السلام عليكم ورحمة الله بركاته
مساء فيه القمر على الجلسة يُطل ، صوت الماء
يرش العشب حولهم يزيد النسمة برودة لينتعش الجميع ...
في مقهى من مقاهي المدينة ... حيث الاجواء
التي يحبها الكثيرون ... ممن يشربون القهوة و يدخنون و ينفثون ادخنة الشيشة ... يتسامرون و ربما ... ربما
البعض منهم على البعض الاخر بوجودهم هناك يتباهون ...
فهذا مكان من الرقي بدرجة انه يبيع الاجواء
قبل نكهة القهوة المعتادة للجميع ...
قال أحمد... لم يعد الحال يطاق و لم أعد أفهم من مع من و لما و كيف و متى ... أينما ذهبت تجد المشاكل و إطلاق الرصاص و
السلاح و الخطف و التنكيل ... لم تعد الحياة تطاق هنا ، لو أن لي الامكانية للخروج
لخرجت فارض الله و اسعة ...
رد عادل... لا أخفي عليكم ما أسمع من أخبار
و يتردد في كل مكان و في كل موقع و صفحة جعلني رجلا هادئا مسالما من البيت الى
العمل و من العمل الى البيت و إن ابتعدت فهذا المقهى و هذه الاجواء ... أما غير
ذلك فلا حاجة لي بالخروج لأكون عرضة لخطف أو أن يوقفني أحدهم ليأخذ سيارتي أمامي
لا حاجة لي بالخروج من الاساس ...
أكمل جمال الحديث ... صدقت و الله ، بالامس
سمعت جارنا يتحدث عن قريب له كان في مشوار بسيارته الى السوق ، فاوقفه شخص بسلاحه
و أنزله من سيارته و أخذها و لاذ بالفرار وهو يتفرج ...
أحمد : متى حدث ذلك؟ أين
جمال : لا ادري حقيقة فهذا ما اخبرنا عنه
وهو قريب لجارنا
وليد : هذا لا شيء أمام ما حدث في طريق
الشجرات ...
عادل : ما الذي حدث هناك؟
جمال : من الذي قتل ؟
رفع عمر يده لينادي على النادل ليغير جمرة
الشيشة التي كان ينفث ادخنتها ...
فطلب خالد بعضا من الشاي باللوز له و لسعيد ... فقال أحمد وانا أيضا ...
قال عمر ... أخبرنا يا وليد ما الذي حدث في
طريق الشجرات ؟
وليد : كانت هناك مجموعة ملثمة تتمركز خلف
الشجرة الكبيرة ، و عند مرور سيارة فارهة .. كانو يعطون اشارة للمجموعة الثانية عند
نهاية طريق الشجرات ليوقفوها في كمين على أنها بوابة عسكرية فيغتصبوها من أصحابها ... فكان الدور على سيارة
مرسيدس فخمة ... فأعطيت الاشارة ...
قال احمد : قرأت عن ذلك في صفحة الاخبار
الحقيقية كان حادثا شنيعا ...
عمر : أكمل يا وليد ما الذي حدث ...
اتى النادل لينفخ الجمرة لشيشة عمر و الاخرين
... و معها احضر الشاي باللوز للجميع ...
فسأل جمال ... كيف حالك يا وليد و كيف
حال مشروعك الجديد ؟
رد وليد مبتسما ... الحمد لله المهمة الاخيرة كانت ضربة حظ ناجحة و العميل كان ممنونا ...
ذهب النادل ... فقال جمال ...
نعم ماذا حدث ...
قال خالد .. دعونا من هذه السيرة يا شباب
فاغلبها اشاعات لا صحة لها ...
فرد أحمد اصمت أنت لا علاقة لك بهذه
المواضع دعك في أمر حبيبتك و غرامياتك و تجهيزك لفرحك بعد عشرة اعوام
ضحك الجميع ... و اكمل و ليد سرده لما حدث
من حادث في تلك الليلة حسب ما وصلته من خبرية ...
استمر الحديث بسرد كل منهم ما سمع من أخبار و أحداث لسرقات و ضياع سيارات و كثرة إنتشار السلاح و تردي أسلوب قيادة
السيارات في الشوارع و عدم اهتمام الناس بالقانون و رغبة الجميع في السفر و ترك المكان...
انتهت السهرة التي كانت الاجواء فيها اقرب
الى الشاعرية و إن كان الصيف في منتصفه ... و لكن نسمة الليل و برودة المكان أنعشت
الجميع فزهت الانفس بالحديث و تجاذب اطرافه ...
كل لسيارته ركب و هم يعرفون موعد اللقاء
القادم ، و أين سيكون و متى ...
انطلق الجميع ...
ببطء تسير سيارة سعيد ... و هو يفكر في
لقاء غد .. و يفكر في الصفحة التي انشأها في موقع التواصل الاجتماعي الشهير ، الذي
تكاثر استعماله في الاونة الاخيرة ...
دخل بسيارته لبداية طريق الشجرات و كان الهدوء يعم المكان ... كالعادة ...
سار ببطء و الاضواء الخافتة تنير الطريق و
ظلال الاشجار ترسم الاشكال على زجاج سيارته بمرورها ...
متكئا على يد و يمسك المقود بيده الاخرى ... حتى وصل قبيل نهاية الطريق ... فانعطف يمينا ... ضغط زرا في جهاز لاسلكي لينار ضوء تنبيه فتح الباب الحديدي الكبير ...
ركن سيارته و السكينة تعم المكان ... دخل بيته و هو يضغط زر إحكام إغلاق السيارة ليسمع صوت إنذار السيارة ...
الكل كان نائما ... جلس في مكتبه ... فتح صفحته ... قلّب الردود و التعليقات و عدد الزيارات و الإعجاب بصفحته ... إبتسم ...
لوجود عدد كبير من المشاركات التي قام بها معجبو صفحته بنشر اخر ما كتب ...
و اخذ يكتب مشاركة جديدة و خبر جديد ... قال فيه
"تحذير هام للجميع ... ليعلم الحاضر الغائب
... طريق الشجرات مغلق بالكامل في هذه اللحظة من قبل مجموعة من الملثمين الذين
يتصيدون السيارات الفارهة ... احذروا ... اللهم فاشهد اني قد بلغت ..."
شكرا
1 التعليقات:
الأكشن ملك المرحلة
الجميع يتسابق في تحويل الواقع الى رواية بوليسية في المقام الأول .. بعضها صحيح و اغلبها من خيال المؤلف -_-
إرسال تعليق