السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
أخذ ينظر إليها ويتأمل وهي في مشيتها تعتدل حينا و تسحب القميص إلى الأسفل ليغطي ما تعرف أنها لم تستره كما يجب حينا آخر ... وقال لزميله الذي يدرس معه في ذات الكلية... ستكون هذه التفاة لي...
فقال الصاحب أنت تحلم ، فهذه لا تنظر لمن هو مثلك لا يملك ريشا أو سيارة فارهة بها يطير... ولن تستطيع حتى لفت إنتباهها بهيأتك هذه أو سيارتك تلك التي لا يظهر لونها الحقيقي إلا بعد التنظيف...
فإلتفت إليه بعد أن غابت عن نظره و تفحصه جيدا وأظهر شيئا من أسنانه بإبتسامة نمت عن فكرة فيها من الخبث ما فيها وقال ... سنرى...
عاد لبيته وهو يمني نفسه بأنه سينفذ مخططه و سيستطيع أن يلفت إنتباهها و يفوز بها و يثبت للجميع أنه قادر على الحصول على أي فتاة يريد و خاصة تلك التي تبرز من بين جميع الفتيات بجمال الجسد المعروض و دلال غير معهود وهي من أسرة كثيرة الجاه و المال وثابتة الوجود...
سأل أمه عن إذا ما عادت أخته من جامعتها... فعرف أنها في غرفتها...
طرق الباب و بلطف طلب الحديث إليها فكان الرد بصوت متثاقل منهك متعب مجهد من يوم طويل و قيادة سيارة في إزدحام لا يليق بطالب يقضي يومه بين المحاضرات و المقاهي والجلوس في كل مكان من الكلية... ليس هذا وقت شيء أريد أن أنام أنا متعبة ...
بلطف مكرر... أريدك في حديث بسيط إن إستطعت... قال
ألا يمكن أن تؤجل طلبك إلى ما بعد؟ ردت عليه بصوت أكثر إجهادا...
حسنا حسنا سأترك أختي ترتاح فهي منهك و متعبة...
عاد لغرفته وسجل الدخول لحسابه و بدأ البحث عن تلك الفتاة بكل ما يعرف عنها من معلومات... و لكنه رغم إستغراقه وقتا طويلا في البحث إلا أنه لم يستطع الوصول إلى أي معلومة عنها و يبدو أنها لا تستعمل إسمها الحقيقي أو صورتها... وفي أثناء إنهماكه في البحث... سمع صوت أخته تخرج من غرفتها متجهة لغرفة الجلوس... فترك كل شيء و أسرع إليها... ليجد أنها تحتسي القهوة و بعض الكعك... فجلس إليها و طلب كوبا لنفسه... فأتاه سؤال إستغراب منها... منذ متى بدأت شرب القهوة؟
فقال مباشرة دون أن يرد على سؤالها...
أحتاج السيارة البي أم لبعض أيام و سأعطيك سيارتي...
فباغثته بسرعة... ألهذا السبب سيارتك نظيفة؟ إستغربت حقا عندما رأيتها وقلت في نفسي ، لابد وأن هناك أمرا ما...
نعم هل توافقي على ذلك ؟ مدة أسبوع فقط؟
إبتسمت إبتسامة جافة و إحتست شيئا من كوبها وقالت... لا...لا أستطيع...
فترجاها و عرض عليها أن يفعل أي شيء تريده... فنظرت إليه عن جنب و قالت... أي شيء؟
نعم أي شيء... فقالت حسنا إنسى أمر السيارة و دعني لأستمتع بقهوتي ولتختفي من أمامي الآن...
فهب واقفا مستشيطا وقال، لماذا تعاملينني هكذا ، أنا أيضا لي الحق في أن أقود سيارة كسيارتك وأفضل... فصاحت أخته... أنت تعكر صفوي الآن أتركني وشأني أريد أن أكمل قهوتي في هدوء ، هيا... ولا تنسى أنني أختك الكبرى...
وقبل أن يزداد الصوت علوا دخلت الأم وأسكتتهم قبل أن سزداد الصوت علوا و يوقضوا والدهم... ما الذي يحدث و هي تقول ، متى تتوقف عن إزعاج أختك؟ ماذا تريد هذه المرة؟
فبادرت أخته بالقول أنظري إلى إبنك ماذا يريد...
إلتفتت الأم له و قالت ماذا تريد؟
لا أريد شيئا قالها وهو يمثل دور المظلوم ، فقط أردت أن آخذ السيارة البي إم لبعض أيام فقط لا غير!
ولما تريد السيارة البي إم و لديك سيارتك التي لا ينازعك عليها أحد؟
فقالت أخته وهي مستهزئة ، يريدها لكي يبهر فتاة رآها و يعرف أنها لن تلتفت له مادام يقود تلك السيارة المهترئة قديمة الطراز...
فقالت الأم... لا بأس في ذلك ولكنك بذلك تضر بأختك ، فما سيقال عنها إذا ذهبت الكلية بسيارتك؟ ألا تظن أن ذلك لن يكون في مصلحتها، ومن سيرغبها من بعد؟
ولكنني أنا أولى منها بسيارة حديثة شبابية فارهة أسوة بزملائي... ألا تحبي أن تكون الفتاة التي سأتزوجها جميلة و غنية أيضا؟
نعم بالتأكيد أحب ذلك يا بني ولكن أنت إذا تزوجت فتاة غنية فلن نرى منك شيئا و ستأخذك معها، أما أختك إذا تزوجت رجلا غنيا فهذا سيفيدنا نحن و سيكون لنا عونا دائما وأختك ستغدق عليك لاحقا من المال ما يسعدك و يمكنك من الحصول على أي فتاة تريدها...
غمزته الفتاة قائلة بصوت خافت... لن تنال مني شيئا حينها...
ولكن يا أمي... قال منكسرا...
إنتهى... أختك أولى بقيادة البي إم...
شكراً
0 التعليقات:
إرسال تعليق