بقعة واحدة ، لسان واحد ، سماء واحدة ، والبحث عن الاتفاق الجوهري

.

الأحد، 13 سبتمبر 2020

وجدت اليوم خيرا...

By 7:21 م

 السلام عليكم ورحمة الله وبركاته 



وجدت اليوم خيراً... وكل يوم 


في طريقي الى مقر العمل لأبدأ يوم عمل جديد، وقفت السيارة عند الإشارة الحمراء والإزدحام يتصاعد... 

وإذا بشاب يبيع المناديل في علب كرتونية عارضا اياها على السيارات يحوم، وما أن إقترب من نافذة السيارة حتى ناداه من بالسيارة التي بجانبي ليشتري منه صاحبها كل العلب التي كانت بيده لأسمع أجمل لحن بالسعادة والبهجة مشحون لكلمة 

نهارك مبارك 

إنطلقت بإنطلاق الضوء الأخضر لألتقي باإزدحام جزيرة دوران وأستمر في طريقي إلى اليمين منعطفا من أزدحام أكثر شدة هربت... لأمر مصبحا على صديق يدير وإخوته مخبزا يبيع حقيقي الخبز وإذا بأحدهم ينقصه الثمن فسمعت أعذب لحن لكلمة...

مربوحة مسهلة إن شاء الله وتلاها بـ الله يبارك فيك 

فابتسامة وشكر وسلام

وقبل أن أنعطف داخلا الطريق السريع بعد أخذ بعض أرغفة ساخنة على الحداد مررت... سائلا عن قطعتي حديد بحرف الـ وكم تكلفتها لانجز بها غرضا عندي بالبيت ... فأشار صاحب المكان أن لا تفكر في الأمر هذا أمر يسير هذي منا لك هدية. 

فشكرت والخير أثنيت بعد أن الححت وأصريت على أخذ الثمن ولكن كانت إشارة بابتسامة ود مصحوبة تقول 

نهارك مبارك هذه علينا...

أكملت طريقي إلى مقر الشركة منطلقا من الطريق السريع ذو الحركة البطيئة ... ولكنه كان دون توقف يتحرك حتى وصلت لمنعطفي الذي أردت... 

ركنت السيارة واذا بالجار للتو عاد من المخبز ببعض أرغفة، عليه السلام ألقيت وناولته رغيفين من مخبز صديقي قائلا هذا خبز أصلي لا محسنات ولا كيماويات فيه سيذكرك بطعم قديم... 

فابتسم وقال إن كان كذلك وأنا اشاركك بخبز الفرن هذا سيعجبك... 

شكرت وابتسمت وإلى الشركة دخلت وكان التيار الكهربي قد غادر والموظفين قد شرعوا النوافذ لتمرير التيار في هذا اليوم الحار... 

واذا بأحدهم يقول والطرب في كلماته وعلى محياه... الخبز الحقيقي هذا يحتاج الى شيء من التونة والطماطم والفُلفُل الحار مهروسا في بيت عربي أصيل... 

وما هي إلا لحظات حتى جهز ما لذ من الشطائر بهذا الخبز الساخن وأحضر آخر زجاجة عصير برتقال باردة وكان الحمد لله آخرها بلذيذ طعم وبارد شراب.

واستمر اليوم للعمل بطبيعته هاتف من هذا واخر من ذاك يدخل هذا ويخرج ذاك ، تصبيحة من هنا ودعاء برحمة الوالدين من ذاك... 

ارزاق يسوقها المولى من حيث لا يحتسب أحد وإن شكرت لزادك... وإن شكرت لزادك.

وعندما وقفت أمام المرآة في دورة المياه أكرمك الله ... تذكرت أنني أتنفس دون تعب ودون إجهاد ولا أشعر بمغص في بطني ولا دوار ولا ضرس العقل يؤرقني  فحمدت الله على نعمة تذكر النعمة وشكرها وسألته المغفرة على ما أقترف من ذنوب بجهل وسهو أو عمد أحمق مني ...

لم ينتهي ذاك اليوم حتى وجدت خيرا كثيرا حيثما ذهبت وكلي يقين أن كان هناك أكثر من ذلك ولكني له ما إنتبهت

وسألت ربي أن ينعم علي بنعمة إدراك النعم... فشكر النعمة نعمة نعجز عن شكرها 


شكرا لك  

1 التعليقات:

Unknown يقول...

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
مرحباً أخي هشام
و أخيراً ،،، شيء جديد 🙂 عدتم و العود أحمد
جميلة هذه الخاطرة ...

شكراً لك