بقعة واحدة ، لسان واحد ، سماء واحدة ، والبحث عن الاتفاق الجوهري

.

السبت، 4 فبراير 2012

طموحات ... من مذكراتي

By 2:59 ص
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته 










ماذا تريدي أن تكوني عندما تكبري؟

أريد أن ألبس الأبيض و الحذاء الناعم و أضع السماعة على صدر الناس و اسمع قلوبهم ، أريد أن أكون طبيبة...

هذا كان جوابي دائما عندما كنت صغيرة و بعد أن خرجت من الابتدائية و حتى وصلت أن دخلت كلية دراسة ما يلبسهم الأبيض و يمنحهم السماعات و الحذاء المطاطي الهادئ ...

طوال أيام دراستي كنت اصب كل اهتمامي لان أكون من المتميزين و الناجحين و كان شغفي لأمنيتي يدفعني لان أفعل ذلك ... عشت أيام دراستي في الجامعة كالدودة تأكل الورق و تلتهم المناهج و تتفوق على الجميع ، صديقاتي حبيباتي كلنا كنا ندعم بعضنا في كل وقت و نحاول أن نساعد بعضنا في أي أمر يطرأ في الدراسة أو فيما يجد من أمور حياتنا كنا نغلق كل الأبواب إلا أن نكون من المتميزين في دراستنا و أن نحقق ذاتنا بالوصول إلى غايتنا أن ينادوننا الدكتورة التي ستضع يدها لتعرف موضع الألم و تجد له العلاج .

تقدمنا في دراستنا و تفوقنا و كنا مجموعة مرحة فرحة باجتماعها انتقلنا إلى سنوات الامتياز و بدأنا العمل في المستشفى ... و كان للباسي الأبيض رونقا عندما اعلق علي رقبتي تلك السماعة و أنا أراني طفلة فرحة بلعبتها تحاول أن تتحمل مسؤولية إنسان أتى إليها لتكون سببا في أن يرزقه الله الشفاء ... تخصصي كان ممتعا لي و شهد لي مشرفي بأنني بارعة جدا فيما افعله و كنت أحب أن اسمع هذا لأتأكد أنني أسير على الطريق الصحيح ... عندما أكون واقفة أمام مريض مخدر بحاجة إلى عملية أتخايل نفسي عاضة على لسناني لشدة الاستمتاع بما افعله و رغبتي في أن أنجز الأمر ليقف المريض سالما معافى ...

عملي في المستشفى اخذ الطابع الرسمي عندما وقعت عقدا فيه ، و بت جزأ منه لا مجرد متدربة يلقى عليها اللوم عند فشل الطبيب المقيم .
أحداث لا أحبذ الحديث عنها تمر علينا في عملنا و أشياء أراها تبقى طي الكتمان لها خير من أن بها أبوح ...

بدأ عملي و كنت أبقى ليلة مناوبة في المستشفى كل أسبوع انهمك في العمل و السهر و انشغل حتى أنسى نفسي في حاجات المرضى و احتياجاتهم ، صرخة هنا ... آه هناك ... موعد حبة هنا كشف هناك ... و التعامل معا الممرضات قصة بحد ذاتها ، لا أرى أن مذكرتي هذه تسعها أبدا ... و لا حتى سرحان فكري ربما ...

عدت اليوم من العمل بعد مناوبة ليلة دامت أربع و العشرين ساعة الماضية من عمل بعد أن كنت قد أتممت بعض أشغالي خارج المستشفى من مشاوير و توصيلات و من ثم التحقت بمناوبتي ... مرهقة أنا و لكنني سعيدة لانجاز عملي بالشكل المطلوب و رؤية تلك الفرحة بالابتسامة على محيا الناس  ... اشعر بأنني حققت حلم حياتي  و أنا سعيدة جدا به ... سأخلد الي النوم ...

هذا ما كنت أنويه نعم ...
وجدتني أتقلب و قد هرب مني صاحب النوم ...
على اليمين تارة و على اليسار أخرى ...
أخذت أسبح ... سبحانك اللهم و بحمدك ...

أردت النوم و لكن منعني ذلك شيء لم اعرف ملامحه ... كأن هناك شيء مفقود بداخلي ؟؟ شيء ينقصني مع كل ما حققت لنفسي من طموحات  وكأنه فجوة كبيرة في نفسي و خاطري و إحساسي لا ادري ما هي ، الم أحقق كل أمنياتي؟ أصبحت الطبيبة التي ترتدي الأبيض و تعلق السماعة على رقبتها و بامتياز !!

ولكنني لازلت افتقدني في شيء ما ... أحس بفراغه الكبير ... يملأ نفسي ...

مذكرتي تسمعني ... تشعر بي ... دمعتي تبللها ... تسقي ورقاتها ...  ابتسم و ابكي ... وليت لي الجرأة لان أصيح ... ولو صحت لدوت صيحتي بصدى ... في فراغ نفسي الذي لم يملأه تحقيق ما حلمت به من أمنيات ...

فقط من واقع مذكراتها ... 



شكراً

5 التعليقات:

عابد يقول...

طبيبة واديبة .. وهموم وطن كئيب جريح لا يدري قادة الركب اين هي خزائنه .. انها الكفاءات المغمورة .. اعتز بك وبتميزك .. بنت الوطن .. تسلمي

khansa يقول...

شكرا استاذ

khansa يقول...

شكرا استاذ

غير معرف يقول...

مافهمت المغزا منها

میرو بطه يقول...

فهمت علیک وبااااراک الله فیک ...........المغزا منها اذا حققت احلامک ونهایه لایوجد احد جنبک یفرح لفرحک ویبکی لحزنک ویضحک معاک صحیح رب معک ولکن لدیک عمرا وااحد لتفعل الصحیح وتصبح سعیده فی نفس الوقت دنیا واخرآ