بلا إستئذان تسللت أشعة الشمس لشقتها الصغيرة المطلة على نهر السين الذي يمر بجانب أشهر معالم مدينة الأضواء...
وما هي إلا لحظات حتى كانت فرانشيسكا الفتاة الشابة ذات الثمانية عشر عاما ، برقة في شوارع باريس العتيقة تتمايل في مشيتها ... قاصدة المقهى الصغير الذي على النهر يطل... وقطرات الندى حولها تتناثر تنعش الأنفاس...
وما هي إلا لحظات حتى كانت فرانشيسكا الفتاة الشابة ذات الثمانية عشر عاما ، برقة في شوارع باريس العتيقة تتمايل في مشيتها ... قاصدة المقهى الصغير الذي على النهر يطل... وقطرات الندى حولها تتناثر تنعش الأنفاس...
متباهية بما ترتديه مما لم تصل له صرخات الموضة بعد...
جلست لكرسيها المفضل الأكثر حكما على منظر يتوسطه برج أيفل وخلفه المدينة وأفق شاسع من الزرقة... وهناك قرص الشمس يكمل الصورة...
وكعادته كل يوم مر الشيخ بيير قائلا بونجور يا حلوتي اللطيفة... لترد عليه كالعادة برفع يدها وهز أصابعها الدقيقة الرقيقة وابتسامة شفافة رقراقة وتقول بنجور عمي بيير وتزيد عليه بقولها كيف حالك اليوم... يوم جميل أليس كذلك...
ليبتسم الشيخ بيير ويقول قشطة يا إبنتي قشطة... ويمضي في طريقه لأخذ جريدة الصباح...
يأتي النادل والإبتسامة المعتادة مرتسمة على شفتيه لأجمل من تردد على المقهى... واضعا منديلا على يده ليقول... بونجور أميرتنا الفاتنة فرانشيسكا... لتبتسم في خجل وتقول أرجوك لا تفعل هذا... أنت تحرجني... تربح...
أنت أميرتنا بلا شك... المعتاد؟ قال لها متسائلا عن طلباها لهذا الصباح...
بإبتسامة إمتنان خفيفة أومأت بالإيجاب ...
لينصرف النادل وتطلق هي بصرها في الأفق تفكر في تحقيق حلمها بالسفر ورؤية مدينة أحلامها وهو ما تفعله كل يوم كجزء من طقوسها التي تتهيأ بها ليومها الذي لا تعرف مجرياته لأن أيامها لا تتشابه في أحداثها ونهاياتها...
تطايرت العصافير حولها مع إنطلاق صفارة أحد القوارب السياحية التي تجوب النهر...
تطايرت العصافير حولها مع إنطلاق صفارة أحد القوارب السياحية التي تجوب النهر...
وإذا بالنادل يقطع إنسجامها بوضع طلبها حيث تريده أن يكون دائما وبالترتيب الذي ترغبه وإعتادته ... لتطل عليه بإبتسامة تشحنه ليوم عمل كامل ...
بونابيتيت قال لها بمرح وإنصرف...
إعتدلت في جلستها وأخذت قنينة الزيت الصغيرة التي أحضرها النادل وسكبت منها على ما بالصحن من مسحوق ومن ثم رشت بعضا من السكر بالقدر الذي تفضله...
رفعت كمها وأبعدت الأسورة وأخذت تخلط المزيج بأصابعها الدقيقة حتى صار جاهز القوام كما تحب ... قبضت حفنة وأخذت تضغطها بين يديها الرقيقة حتى صارت متماسكة ... بالقدر الذي يمكن أن تتناولها فيه برقة...
أعادت الكرة في القبض على حفنة أخرى والضغط عليها حتى تصبح متماسكة وتتناولها...
حتى فرغ الصحن... وهي في قمة المتعة والإنسجام ...
كانت دائما تتخيل نفسها في المكان الذي تحلم بالسفر إليه وهي جالسة في العراء ومعها الزاد وهي تغرف وتضغط المسحوق وتأكله كما يفعل أهل تلك البلد... تحلم أن تعيش مثلهم ترتدي ملابسهم تأكل طعامهم ، هيأت نفسها لتكون مثلهم... معجبة بكل ما لهم... ثقافتهم أفراحهم كلامهم...
فرحة أن ما تهواه و تحبه من أكلات توفر في مقاهي باريس قريبا منها...
وإذا بمن يجلس مقابلها يرمقها بنظرات إستغراب وتركيز على ما تأكله ... وإذا به يشير إلى النادل ويهمس له... هل لي ببعض من ذاك مشيرا إلى ما تأكله محاولا عدم لفت إنتباهها ...
وإذا بمن يجلس مقابلها يرمقها بنظرات إستغراب وتركيز على ما تأكله ... وإذا به يشير إلى النادل ويهمس له... هل لي ببعض من ذاك مشيرا إلى ما تأكله محاولا عدم لفت إنتباهها ...
فقال النادل على الفور... بكل تأكيد...
أقتربت منها عجوز وهي تقول مثير هذا الذي تأكليه هل لي أن اعرف ماهو؟
إبتسمت وأزاحت حقيبتها عن الكرسي وطلبت من العجوز الجلوس ونادت على النادل قائلة آتنا بصحن للسيدة تريد أن تتذوق ... شعرت العجوز بالفرح والحرج فقالت لا يا بنيتي إنما أردت معرفته لأنه يبدو شهيا... نعم يا جدة بالتأكيد شهي وصحي أيضا أريدك أن تجربي "عشان خاطري" فقالت لها العجوز ماذا تعني هذه الكلمة؟ فقالت الفتاة أنه اُسلوب رجاء عند من إخترع هذه الأكلة فإبتسمت العجوز قائلة "اشان كهاطري" أكيد...
وما أن أتى النادل بالصحن والزيت والسكر حتى أخذت تعلم العجوز كيف تصنع وتآكل ... وكذا فعل الرجل الذي أخذ يراقب خلسة كي يعرف كيف هو الطريق الأمثل لأكلها...
وعندما سأل النادل عن إسم هذه الأكلة ، أشار النادل إلى فرانشيسكا لتخبره فهي أكثر دراية بذلك منه ...
فإقترب الرجل بلطف قائلا بونجور آنستي ... بنوجور سيدتي... إبتسمت فرانشيسكا وطلبت أن ينضم إليهم وكذا فعل... بعد أن جلب صحنه ... وأخذت فرانشيسكا تعلمهم كيف يأكلوا هذه الأكلة... وهم في كامل إنسجامهم ، حتى سألت العجوز عن إسم هذه الأكلة قائلة إعذري جهلي يا بنيتي ولكن ما إسم هذه الأكلة اللذيذة؟... فقالت لها فرانشيسكا بأسلوب مهذب ورقيق جدا لا عليك جدتي ، إنها زميتة يا جدة... زميتة...
شكراً...
وعندما سأل النادل عن إسم هذه الأكلة ، أشار النادل إلى فرانشيسكا لتخبره فهي أكثر دراية بذلك منه ...
فإقترب الرجل بلطف قائلا بونجور آنستي ... بنوجور سيدتي... إبتسمت فرانشيسكا وطلبت أن ينضم إليهم وكذا فعل... بعد أن جلب صحنه ... وأخذت فرانشيسكا تعلمهم كيف يأكلوا هذه الأكلة... وهم في كامل إنسجامهم ، حتى سألت العجوز عن إسم هذه الأكلة قائلة إعذري جهلي يا بنيتي ولكن ما إسم هذه الأكلة اللذيذة؟... فقالت لها فرانشيسكا بأسلوب مهذب ورقيق جدا لا عليك جدتي ، إنها زميتة يا جدة... زميتة...
شكراً...