يبدأ في إقامة المرافق و إنشاء البيوت و تصميم الطرقات و توزيع قطع الأراضي ليبني عليها تلك البيوت… والمدارس و يقلب أسلوب التعليم فيها رأسا على عقب و يهتم بتدريب المعلمين.

و في أحد المرات إشترى قطعة أرض شاسعة جهزها لتكون قرية صغيرة متكاملة المرافق و الخدمات بها بيوت صغيرة بطراز حديث مبنية، بها كل المواصفات الصحية لعيش حياة هنية، إختار توزيعها على كل من تأخر زواجه لعدم توفر مسكن، وأخذ يضع الشروط التي بها ستمنح هذه المنازل حتى يضمن بعض الحلول لتأخر سن الزواج لدى الشباب و الفتيات … ومن ثم وجد حلا لمشكلة الماء و كذا الكهرباء في تلك المساحة من الأرض حتى تكون أساسياتها قائمة لا تشغل بال أحد… و إهتم فيها بكل من ستكون زوجة حتى يضمن أنها ستتعلم معنى كونها زوجة كما إهتم بالرجال و أعمالهم حتى يستطيع كل منهم إقامة البيت وأن يكون عليه قيّما… ليتفرغ كلاهما لاحقا بإعداد جيل سيحسن إستعمال هذه الأساسات... 

و ينطلق منها حتى يتوسع في مشاريعه تلك حتى يوقف كل العنف الدائر بين الأخوة ولكنه لا يخوض في تفصيل ذلك، أو أنه لا يرغب في الإفصاح عنها… فينطلق منها ليهتم بكل كبد رطب في تلك الأرض من جوانب عدة … أهمها العقول…

و يحدث أن يخرج أحيانا من تلك البلاد إلى غيرها، حيث ينتشر الفقر وسوء التوزيع في الثروات … ليقوم بما يراه مناسبا حتى ينهض بكل فقير فيها … وما يلبث أن ينهي توزيع ما لديه من ثروات حتى يستسلم ويغيب في ظلمة لا يعلمها … تكون بها الروح جسده قد فارقت … لتعود صباحا و إبتسامة على شفتيه مرتسمة… 

أُفيق عندها متمنيا أن ما خطط له يوما سيتحقق ، وأن الله سيمنحه القدرة و ييسر له الأسباب حتى يحقق فعلا ما فكر فيه كلما وضع رأسه على الوسادة … لعله يكون مرافقا لصاحب موسى عليه السلام فيما تمنى ولم يملك ... فقبل الله صدقته…


شكراً… 

0 التعليقات: