هل تدركون معنى ذلك ؟
هل تعرفون اننا نتجرع السم ضنا منا اننا نعالج مرضانا ؟
انه امر في غاية الخطورة … و متاح للجميع … ولا توضع عليه ملاحظة " يوضع بعيدا عن متناول الاطفال"
نعم انه امر خطير للغاية … فكثير منا يعتقد بسهولته و عدم فداحة خطورته …
انه امر متعلق بصحتنا … بصحة ثقافتنا الصحية … وهو امر تناول العامة للمضاد الحيوي … وكانه الترياق الوحيد لكل الامراض …
ان استعمالنا للمضادات الحيوية … امر خطير فعلا … فهي ادوية قوية جدا جدا جدا .. ثلاثة جدا ...واستعمالها في غير محلها … اكثر ضررا جدا جدا جدا …
اسألني كيف؟
كيف؟
سألتني كيف ... شكرا
المضادات الحيوية ادوية تعالج الامراض التي تسببها البكتيريا … وهناك امراض تسببها الفيروسات … و المضادات الحيوية لا تعالج امراض تسببها الفيروسات ابدا …
هكذا اذا ...وماذا بعد …
لحظة لكي لا يكون الموضوع مملا … دعني اكمل بقولي انني وجدت الكثير من دول العالم و الوكلات ومنها وكالة الاغذية و الادوية الامريكية تقوم بحملات توعية بهذا الخصوص … فلديهم ما يقرب عن مليوني شخص يموتون سنويا بهذه الاسباب …
الى هذا الحد ؟
نعم انه امر جدي وليس بالدعابة …
اكمل لو سمحت …
بعد ان تمعنت في الامر و تحققت و دققت و قرأت و استشرت … قمت بترجمة احدى مطويات الترشيد و التنبيه … و صممتها بحيث تكون لفائدة تعم …
وكان المحتوى كالتالي …
شعرت بتوعك او ارهاق انت او احد افراد اسرتك فزرت الطبيب بحثا عن مساعدة .
سألت : أنا مريض ألا احتاج الى وصفة طبية لأخذ مضاد حيوي ؟
وكان الجواب : تم فحصك من قبل الطبيب ورأى انك مصاب بعدوى فيروسية ، فإن المضادات الحيوية لا تعالج أمراض البرد والزكام واغلب التهابات الحلق .
سؤال : إذا كان المضاد الحيوي لا يعالج أمراض الزكام والبرد والرشح. فماذا يعالج إذاً ؟
جواب : يستخدم المضاد الحيوي لعلاج الامراض التي تسببها البكتيريا ، ومن أمثلتها ، تقرحات الحلق ، الدرن ، و حالات كثيرة من التهابات الرئة.
سؤال : حتى اذا كان مرضي سببه فيروس، ما الضرر من تناول المضاد الحيوي؟
جواب : أخذ المضادات الحيوية عندما لا تكون لها حاجة يؤدي الى الدخول الى مرحلة تقوية مقاومة البكتيريا للمضادات الحيوية.
سؤال : ما هي مقاومة البكتيريا للمضادات الحيوية ؟
جواب : هي عدم قدرة المضاد الحيوي على قتل البكتيريا، وتصبح مقاومة البكتيريا للمضاد الحيوي أقوى. وإذا استمر ذلك فإن المصاب سيحتاج الى مضاد حيوي أقوى في الاصابات اللاحقة ، ويمكن ان يدخل الى مرحلة عدم توفر مضاد حيوي نهائيا لقتل البكتيريا التي اصبحت مقاومة للمضاد الحيوي .
سؤال : إذا لم يكن المضاد الحيوي الدواء المناسب فما الذي سيساعدني على الشفاء.
جواب : هناك العديد من الادوية التي تعالج حالات الاصابة بعدوى الفيروسات التي يمكن صرفها بدون وصفة طبية كمهدئات السعال التي تساعد في التخفيف منه ، ومخففات الاحتقان التي تساعد في التخفيف من احتقان الانف.
إقرأ نشرة الدواء وإذا كان لديك اي استفسار فسأل الصيدلي او الطبيب عن أي الادوية سيكون تأثيره أفضل بالنسبة لحالتك.
عفوا:
اذا ما تم وصف المضاد الحيوية لحالتك من قبل الطبيب فتأكد ان تكمل الجرعات كما تم وصفها وإلا فإنك ستتسبب في اكتساب البكتيريا في جسمك لمقاومة المضادات الحيوية ولن تعالج المرض بشكل كامل .
بامكانك الحصول على نسخة من المطوية التي تم تجهيزها من الرابط في اخر الموضوع…
هل استوضح الامر؟
نعم نعم … يا الله … كم نستهلك من المضادات الحيوية … كانها حلوى …
ومنا من يتناول حبتين و يترك الدواء حال شعوره بتحسن … ودون ان يدري يجعل نفسه عرضة لامراض اخطر …
ولكن الا يصرف المضاد الحيوي بكل سهولة في الصيدليات …
نعم تلك مشكلة اخرى … فهناك من لا يعرف هذا الامر مهنيا رغم معرفته له علميا …
ولكن الرزق يحب الخفية … و لا يبالي الكثيرون بصرف المضاد الحيوي كالحلوى … حتى انهم قريبا سيبيعونه بالحبة … ان لم يكن يباع اصلا … وصديقك بتودة بحاجة ما يقدرش يحصلها في مكان تاني .. ياخد ما يبي .. ما المشكلة ... يمرض ولا انتحشمو معاه ... تلك قصص لو سمعت بها شهرزاد لانتحر شهريار ...
ما رأيك ان ننشر هذا الخبر و نعممه …
ارجو ذلك … مع اني خضت تجربة العقم مع هذا الامر …
العقم ؟
نعم فقد اخذت الامر بجدية و بدأت ابحث عن جهة يمكنها ان تتبنى هذه الحملة التوعوية … علنا ننشر الوعي بهذا الامر … فقصدت نقابة الصيادلة … وقابلت نقيبهم … فرحب بالفكرة … لم اطلب دعما ماديا وانما دعما معنويا و تغطية قانونية علمية للامر بحيث يتم نشر هذه المعلومات و طباعة المطوية برعاية تلك الجهة … رحب بي و ربطني بمدير الادارة الفنية الذي من تخصصاته مثل هذه الامور …
فقصدته و تحدثنا في الامر … و اوضحت له بانني لا اريد شيئا و سابحث عن من يمول عملية الطباعة … فقال لي … ( يا ريت الناس كلهم زيك ) واعطاني رقمه … وقال .. لدينا مؤتمر سنتفرغ لهذا الامر بعده مباشرة فاتصل بي … فرحت بذلك الامر … و انتظرت … اتصلت به بعد فترة من الزمن … فقال انهم ما يزالون مشغولين بنفس الامر …
وبعدها … وبعدها … وبعدها .. يرن الهاتف … ولا اجابة …
فتجمد الموضوع عند ذلك …
حتى قررت الاتجاه الى نقابة الاطباء … ولكن هذه المرة ساسلك طريق البرية …
البرية ؟ ماذا تقصد بطريق البرية ؟
انها الطريقة البرية البعيدة عن المدنية حيث لا يمكنك القيام بالامر الصحيح الا ان يكون لك من تعرفه و يتوسط لك لان تقوم به … وان كان امرا مفيدا او عاديا او قانونيا !
نعم! … نعم فهمت …
وجدت من يعرف احدا يعرف من يقومون على نقابة الاطباء … و بعثت اليهم بالصيغ … فقامو بتصحيحها … فقد كان هناك فرق ما بيننا و بين امريكا … وهو انهم لديهم ادوية تباع بدون وصفات طبية … كالمسكنات البسيطة مثل الاسبرين و غيرها … وفي قانوننا لا يمكن صرف اي دواء الا بوصفة … طبعا نعرف ان هذا القانون على الورق .. او عندما تخطئ … عموما قمت بالتصحيح … فوافقو على الامر بان اضع شعارهم و ان الامر برعايتهم بعد ان دققو في المعلومات الطبية و التاكد من صحتها …
في تلك الاثناء بدأت عملية البحث عن الممول فقد كانت فكرتي ان يتم طباعة مليون نسخة و لم يكن الامر مكلفا كثيرا … بحساب بسيط كانت ستكلف ستة وعشرين الفا فقط … لان الكمية كبيرة …
فقصدت الشركة الاكثر انفاقا على الاعلانات و التي لديها فرع لصناعة الاعلان وهي شركة اكيدة … طلبت مقابلة المدير … ولكن ذلك امر شبه مستحيل فقيل لي اطلب فلان فهو المسؤل عن هذا الامر … فانتظرته …
رحب بي … وبدأت في سرد الفكرة … اعجبته ولم يستسيغها …
وكيف ذلك ؟
بدأ في التشكيك في جدواها و اكثر من السؤال عن ما ساستفيده انا … وما الى ذلك … مما ابطأ جريان الدم في عروقي دون شعور باي صدمة ...
وكذلك الى اي جهة اتبع انا … وما هي الحقائق العلمية … اخبرته بامر نقابة الاطباء … والنتيجة انني خرجت منه … بقطة ميتة …
قطة من؟
دعك من ذلك …
طلبت من النقابة مستندا لاثبات موافقتهم على نشر المطوية برعايتهم … ولكن يبدو ان الطريقة البرية كانت في الاجابة ايضا … فقد قيل لي .. توكل على الله ديرها ولا يهمك …؟
اصريت على طلبي و اصرو على ما اخبروني به …
هذا الامر كان في عام 2004 تقريبا … و الى الان لم يتحقق الامر .. فقد نمت عنه … وانا اتحين الفرصة فموعد نشره هو في هذه الاونة حيث تكثر الاصابة بالزكام و الرشح و غيرها …
والان افكر في جهة اخيرة ساقصدها ان تجاوبت معي … فتسصلك نسخة من هذه المطوية ان شاء الله لتعرف ان سوء استخدام المضادات الحيوية و التي ننتهجها له مضار كبيرة ضخمة جدا …
و الغرض الاول و الاخير … ان تعم الفائدة لنكون مجتمعا اكثر صحة في ثقافتنا الصحية …
وتنتهي قصة … (بالله يا وليدي ترا عطيني الحبة الحمرا و الكحلة !) وان لم تنتهي .. فتقل و تجد مقاومة ...
اشعر بالتعب ... ساخذ حبة و انام ...
شكرا
روابط لصورة المطوية بحجم كبير ...