بقعة واحدة ، لسان واحد ، سماء واحدة ، والبحث عن الاتفاق الجوهري

.

الأربعاء، 5 يونيو 2013

غداً اللقاء...

By 2:07 م
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته ... 





مرآة تتراقص على الطريق وكأنها ... من شدة الحرارة و جفاف الشفاه ...
واقفة تترقب من بالعطف سيأتي... و يبهج اليوم و يثلج الصدر و يبرد المكان...

سيارة ... سوداء لامعة... الندى على زجاجها لشدة برودة التكييف فيها ... اقتربت
دق قلبها... خفق... كاد يسد طريق انفاسها... فرحة... اخيرا نلتقي؟
اقتربت السيارة من حيث هي على ناصية الطريق واقفة... هواء بارد خرج منها متبخراً ... ابتسامة و نظرة من اسفل النظارة قال :
انت؟
التوت الساقين و ضمت اليدين و الى الارض نظرت العينين لشدة حرارة الخدود حمرة ... قالت
نعم ... هي تعال...

ركن السيارة غير بعيد... نزل منها و شخصيته تكاد تبهر الجميع... رغم التصاق الحر بجسده بعد ان كان في بارد تكييف سيارته ...
صديقتها ... الله ما أروع سيارته ... يا حظك و الله ... ادع الله لي ان يرزقني بمثله ...
تدفعها صديقتها دفعة دلال و تقول لها ... هيا تعرفين ما عليك فعله ...
فتقول .. نعم ساقف هنا اتعرف عليه و اخطفه منك ...
تتسع حدقة عينها ناظرة لها كالأم الغاضبة ...
فتسير صديقتها بخفة ... حسناً حسناً ... ها قد اختفيت ...

فجأة ...
أصبح المكان بارداً ... و هدأت الشمس ...  كثرت العصافير بالحان مختلفة لزقزقتها ... تطايرت يمنة و يسرة ...  
اختفى كل من كان حولهم في الكلية ... و لم يبقى إلا شاب حسن المظهر لامع الشعر مختفية عيناه خلف نظارة لامعة ... بيده كان يحمل أملا... أعطاها ايها ... فقالت ...
الله لازلت تذكر اني احب هذا النوع من الازهار ...
بنصف ابتسامة منه قال : و هل لي ان انسى نفسي وما تحب؟
فتحت حقيبتها و اعطته علبة ... مغلفا يفوح منه عطر غطى على ما امتزج بعطرهما في المكان ...
خفق قلبه عندما اخذها ...
لم يكن هناك داع لان تتعبي ولا تكلفي نفسك ...
قالت أرغب ان ترتديها لتذكرني كلما اردت ان تعرف الوقت ...
نظر الى ساعته الذهبية اللامعة و قال أعرف الوقت كله بذكراك ...فانت لا تغيبين عن بالي ابدا ...
خجل في ابتسامتها ...

فتاة وصديقتها يجلسان الى جانب ... احدى الشجيرات يبحثن عن ظل يحمي حساسية بشرتهن ... ينظران و كأنهن رأين معجزة من السماء تهبط ... قالت احداهما ... هل رايتي حظها؟ يا له من شاب وسيم
اكملت الاخرى و يبدو انه غني جدا ... انظري الى حذائه و ساعته ...
الدنيا حظوظ قالت الاخرى ...

سار الاثنان معا ... و كان الحديث همسا... مليء بالحب و مرهف المشاعر...

قبل يومين من هذا اللقاء...

الذي كان بعد تعارف على احد مواقع التواصل الاجتماعي و انتقل الى الهاتف ...


هيا اخبريني ... فقد طال الانتظار ...
ترغب في رؤيتي؟
وهل هذا سؤال يا حبيبيتي؟ بعد كل هذه المدة التي نعرف بعضنا ونتحدث معا طوال اليوم. ما تعرفيه انت عني أمي لا تدري عنه شيئا 
تعرفين كل ما افعل وأين اذهب وأين أسهر. حتى تجارتي ومكاسبي وكأن دفاتر حساباتي بين يديك

حبيبي اعرف ذلك وأنا أثق بك كثيرا ، وما تعرفه عني وكيف أعيش ونمط حياتي وحتى كل خروج للتسوق وماذا اشتريت انت تعرفه أولا بأول ولا افعل شيئا دون مشاورتك ... ولكن هل تعتقد انه وقت ملائم ان نلتقي؟

الشوق يقتلني حبيبتي يقتلني لان نكون في بيت واحد ونقضي وقتا في البيت الصيفي ونسافر في رحلة نقضي أمتع الأوقات 
نعم حبيبي ونزور بيتنا في الجبل المطل على البحر ونعيش السعادة كلها ...

اين نلتقي هيا أخبريني متى؟

هل تعلم حبيبي انني لست مترددة ولكن خوف الشوق والرهبة من لقاء افضل رجل في العالم ... موقف رهيب 

أنا حبيبك وقلبي يقفز من مكانه كلما سمعت منك كلمة حبيبي 
آه حبيبيتي... لم يسبق ان سمعت اسمي كما تقوله كأنني اول مرة اسمعه ...
نعم حبيبي...
.... 
الو؟ الو؟ .... انفصل الخط ... 
وكل منهما يلوم هاتفه وتغطية شبكة الهواتف...
يعيد هو الاتصال فيسمع صوتا مختلفا عن صوت حبيبته. يقول... رصيدك غير كاف... فيغلق الهاتف ويتكئ ...
كدت احصل منها على موعد ...

تنظر هي لشاشة الهاتف منتظرة ان يرن وعينيها تزيد ثقلا بالنعاس ... فتضع الهاتف أمام عينيها لعل نوره يوقظها عند اتصال الحبيب فالصوت صامت لكي لا يفيق احد بذلك ... وبمجرد ان وضعته ... سلمت النوم نفسها

يصبح على والدته بقبلة على رأسها ..
- صباح الخير يا أجمل ام ...
- أكملت رصيدك؟
- أي رصيد يا أمي 
- خذ هذه خمسة دينارات ... لا تطالبني بأكثر منها 
- انت أحسن ام في الدنيا 
- انت ابني وافهمك جيدا... كيف أحوال الدراسة؟
- رائعة رائعة 
- تعال الى هنا خذ إفطارك معك ...


يرن الهاتف ... 
- نعم صباح الخير حبيبي 
- صباح الخير حبيبتي ... التغطية البارحة فرقت بيننا ، هل نمت جيدا؟ 
- انتظرتك حبيبي والنوم جافاني ولم أذق طعمه. اشتقت لك جداً
- أحبك جداً .. اين نلتقي ومتى؟
- حبيبي انت تحرجني .. قلبي يخفق بشدة
- لم أعد احتمل الفراق والابتعاد أرغب في أن أراك ولو من بعيد لمرة واحدة 
- ما رأيك ان نتقابل يوم السبت؟
- السبت؟ ننتظر حتى السبت ؟ أتدرين ان اليوم هو الاثنين؟ 
- نعم حبيبي اعلم ولكن لن يكون مناسبا الوقت حتى يوم السبت ...
- حسنا حبيبتي سأنتظر بفارغ الصبر ...


السبت يا احمد السبت ...
ماذا هناك ...السبت؟
سألتقيها أخيراً... فتاة غنية مرتاحة في حياتها. أتصدق ان والدها لديه شركة تصنيع ثلاجات؟ وبيت في الجبل مقابل البحر وسائق
- اين التقيتها يا خطير 
- في الشبكة ... أخبرتك ان تفتح حساب فيها ولم تسمع مني ..
- لست مقتنعا بهذا ولكنك محظوظ جدا ...
- نعم... ولكن يوم السبت هل يمكن ان احصل على سيارتك حتى اذهب بها؟ ولك مني غسيل كامل وتلميع للسيارة؟ 
- تعرف اني لا أعير سيارتي ولكن لأجلك انت. هي لك ...
احتضنه وضمه بقوة ... انت افضل صديق 

يطرق الباب وينادي ... عادل... يا عادل ...
لا احد يجيب ...
يا عادل ...
نعم نعم ..

ماذا تريد في هذا الوقت من الصباح؟
صباحك أحلى صباح يا أحلى عادل 

- قل لي ماذا تريد لا تطيل... علي ان الحق بالعمل 
- أريد بنطلونا وحذاء فقط ... آه وقميص
- موعد؟
- نعم أجمل موعد على الإطلاق
- الا زلت تتلاعب بالعقول؟
- لا ويحك هذه حبي الحقيقي هذه... ومتى تلاعبت بالعقول؟ كله برضاهم ولم اجبر احدا على شيء
- حسنا حسنا ... كن هنا بعد المغرب واختر ما تحب. علي ان اذهب الآن ...


جالس يشاهد كل التجهيزات لموعد الغد 
الحذاء والملابس جاهزة 
النظارة من طارق لامعة بعلبتها الأنيقة
الساعة أحضرها خيري في وقتها 
وكل الملحقات الأخرى من مراهم الشعر والحلاقة وحتى العطر من خالد كان جاهزا ...

- مرحباً كيف حالك يا حبيبتي؟
- اهلا حبيبي اشتقت لك لم أسمع صوتك منذ الصباح  لا تتركني وحدة هكذا
- أنا هنا حبيبتي غير اني انشغلت مع شحنة جديدة من البضاعة التي أخبرتك عنها وتعلمين ما لم افعل الشي بنفسي لا يمكن ان يكون كما يجب ليس سهلا ان نجد من نثق به في عملنا
- اعلم حبيبي ادعوا لله دائماً ان يوفقك ويرعاك. تعلم اني أحبك كثير صحيح ؟
- لو تعلمي مقدار حبي لك ،  لم توجد الكلمات التي يمكن جمعها معا لتعبر عن حجم هذا الحب 
- حبيبتي موعدنا غداً حيث اتفقتا؟
- أه يا حبيبي كم يخفق قلبي لمجرد التفكير في الأمر .. نعم غداً أراك لأول مرة ... أتصدق أنه مر على تعارفنا اربع سنوات ونصف؟ وكأنه العمر كله 
- نعم حبيبتي حياتي بات لها معنى بوجودك وكل شيء تغير حتى مخططات المستقبل تغيرت 
كل شيء كل شيء
- اعرف حبيبي اعرف... علي ان أغلق الان نتحدث لاحقا ... أمي تطرق الباب ... لا تنساني حبيبي
- أبدا حبيبتي اهتمي بنفسك ، أريدك ان تكوني بخير دائماً 

نعم ... !!
ابنتي... يا ابنتي...  لا زلتي تمانعين ... لما لا تسمعي مني و تفكري بعقل و ترين أخلاقه و دينه و أصل أسرته و كم هو مناسب لك ، شخص يخاف الله و يخشاه في تعاملاته و تجارته و هو حسن المظهر لطيف الكلام ، و الكل يشهد له بالصلاح ،  و الله تبدو سريرته أنظف من ابوك حتى  ... لو كنت صغيرة لقبلته زوجاً لي... فلما لا تقبلين إنهم ينتظرون منا جوابا... وليس من اللائق ان نطيل عليهم أكثر من ذلك ...
أمي ارجوك لا أريده لا احبه لم اتقبله ...
كيف أتزوج و أعيش مع شخص لا أعرفه ولا أعرف عنه شيئا ولم اره حتى ولا مرة في حياتي؟

وغدا هو موعد اللقاء ...


شكرا

1 التعليقات:

Najiya يقول...

=D .. القصة "سيناريو كامل تخيلته".. ولكن هي عبرة قبل أن تكون قصة .. ودرس أيضاً .. وكالعادة لا يخلوا تسلسل السرد من المرح ..

جداً أعجبني ... ^_^