السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
سئمت من كثرة سرقة أفكاري ، أناس لا يستحون ولا يملكون ذرة من إحترام لمجهودات الآخرين ، كلما كتبت شيئا أو صنعت مقطعا أو نشرت تدوينة أو حتى غردت تغريدة و جدت من يأخذ العمل الذي فيه بذلت جهدا و خرجت بأفكاره و تميزت فيه لينسبه لنفسه أو يستعمله و ينشره دون أن ينسبه لأحد حتى لصاحبه ، ألا يستحي هؤلاء الناس من هذا الفعل الشائن الذي يحرم الآخرين حقوقهم و يسلبهم مجهوداتهم؟
بالتأكيد هذا سبب من أسباب عدم قدرة المبادرين بالأعمال للإستمرار فيما يخرجون به من أفكار جديدة و يحرّم أحدنا على نفسه الإبداع لعدم وجود ما يحمي الحقوق ، وأفكارنا غالبا لا تلقى رواجا بين الناس ولا يدعمها أحد لأن هناك من يسرق المجهودات و يريد إستعمالها بالمجان ماإستطاع …
هناك في العالم المتحضر الواعي الذي فهم معنى دعم النشاطات الصغيرة و دعم أفكار المبتكرين ، يتركون الشركات الكبيرة ليدعموا صغار المفكرين و يشترون كتبهم و يتعاملون بمنتوجاتهم الوليدة و يحافظون على حقوقهم بدفع الرسوم المستحقة لإستعمال المنتج ، حتى يتطور و يكبر و يصبح شركة كبيرة توفر المجال الواسع لتوظيف الناس وفتح أبواب الرزق لهم ، ناهيك عن تطور خدماتها التي سيستفيد منها الجميع ، وحتى أنه هناك مواقع باتت تتخصص في توفير منصة لكي يستطيع أصحاب الأفكار المميزة أن يطلقوا مشاريعهم بدعم من الناس عامة بمبالغ صغيرة جدا ، بمقابل بسيط و أحيانا بدون مقابل أبدا ، لماذا ؟ لأن هناك من يحب رؤية نجاح الآخرين و تفوقهم خدمة لمصلحة عامة …
أما نحن … أه منا نحن … ومن جهلنا و كثرة تخلفنا … متى نتطور و نرتقي؟
متى ...
إنحنى على كرسيه متتائبا زائدا في إتساع صدره و فرد أطرافه لتتحرك جوامد الهرمونات في مفاصله … شبك بين يديه خلف رأسه وأخذ يحدق في شاشته ، لا يرى منها إلا ضبابة إنارتها دون تركيز في محتواها … حتى لفت الإنتباه رسالة ظهرت أسفل يمين الشاشة … فركز فيها نظره … وهي رسالة تقول …
نسختك من نظام التشغيل غير مرخصة ، إضعط هنا للحصول على ترخيص و تفعيلها من خلال الموقع …
ضغط زر موافق ، لتفتح له نافذة تطلب إدخال الرقم التسلسلي الذي يمكنك الحصول عليه عند شراء المنتج … ولكنه إتجه إلى المتصفح و كتب في سطر البحث … كيف أحصل على رقم تفعيل لنظام التشغيل وندوز مجانا … ضغط البحث ليجد آلاف النتائج … إختار أولها ليجد رقم تفعيل لنظام التشغيل و التعليق عليه يقول … رقم تفعيل يعمل مائة بالمائة ، فقط تأكد أن تفعله و الجهاز غير موصول بالإنترنت …
إتبع الخطوات المعروضة في الشرح ، حتى ظهرت له رسالة تقول …
شكرا لإستعمالك منتجنا ودعمك لنا ، تمت عملية التسجيل بنجاح …
أغلق النافذة … و عاد إلى المستند الذي كان يكتب فيه مقالته الجديدة … و إستمر في الكتابة بعد أن أعاد قراءة آخر أسطر فيها …
لكي لا أطيل عليكم أكثر ، سؤالي هو أننا متى نعطي الحقوق لأهلها؟ ومتى ندعم بعضنا بعضا و نتوقف عن سرقة مجهودات الآخرين؟
أرجو حقا أن أرى الناس جميعا يدعمون المبادرات البسيطة للشباب المحتاج لبعض المال لينهض على قدميه و يقدم خدمات أفضل ، لمن؟ للناس أنفسهم ، و هي ثقافة تتخطى ثقافة الأكل و الشرب ، و تتخطى ثقافة الزواج و هدايا العرس … و قد يكون الشباب فقط محتاج منك إلى أن تهتم به و تشجعه بإستعمال منتجاته و الحديث عنها بخير …
أرجو أن أعيش هذا الزمن الذي أرى فيه كل ذلك واقعا حقيقة في مجتمعي … و أن أحصل على نتاج محصولي وما بذلت فيه من جهد … و أن تكون المكافأة مجزية حتى أتشجع أكثر لإنتاج أكثر …
أعاد النظر في الأسطر الأولى ، حاول مراجعتها بسرعة و تصحيح ما سها عنه من أخطاء … أنهى التأكد من صحته و ضغط زر حفظ … لتظهر له شاشة إختيار المسار و إسم الملف … قام بتحديدها ومن ثم ضغط زر حفظ من جديد …
لتأتيه رسالة تقول …
هذه النسخة مقرصنة ولن تتمكن من حفظ الملف حتى تقوم بشراءها بطريقة شرعية قم بالتواصل معنا على البريد الإلكتروني أو رقم الهاتف …
شكراً…
0 التعليقات:
إرسال تعليق