السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
عندما إجتزت جسر المشاة الذي يقطع الطريق السريع و إتجهت يميناً ، حيث الطريق ضيق مغلف بالأشجار ليبدو كأنه نفق ضيق نهايته ملتوية ... تشعر كأنك ستنتهي لنهاية مسدودة بتكاثف الأشجار و تعاضد أغصانها لتظلل الممر … و الطريق فيها تذوب وتنتهي ...
بجانب عمود الإنارة … عند حافة إلتواء الطريق … قرب أعشاب غامقة الخضار … وقفت قطة بلا ظل … شهباء تكسوها خطوط غامقة من ذات اللون في جلسة متكئة على قائمتيها الأماميتين كأنها تمثال يحرس بوابة … تفرد طولها و أذنيها تتحسس الصوت القادم ... و العين تركز جيداً في هذا الجسم المتحرك الذي يتجه نحوها يمشي على قدمين يكسوه السواد ... ولا يشبهها …
حركت ذيلها على الأرض ولم يكن شيء غير الذيل فيها يتحرك ... كأنها تقول هذا الطريق لي أنا فلا حق لك في المرور منه أو الإقتراب ...
فكرت في نفسي أن القي عليها السلام ... فقد تفهمه وتعيه ، وكان كل ما يدور في ذهني أن أمر بها بسلام لها ولا اؤذيها أو اضايقها في مملكتها ومنطقة نفوذها وحكمها ... لم يخطر ببالي أي شيء إلا أني أقول لها يا قطة أنا فقط عابر سبيل سأعبر أرضك إن سمحت لي و لن أشكل تهديدا لك أو لأحد من رعاياك ... بل إني أتمنى لك كل الخير و إن كان بوسعي الآن لأهديتك شيئا تحبي أكله ... و أعرف أنك لا تفضلي الفئران ولن أفكر في أن أحصل لك على واحد وأنت صاحبة الخبرة في إصطيادها فمن أكون أنا بجانبك ... ولكني و إن لا أحمل معي شيئا يمكن أن أعطيكه ... إلا أني جئت بالسلام مرورا ... وكل حركاتي و تحركاتي مسالمة وهذه إبتسامة رضا وسلام … و قلب مليء بالمحبة لك
ما إن اقتربت منها حتى وقفت على قوائمها الأربعة كأنها ريشة تحملها النسمة الهادئة لا تكاد تتحرك في الهواء ثابتة ... و أزاحت لي الطريق لأمر كما أردت بسلام ...
تلك كانت قصة قطة إلتقيتها اليوم بعد أن إجتزت الجسر و إتجهت يمينا حيث الطريق ضيق مغلف بالأشجار ...
شكراً
0 التعليقات:
إرسال تعليق