بقعة واحدة ، لسان واحد ، سماء واحدة ، والبحث عن الاتفاق الجوهري

.

الخميس، 1 مايو 2014

في الإنتظار...

By 11:17 م
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته 

 


بعد شوق و انتظار ... سعيدة كانت بلقائه ومنه بسماع الأخبار ... 
لماذا؟ 
لأنه للتو عاد من سفره ... غاب أسبوعا كاملا ... لم تكد تحتمل ... فهو رب بيتها  ... أب بناتها ...
هدايا كثيرة عليهن توزعت ... الأعين بسعادة تلألأت ... الجميع غمرت ... 
تفاصيل سفرته لهم حكا ... زياراته أعماله كل ما أداه من نشاط ... كل هدية و كيف اشتراها  ...

داوم لعمله في اليوم التالي ... ليقدم تقريرا لرئيسه عن نتيجة مهمته في ذاك السفر ...
الجميع رحب به إلا زميل كان يتقاسم معه المكتب ... حانقا عليه كان ... لأجل أنه مُنع من الذهاب معه ليغطي على نقصه .
رحلة موفقة جداً كانت وكل ما طلب منه قد نجح في تأديته ...
عاد لزوجته وبناته وكانت أيام سعيدة جداً 
مرت وهو لا يزال يحكي لهن عن كثير مغامرات تلك الرحلة ...
الأيام مرت ... حتى فاجأته زوجته بسرور خبر ... جعله من الفرح يطير ...
أخبرته أنها ولي عهده تنتظر ... وأنها بولد تتمنى أن يرزقا ليهنأ بالهما ...

من الفرحة و السعادة لم تسعه الدنيا ... أراحها اهتم بها ... أن لا يتعبها جهده بذل ... 
اخبر بناته أن يخدمن أمهن وان لا يكثرن عليها الطلب ...
موعد قدوم الولي حان ... الذي كان طفلا جميلا أعطاه من الأسماء كما أسمى جده أبوه ...
هذه اللحظة منذ زمن كان ينتظر ... سبع بنات كن يملأن عليه البيت ... بعد كل ذاك الانتظار ها هو ولي العهد ... 
كم أنت كريم يا الله ... 
فرحة عارمة ... عند وصول الخبر ... 
ذبحت الذبائح و أقيم الاحتفال وكان اسعد إنسان ...
ملكة عنده الزوج أصبحت ...
من العمل إجازة أخذ ... اهتم بالاحتفال و بالزوجة... من  البيت لا يكاد يخرج ليكون بجانب ابنه خليفته الذي به نسله سيستمر  ... 

بعد حين ... العمل كان يجب أن يستمر ... عاد إلى عمله ... وروتين حياته ... 

ترقّى في عمله بعد أن أمضى زمناً مجتهدا متقنا مُقدِما كل ما لديه ... معها زاد راتبه ... وكثرت مسؤولياته ...
أحس يوما بضعف شديد أهمله ...حتى تزايد عنده الألم ...  نصيحة من صديق بأن يُجري فحوصات حتى من نفسه ... يتأكد  

النتيجة انتظر بعد أن أجرى الفحوصات ...
موعد نتائج التحاليل الطبية التي أجراها اقترب ... و هو يشعر بتحسن ... أحيانا و أخرى يتوعك ...
كانت له صدمة عند النتائج استلم ... على الأرض كاد منها أن يسقط ...
إلى المنزل عاد ...
زوجته بناته ... إلى المستشفى اخذ ... 
فوجد انه وزوجته ... في المصاب معا  ... دونا عن البنات ...
هل لديك غيرهن في الأسرة أفراد ؟
لم يجب ... ولكن الزوجة قالت لدينا ولد نعم  ...
فسُئل عنه ...؟
عرضه عليهم رفض ...
إلحاح و إصرار شديد منهم بعده عرضه عليهم وافق  ... و الزوجة عن نتيجة غافلة ...
فطُلب منه أن يحضره ...
في السيارة مع أخواته قال ...
ليحضره خرج ... ببطء كان يمشي ... 
هل هو أيضاً ؟ نفسه كان يسأل ...
أمام المصعد وقف ... جبلا كأنه على كاهله يحمل ... الزر ضغط ... وانتظر...

في ذاكرته قصة بسرعة تعرض ...

في عمله ... رن هاتفه ... جميلة تلك الفتاة التي في رحلة العودة عرفها ... 
دار حديث بينهما ... على الغذاء عزمته ...
الانسجام هو ما على الحديث طغى عندما التقيا ... معا خرجا ... سيارته ركبت ...
نفسه بها طوال الطريق حدّث ... لمّحت إن كان لديه مكان ... فلم يكن هناك مكان يمكن أن يقصداه ... إلا عند شاطئ البحر ركن ... أوقِفت السيارة ... منها اقترب  ...

باب المصعد فتح ... خرج وهو لا يرى إلا خيالات لمن يمرون حوله ... وكأنه يشعر بأن بنيانه يكاد ينقض و أن مناعته كادت تتلاشى ...

عادت الذاكرة ...  لتلك اللحظة التي فيها عرف أن الفتاة كانت ثيباً رغم صغر سنها وعدم زواجها ... أخبرته كيف أنها لأول مرة في سفرها ... الخمر احتست ... ولم تعد تدري ما حدث إلا أنها كانت أجمل ليلة في حياتها كما أخبرته  ... 
وها هي معه الآن في لحظات يستمتع كل منهما بالأخر ... للحظات ...

من بعيد يرى خيال سيارته ... ابنه فيها جالس ينتظر مع أخته الكبرى ... 

أخذه ... وأخته ... للطبيب عاد ... ليبشره أن بناته جميعا لا يحملن ما يحمله  ... ولكنه بالارتياح لم يكن يشعر ...
حتى نتيجة تحليل ابنه سمع ... التي كانت لأجل متعة لحظية كلفته كل شيء ... في دنياه ...


وما ينتظره الآن ... هو ثمن لذة لم تدم أكثر من ... ثواني ... 



شكراً...

0 التعليقات: