السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
كنت في حالي لحالي... لا ادري ما كان حالي …
ماذا كنت؟
كنت انعم بالغيبوبة الدائمة للسباحة عند اللا شيء
، بغير ملامح ولا ابعاد … كنت في المجهول و لم يكن لتفكيري حواف ولا نهايات بلا
نقاط بدايات ، لا تفكير لي أساسا … كنت ولم أكن ، و ها أنا ذا أين و لما؟ ...
وليتني لم أمر من هنا و بقيت منعدما حيثما كنت كيفما كنت … ماذا عساي أن أفعل ها
هنا و حيداً؟
أخرجتني من هناك و القيت بي ها هنا ماذا تريدني أن
افعل؟ قاحلة جافة لا بلل في أرضها ولا علامات ، لا اشارات ولا اتجاهات قضبان قضبان
قضبان المكان كله قضبان!!!
علي أن أجد طريقة للخروج و ترك المكان ، ليس هذا
مكاني لأبقى فيه وحيدا … لما تركني لوحدي؟! ... ما الذي اراده مني لما احضرني …
اريد ان اعود الى العدم ، اعدني الي حيث كنت في بهيم الظلام الاصم هناك حيث الضيق
و انعدام الشيء و كل شيء ولا شيء ايضا حيث لم اكن اعلم انني موجود ولي وجود …
صدى صراخي لا يصله … يبدو انه ابتعد
ولن يسمعني … سأنزل الى الأسفل هناك لعلي اجد طريقة اخرج بها من هذا المكان المليء
بالقضبان …
تعبت …
تخطى هذه ازحف تحت تلك …
تعبت …
ليس هذا مكاني … مظلوم انا … مظلوم ان ابقى وحيدا
هنا …
هناك ثنية في احدى القضبان لعلها تخرجني …
يبدو اني لم اعتد على محاولة الركض من مكان لمكان
و لم اعتد لان اصاب بالذعر … اصبت بالذعر؟
انا لا لا لم اصب بالذعر انما هو اثر الدهشة
و انقطاع الانفاس فالمساحة شاسعة وعلي ان اصل الى تلك الثنية …
سراب …
لم يكن هناك ثنية ولا مكان لا فرصة للخروج …
هباء...
صمت … هدوء …
صمت حالك …
صمت مطبق …
أثر هبوب نسمة … لا أغصان لتهتز … لا بحيرات
لتتراقص بموجات الرياح … ولا أوراق لتطير و تغير المكان على الريح محمولة …
لأقف للنسمة لعلها تنقلني الى الحافة و اجد هناك
لي مخرجا … لعلي أستطيع منها السقوط و الخروج للحرية …
غيرت النسمة مسارها …
يبدو أنني سأبقى حبيس المكان مهما حاولت … أستسلم؟
… علي أن لا أستسلم … لن أستسلم، ولكن ما السبيل للخروج من هنا ونيل الحرية و الانطلاق
…
إنها النسمة من جديد … ولكنها أقوى الأن … لعلها
تكون فرصتي … لأستعد لها … إنها الحرية؟... هيا …
انه … أنه …
انه قادم … ماذا افعل ؟ اختبئ انهزم ؟ لا اعرف ما
علي فعله … سأتظاهر بالموت لعله يتركني وشأني …
انه ذاته من اخرجني من حيث كنت و حبسني وحيدا هنا
…؟؟ ما الذي يجري!
انتهيت؟ قضي علي؟ أم سأتخلص من هذا المكان …
لعله أتى ليخرجني من هنا …
يقترب يمسك بيده قلم حبر … ماذا سيصنع … و كأنني
رأيت هذا الرأس المدبب من قبل …
ما الذي يفعله .. يقربه من القضبان …يقترب مني …
انه …
هنا …
أصوات … ضجيج … زحام …
يفيق ليجد حوله جمعا غفيرا ينظرون اليه … بعضهم
يحاول إيقاظه وهم يهللون كأن الجميع كان ينتظر استفاقته … فتح عينيه و هو يبتسم …
لم أعد وحيدًا … لم أعد وحيداً … كان فرحاً جداً … أنه رأى كل من حوله … وهم به
فرحين … سأل ما الذي حدث ..
فاخبروه ان صاحب القلم قد كتبهم جميعا و كان هو
أول حرف يضعه بحبره على الورقة البيضاء المسطرة …ثم خرج لبرهة و عاد ليكملها
و يضعنا معك لتكون رواية قصصية تحكي عن حرف كان حبيس ورقة بيضاء …