بقعة واحدة ، لسان واحد ، سماء واحدة ، والبحث عن الاتفاق الجوهري

.

الأحد، 14 أبريل 2013

بهدوء ...

By 5:59 م
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته 




يستيقظ  يستحم و بتفاصيل ما يرتديه من ملابس و خطوطها و ثنياتها جدا يهتم، يخرج مبكراً بعد افطار صحي  ... صامت معظم وقته من النادر ان يسمع له كلمات أو تحية ... يأخذ و قتاً في تهيئة سيارته ، يمسح زجاجها يهيئ مقعده يجلس لبرهة حتى ترتفع حرارتها...

يقودها بهدوء مستعملا كل الاشارات متقيدا بالسرعات...

يقدم أوراق تثبت السماح له بالدخول الى مقر عمله... يسمح له... يركنها ...هدوء أعصابه فائق يلفت الانتباه 
يدخل غرفته يرتدي ملابس العمل يضبط كل الأربطة يضع كل شيء في مكانه... يلمع الحذاء 

يجلس بالساحة حتى يسمع نداء الخروج... يخرج في ثقة يمشي بهدوء... يصعد الى الطائرة مع فريقه 
يجلس مكانه ... يربط حزامه... يلتصق الجسد بالمقعد ...
لا يسمع له صوت ولا نفس... 

عند السابعة من الصباح ... تحلق الطائرة وقت قصير حتى تصل وجهتها ... يرى إبهام قائد الطائرة كإشارة ...

يلتفت للمؤشرات يضبطها ... يضغط الأزرار ينظر إلى أسفل... و يشير بإبهامه ونظرة الى قائد الطائرة بأن أنهى ما عليه  
تعود الطائرة من حيث بدأت رحلتها ... ينزل من طائرته يوقع ورقة تثبت إنهاء العمل لهذا اليوم ... يعود ويرتدي ملابسه... يهيء نفسه ، يخرج لسيارته 
... ربط الحزام وأنطلق خارجا مُحيياً من في البوابة بحاجبيه ...

توقف عند محل بقالة ... اشترى ست علب مشروب الطاقة و كيس ألواز مملحة مدخنة بنكهة الخشب الاحمر  
وضع المشروب بالثلاجة وأفرغ الألواز بصحن فسيح ... ارتدى ملابس الراحة بعد الاغتسال وكأنه سيلتقي شخصيات مرموقة ...

أكمل ما جهزه لنفسه من طعام ... نظر الى الساعة ... استلقى ليدخل في نومة عميقة بهدوء المكان ...

جرس المنبه ... انه الظلام ... من الثلاجة سحب علبتي مشروب، اخذ صحن اللوز ... جلس للتلفاز يقلب محطاته حتى إستقر على محطة إخبارية...
موسيقى موجز الأنباء... و عرض لأهمها...

قلّب لمحطة اخرى فلم يعجبه برنامج يعرض أجساد تتمايل و وسطهن فنان يتغنى ... عاد للاستماع للأخبار ...

لتسرد المذيعة الجميلة الاخبار و الخبر الأول

مقتل إمرأة وطفليها مع ثلاثة شباب وفتاة في غارة جوية على حيهم اليوم في السابعة و النصف صباحا... بطائرة تابعة لحكومتهم...

...

شكراً

3 التعليقات:

Najiya يقول...

كل شيء كان رائعاً .. منذ بداية الهدوء .. وحتى انتهائه بنشرة الأخبار التي عاد إليها .. وليته لم يعد .. !! لو أنه ذهب إلى محطة أخرى غيرها ؟! لأنها كسرت موجة الهدوء فيه .. ولا أظنه ظل هادئاً بعد ذلك الخبر ..

أعجبتني القصة ^_^

زنوبيا الشهــيبي يقول...

حياك الله أخي هِشام :")

الحياةٌ محطاتْ ..
ولكن من المؤسف أنٌ تكون محطة القلق هي أخر مَحطة.
ثمة ما يأتي متأخراً يُفسِدُ كُل مـا جاء باكراً .
ولعلهُ خير .

Unknown يقول...

قرأت القصة مرتين ...!!

السبب هو أنني قرأت القصة في البداية وتركت لمخيلتي العنان في تخيل بطل هذه القصة وكل ما يتعلق بها فكانت أختياراتي مفتوحة وموسعة ...
وعندما أنهيت القصة تفاجئت ببطلها الصغير .... الذي غير كل شئ قد تخيلته في البداية ...
ولهذا أعدت قراءتها مرة أخرى بشكل مختلف ...
حقاً .. أنها مسلية .. وغريبة ..