بقعة واحدة ، لسان واحد ، سماء واحدة ، والبحث عن الاتفاق الجوهري

.

الأربعاء، 25 مارس 2015

دليل ضدك ... يهدمك

By 4:28 م
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته 





هل تعرف ذاك المقطع من القانون الأمريكي الذي ينص على أن يسمع المتهم حقوقه التي منها ما يقول (يحق لك التزام الصمت و كل كلمة ستقولها ستستعمل ضدك كدليل في المحكمة؟ ) 

قانون كهذا قد يكون سببا من أسباب فشل الحياة الزوجية أو ربما أي علاقة بشرية بين شخصين … في شراكة أو عمل أو صداقة ، و هو سبب من أسباب فشل الحياة الزوجية في أن تكون السكن الذي يبحث عنه الزوجان ... " ركز هنا على الزوجان .. فليس كل من تزوجوا هم أزواج ... فهناك من لم يكن بينهما أي تقارب ولا مسيرة مشابهة و كانا مجرد رجل و امراة حتى و إن التقيا بعلاقة حب عاصفة و تبادلوا الهدايا و المكالامات و أحرقت قلوبهم الآهات قد لا يكونا أزواجا " 

لماذا ؟
لماذا هذا القانون؟

في بدايات أيام الزواج ... يفكر الطرفين بأن الآخر هو سكن له ... و هو ما إنتظره لزمن طويل ... وربما طويل جدا…

و لكل منهما حمل يرغب في أن يحمله معه الآخر ... فيحكي الرجل لزوجته ... همومه و كل ما يهمه ... و يصارحها بأشياء خاصة جدا من حياته و نفسيته و تفكيره ... و تفعل الزوجة أيضا ... 

و هذا شيء جميل جداً ... أن يجد الإنسان مستراحا له ... قلبا آمنا ... يستطيع الحديث معه بدون حواجز ... و بدون أن يحسب أي حسابات آخرى ... و لا خوف من عواقب ... 
يستمر ذلك لبعض أشهر ... حتى تأتي أول مشكلة ... !! 
طبيعي أن يكون هناك مشاكل حتى بين الإنسان و نفسه … 

عندها يظهر ما يهدم السكن بينهما ... و يقضي على الآمان … “ يتكرر هذا كثيرا جدا … الا ممن رحم الله بعقل و و عي و فطنة و تربية حسنة “ 

و هو أن يخرج أحدهما ما حكاه الآخر في وقت الصراحة و المحبة و الحنو ... فيعاتب به الآخر ... و يقلل من قدره به ... و يعايره به ... و كأنه يقول له … أن كل كلمة قلتها فيما سبق ستستعمل دليلا ضدك الآن لأفوز أنا بهذه الجولة … متناسيا أنها قد تكون الجولة الاخيرة التي قد يكون فيها صراحة واضحة بينهما … بهذا الهدم الواضح الصريح … الذي يبقى في النفس كجرح بتر عضو من الجسد …

فهل تتوقع بعدها أن سيكون هناك قدرة عند الآخر أن يحكي له بصراحة أو هدوء و يأمنه على أسراره و مكنونات قلبه و إن كان في أشد الحاجة لمن يشاطره حمله الثقيل على نفسه؟ 


يبدأ التشقق ... و يبدأ الإنفلات ... و تتراكم الأحمال على كاهل كل منهما ... 


بعد هذا التشقق المتعمد بغباء أحدهما … كيف تريد أن تعيش حياة سعيدة و أنت لا تستحقها و تبدأ في لوم الطرف الآخر أنه يجافيك و يبتعد عنك و يقصر في التواصل معك ولا يفصح لك بشيء؟ 

كيف ستحافظ على بيتك و أنت لا تملك القدرة على أن تحفظ نفسك و تحفظ سر شريكك ولا تستعمله ضده كدليل لتحاكمه به ... و تقلل من قدره ... فتهدم حياتك بنفسك ... و تهدر إحساسك الذي لاحقا ستبحث عن أمان تبادله به ... فلا تجد ...



#فكروا ...


شكراً...


1 التعليقات:

رامز النويصري يقول...

تحياتي أخي
حقيقة أستمتع بما تكتب