السلام عليكم ورحمة الله و بركاته …
ذهبية خيوط مغيب شمس مرج أخضر ملقي أمام نظره حد الأفق … رذاذ من السحب عليه يتطاير … هبات تداعب غني العشب تراقصه … على المرج ترسم سكينة و هدوء … حبات متطايرة إنتهى بها القرار على زجاج شرفته … حيث يقف يشاهد الأفق ينتظر موعد اللقاء …
الموعد الذي ينتظره … و لا أحد ينتظره فيه … إنما ينتظر قراره بأن يأخذ خطواته لتحمله إليه … ولكنه بينه وبين قطع المسافة إلى هناك حاجز لم يستطع منه التخلص … حاول أياما عديدة … ولكنه لم يتجاوز سياج حديقته …
يحتاج إلى أن يقطع المسافة ، يحتاج إلى أن يأخذ القرار … ولكن حواجز التردد تسيطر عليه … يجمعها يبنيها أسوارا أمام عقله …
ليست الطريق و عرة … و ليس في قصصها و حكاياها خوف من طرق لقطعها أو كمائن تنصب فيها … ولا ظلال ذئاب فيها تحوم … لا يسري فيها الخوف ولا يحتويها ، حوافها معروفة مجرى الماء فيها يسقيها … الخضرة تزينها و الطيير يسكنها …
طال الوقوف عند الشرفة و الفكر في هدم حواجز التردد مشغول … كل ماذا لو أن … كان يقابلها ولكن لأن … و كل لا تنسى ، يرد عليها بأعرف ما أفعل … فيأتيه سؤال يعيده إلى البداية … هل حقاً تعرف ما تفعل؟ إن كنت حقا تعرف ذلك لكنت الأن هناك اجتزت المسافات و وصلت حيث تريد … ولكن لم تفعل … لما لم تفعل؟
نقطة الصفر إليها كل مرة يعود … فكلما ترددت كلما ردتك الأفكار إلى البداية لتمنع أخذك لقرار الخوض فيما تريد و الوصول حيث أردت …
إختفت الشمس … تراكمت الغيوم عند الأفق و في سماء شرفته … بدى كأنه تجمع لسكب عذب ماء لتزيد العشب خضرة … و الأرض بهاء … و إذا بنور يضيء كل ما كان الظلام قد أخفاه … ولكنه كان فقط … برق خاطف …
خطف معها فكره … من تردد كان يلازمه … عنه أفكاره يحجز … وقف عند الباب منتظراً … أنار البرق من جديد … ليرى طريقه و يمشي فيها … و كذلك فعل … و لكنه كان كلما إختفى البرق توقف في مكانه و لم يتحرك ، و كيف يتحرك و هو لا يرى شيئاً … إنتظر حتى ينير البرق دربه من جديد … فيقف و يستمر في سيره … و لكن … ماذا يفعل الآن … و قد توقف البرق … و لم يعد يستطيع العودة حيث كان … و لا الإستمرار للوصول حيث يقصد … بقي في مكانه مجمداً … تردد … كما تردد البرق … مسرعاً في إختفاء …
سيطر الصمت … بظلمة في ظلمة … أظلمت عليه …
سمع صوت خطوات منه يقترب … إلتفت فزعا ليرى ضوءا في الهواء يتحرك … ماذا يفعل … يركض؟ يهرب ؟ إلى أين كيف يتصرف ماذا يفعل … ينبطح يقفز … حاصره التردد من جديد … فتجمد حيث هو … حتى إقترب الضوء منه … وهو بيد رجل يمسكه … إستطاع به أن يجد طريقه و مسيره يكمل … لم يحجزه تردد … و لم يعتمد على برق ينير له الطريق ليمشي فيها و إذا أظلم عليه إستقر في مكانه …
وقف ... و نظر إليه بتمعن … و هو يرى كيف أنه لم يفعل ما فعله هو … عندها … أزاح عن نفسه أغطية التردد و إختار لنفسه طريقا للسير مع نور بيد رجل إختار لنفسه أن يستنير ولا ينتظر برقا له ينير الطريق … حتى وصل حيث يريد …
شكراً
0 التعليقات:
إرسال تعليق