بقعة واحدة ، لسان واحد ، سماء واحدة ، والبحث عن الاتفاق الجوهري

.

الجمعة، 14 نوفمبر 2014

الرسالة ...

By 8:19 م
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته 



جلسة هادئة تتقاسم لحظاتها مع شاشة التلفاز  ...

فلا أحد يشارك ولا أحد يجالس ...

العيد يطرق الأبواب ... والفرحة تعم الجميع ... و إعلان أنه غدا يومه المنتظر سمع و عم ... ليفطر الناس و يشكروا نعمته ...

في هدوء وسكون وحدتها ... سارحة تفكر ... أين هم ... هكذا هو الشعور بالوحدة في هذا الزمن؟ ... لا أحد يهتم لك ... لا أحد وقتك يشاركك ... حتى الأبناء ... كل أخذ طريقه في مكان ما من هذا العالم ... 

لا سؤال ... ولا من يتذكرني بشيء ...

تذكرت كل السنوات التي كانت فيها تشارك الجميع الفرحة و تزور الأسر ويزورونها وتجمعهم في حديقة منزلها ... وكيف كان البيت يعج بالزوار و المهنئين و الابناء و الأحفاد ... و فيه كل ...
...  ...  ...

قاطع الفكر صوت منبه ... إنه منبه الهاتف ... يخبر بوصول رسالة نصية ...

التفتت ... تبحث عنه ... خفق قلبها ... فرحت والارتعاش يغزوها ... أن هناك من تذكرها في ليلة العيد هذه  ...

أخذت تضغط الأزرار للوصول إلى الرسالة ...

وجدت أنها من صديقة قديمة ... رسالة تقول ... 

"عندما تحل المناسبات تتدفق من القلب أصدق العبارات وأعذب الكلمات ويتبادلها الأحباب كتجديد للمحبة وإحياء للمودة ...
وها أنا اهنئك بمناسبة حلول هذا العيد ...
وكل عام وأنتم بخير ..."

كادت دمعتها من جفنها تنزلق ... لم تسعها الدنيا من الفرحة ...

أحست أن كل كلمة كتبت بإحساس ومحبة و صدق من تلك الصديقة القديمة ... ذكرتها الكلمات بما مضى من عمر في صداقتهما  و إرتباطهما ببعض ... وكم كانت كل منهما تحفظ  سر الآخرى و تسعد لما يسعدها ... 
يا الله ما أجمل أن يشعر بك أحدهم ويراسلك بكلمات من القلب ... 

ليتني أعرف كيف أكتب لها و أرد عليها ولكني لا أجيد التعامل مع هذا الجهاز ... 

أخذت تبتسم وهي تمر بذكراياتها مع صديقتها وكم أسعدها إستقبال الرسالة ... و ما حملته من تعابير أحست بصدقها و صدق من كتبها و إليها أرسل ...

هدأ المكان من جديد... عادت عينها بصمت تتابع ما في الشاشة من برامج ... 

وإذا برسالة اخرى يصيح بها الهاتف منبها ... 
رفعت الهاتف وضغطت الأزرار بتتابع ... 
لتجد رسالة من إبنة أختها ... تقول 

"عندما تحل المناسبات تتدفق من القلب اصدق العبارات وأعذب الكلمات ويتبادلها الأحباب كتجديد للمحبة واحياء للمودة ...
وها أنا اهنئك بمناسبة حلول هذا العيد ...
وكل عام وأنتم بخير"


أغلقت الهاتف ... تركته و على شاشته بلل دمعة منها عليه سقطت ...


شكراً

0 التعليقات: