السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
خرج من بيته فاردا صدره بتحدي صاخب وهو يقول …
إن كان فيكم رجل ، ليقل لي أنني مخطئ و ليس لي حق فيما أقول
فصاحت زوجته قائلة …
توقف إلى أين أنت ذاهب تطرق أسماع الجيران ، و تزعج سكونهم !؟
إلتفت إليها بشرر يتطاير من عينيه وهو يقبض بيديه في الهواء …
سأرى كم من الجيران أعجبه كلامي و كم منهم سيرد عليه ، و كم منهم سمعه ولم يبالي به أبدا ، وإلا فلما هو جار يسكن في حينا … ليذهب و يبحث عن مكان آخر ليعيش فيه ، ولا حاجة لنا بهذه الجيرة الشكلية التي لم نملك منها إلا إزدحام شوارع حينا …
ما حاجتنا ليقال أن حينا فيه سبعون بيتا ولا نرى ولا نتحدث إلا لخمسة بيوت فقط يتفاعلون معنا ، أهي جيرة بالإسم فقط ؟ منظر فقط؟
ما حاجتنا بهذه الجيرة ليذهب كل من لا يتفاعل معنا ولا حتى يحيينا صباحا ولا يرد على ما نقول ويناقشنا، و يجد لنفسه بيتا في مكان خالي ، ولا حرج لي في هذا الحديث أبدا … ولست أستحي …
سأصفي الجيران واحدا واحدا و لن أترك منهم إلا من كان حقا جار و يؤدي حق الجيرة ، أما من كان منكفيا على نفسه يراقب ما يحدث في الشارع فقط و يسمع ما نقول ولا يتفاعل معنا ولا يرد ويشاركنا ، فهذا سيكون منبوذا و سنقوم بحضره من الشارع …
ولكن ليس من حقك أن تجبر الناس على أن يتفاعلوا معك
بل من حقي
لا ليس من حقك ، الحي حيهم أيضا و المكان مكانهم ، و لكل الحق في فعل ما يريد بحياته
إذن لما يسكن بجوارنا؟ و يتابع أخبارنا؟
هم أحرار فيما يفعلون ، ما شأننا نحن ؟ هل نسألهم عن ما يفعلون
نعم يهمني ما يفعله الجميع بالتأكيد
إذا أنت تحشر أنفك في حياتهم ولا يحق لك ذلك …
أصمتي يا إمرأة ، أنت لا تعرفي عن الحياة الإجتماعية شيئا … أنا أفهم جيدا ما أفعله …
بالتأكيد أنت تفهم أكثر مني وتعي ما تقول و لك خبرة أطول ، ولكن لنؤجل الطرق على بيوت الجيران وندعهم و شأنهم الآن ، لندخل و نتسامر معا فيما يهمنا نحن فقط ما رأيك؟
إرتخت قبضته ، و أنكمش صدره و إرتخت عضلات وجهه … و قال مبتسما يحرك حاجبيه…
هل تجهزي لنا الشاي و المرطبات؟
أمسكت بيده و سحبته إلى الداخل و هي تقول …
المرطبات و الحلويات و ساحكي لك حكاية ، أتدري ما حدث بين أم سعيد و جارتنا أم الخير؟
لا … ماذا جرى ماذا هناك أخبريني …
تعال إجلس لإخبرك ما فعلت ، تعال …
قلب الصفحة و إختار خصوصية التعليقات لكي لا تعرض على العامة ولا يراها إلا هو و هي فقط و أخذ يتبادل التعليقات بينه وبين زوجته و كل منهما يضغط زر الإعجاب على ما يقوله الآخر ، و يرد عليه و يتبادل الإثنان الملصقات المضحكة المعبرة عن مشاعر كل منهما في تلك اللحظة … حتى أخذهما النعاس و سقط الهاتف من كل منهما ليغلبه نوم عميق …
شكراً…
0 التعليقات:
إرسال تعليق