بقعة واحدة ، لسان واحد ، سماء واحدة ، والبحث عن الاتفاق الجوهري

.

الأربعاء، 2 فبراير 2011

لندع الدين جانبا

By 5:29 م

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته



ربما يعتقد البعض ان وجودنا في هذه الدنيا فقط لكي نرى من يستطيع فعل ما لم يفعله احد او يجمع ما لم يجمعه احد او يتباهى كما لم يتباهى احد ولكن الجميع يعلم حقيقة وجودنا هنا في هذه الدنيا غير ان هناك من يعترف وهناك من ينكر و يغطي معرفته بالأمر و هناك من يتجاهلها و تلهيه احتياجاته التي يضن انها افضل له ... و رغم اننا نملك ما يجلي لنا الحقيقة كاملة بقوانين اساسية كالتي تستعمل لحل كل المسائل في الرياضيات و بقية العلوم و التي تسمى قوانين ولكننا نرفض احيانا كثيرة الاهتمام بها و نحن نعلم انها قطعية تحتاج فقط الى فهم صحيح ، وبالمقابل نجد من يتمسك بنظريات علمية و يدافع عنها رغم ان النظرية لم ولن ترقى الى كونها حقيقة حتى تثبت عمليا علميا و تبقى نظرية حتى يتم تطبيقها و اثباتها في اكثر من حالة ولكن البعض يتمسك بالنظريات ويترك الحقائق المثبتة من صاحب الامر و ليكن الحديث الان بعيدا عن الدين و اساسياته و ضوابطه و حلاله وحرامه و ما فيه من توضيح لما ينفع ويضر في هذه الدنيا نعم لنفعل ذلك ونفكر و نرى

لندع الدين جانبا الان وننظر بعين واقعية متفحصة رغم انه لا فصل لحياتنا وواقعنا عن دين ولكن فقط لنخرج بمنطق حياتي عام، لكل ما نفعله من اجل تحقيق ما فيه نرغب ، وكل يرغب في ما يريد ويسعى الي تحقيقه

فتاة تلبس البنطلون الضيق والقميص الاضيق لماذا؟ ضنا منها انه يظهرها في اجمل صورة لها ... نظرية

ولكن الواقع والحقيقة تقول انه لا يليق بها ولا يناسبها ولا يظهرها بمظهر لائق ولا مقبول للعين المحبة للجمال

ولكن الجسد طبيعته لا تتناسب ولباس كهذا ولا يزيد اللباس إلا فظاعة في مظهرهما.

تستعمل مساحيق وطلاء بألوان عجيبة غريبة لا تمت لبشرتها ولا تفاصيل خلقتها وذوق لبستها بأي صلة فلا يتحقق المراد ولا تصل الي ما تريد من تنفيذ رغبتها انما تضع نفسها موضع الاستهزاء كقصة ثوب الملك الذي لا يراه الا العقال ومن لا يراه فهو جاهل احمق لا يحب الملك

في حين ان هناك البسة اخرى تليق بها وتخرجها في صورة اجمل مما تضع فيه نفسها وتجعلها مجرد طريدة اخرى لأعين المارة رجالا ونساء وهدفا سهلا لان ما قامت به عاكس لعقلية ساذجة اكثر بساطة من عقلية من يدوس على مخلفات البقر ويقول هناك رائحة كريهة لا ادري من اين تأتي

وكذا يفعل بعض المذكر المتكاثر متضررا من اقتناء اشياء تظهره بذات المظهر ولا تليق به انما تليق بجر الثيران الي حظائرها لاستغلال فحولتها ، و تجده فرحا جدا بما قد ظهر من ما يرتديه داخليا و كأنه بهذا يقول انا على اخر صيحة ... ليتها تكون صيحة يفيق بها من نومته الساذجة العميقة ... وما احمق من الحمق الا الفرح به

فان اردت ان تظهر بمظهر لائق ابحث في نفسك واخبرها جيدا لتعلم حقا ما يليق بك وستجد ذلك في خلفيتك القديمة لحياتك وثقافتك واجتماعياتك وطبيعة معيشتك وتكوينك الجسدي ناهيك عن اعماق فطرتك وما يليق ببشر ان يفعله ويمارسه على نفسه ويظهر به امام الخلق رافعا رأسه متباهيا بأنه نموذجا يحتدا به فيما يفعله حتى ان كان ما يفعله امرا بسيطا جدا ويراه الاخرون امرا حقيرا فسيراه البعض قدوة لهم

فرغبتك في التميز لن تكون بان تفعل ما لا يناسبك انما التميز يأتي من اتقانك واستمتاعك بالصحيح والصواب الذي تفعله وتمارسه في كل اوقاتك ويناسبك

فدع الدين جانبا ان كان ثقيل الحمل عليك وفكر بعقلك الذي ان عمل عمله وادي وظيفته لن يبتعد بك عن الفطرة السليمة التي هي في اساس الدين ذاته

وستجد انك بحاجة الى الدين الذي وجد لينظم حياتك ولتكتمل فطرتك السليمة و تتغذى روحك و تسير حياتك بأفضل مما تحب لها انت ان تكون .


شكرا

أكمل قراءة الموضوع...

السبت، 29 يناير 2011

الدرع الواقي

By 3:23 ص
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


قميص من الصوف المشغول يدويا … يزيد عمره عن 25 عاما … من ايادي عجوز اناضولية … هو من ذاك النوع الذي يلف الصدر بإحكام ولا اكمام له منا من يسميه جيليه و منا من يسميه صديري … تسميتان لا يعرف مصدرهما ربما الاولى كلمة اجنبيه ...

اشتكت الملابس في المدة الاخيرة من هذا القميص لانه لم يتركهم في الوقت الذي كان يفعل من كل عام ... فهو ملازمهم لهذا العام حتى اليوم ولم يبرح مكانه ... كل الملابس التي تحيط به تدفعه الى الخروج لانها قد هيأت كل برامجها على انه لن يكون موجودا في مكانه طيلة فترة الشتاء على الاقل منذ نهاية الشهر الاخير للعام المنتهي ... ومنهم من كان يرغب في اخذ مكانه او التوسع فيه ... ولكنه لم يتركهم بعد فلم تكن هناك حاجة له ... فقد اعتاد ان يرتديه في الشتاء لتدفئة الصدر ... و حمايته من البرد وكانه درع يقي صدره ... فان قمت بتدفئة صدرك وقلبك فلن تخشى على بقية جسمك من البرد لان الدم سيصل دافئا الى كل اطرافك ... او على الاقل هذه نظريته في التدفئة الشتوية ... ولكن لما لم يحتاج ان يخرجه من سباته حتى الان ؟

لان الشتاء لم يأتي بعد؟ ... رغم اننا اعتدنا ان نكون في ذروة الشتاء في هذا الوقت من العام ... بدأ البرد شيئا فشيئا ... يقترب ... ولكنه برد جاف ... رغم اننا نسمع عن الثلوج الغير مسبوقة في الكثير من دول العالم الشمالية ... ولكننا نعيش فترة خريف مستمر ... و الشتاء قارب على المناصفة ...


في صلاة الجمعة كاد الخطيب يبكي لانه اعلن في الجمعة التي سبقتها عن اقامة صلاة استسقاء ولكن لم يأتي احد ... فهل الناس قانتون من رحمة الله ام انهم يملكون الماء في مواسيرهم ولهم ما يقيهم الجفاف وليس لهم حاجة بالمطر؟


شكرا

أكمل قراءة الموضوع...

الأحد، 23 يناير 2011

اقتصاد السوق

By 3:52 ص
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته



لا شك بان ايا كانت السلعة وجودتها فان التسويق الصحيح بالشكل المطلوب يجعل السلعة تروج وتنتشر ويقبل عليها الكثيرين بعكس السلعة التي يفشل صاحبها في تسويقها بغض النظر عن الجودة ، ولكل سوق وشريحة سوقها وبضاعتها وأسلوب تسويقها

فمنها من ينفع معه فقط الثمن ورخصه ، ومنهم من يبحث عن الجودة ولا يهتم بالسعر ومن يبحث عن الاثنين معا ، ومنهم من يهتم بمصدرها ومكان شرائها وطريقة عرضها

وهناك من يفهم مبدأ التسويق بشكل خاطئ ومعوج جدا حتى ان كانت سلعته مرغوبة بكل حال وبشكل طبيعي غير انه يفسد تسويقها بالأسلوب الذي يتبعه والطريقة التي يتخذها لنفسه في محاولة الترويج ، فتجده يعرض بضاعته في غير سوقها ويروج لها بغير جودتها ويعطيها صورة غير التي يرغب في ان يجد المشتري الذي يستحقها بالفعل بحيث يفرحه حصوله عليها .

شروط كثيرة تحكم التسويق الناجح ...

هناك شركات عالمية تبيع سلع مميزة لها زبائن مميزين حتى انهم يقومون بدراسة خلفية الزبون قبل تسليمه السلعة ولا يقبلون بأي زبون رغم انهم شركة ربحية تسعى للكسب من بيع منتجها ولكنها ايضا تحرص على من سيستخدم ذاك المنتج وانه سيكون في ايدي امينة ، بحيث يسعون الى ضمان سلعتهم حتى بعد بيعها ، ناهيك عن الاهتمام بها و تجهيزها و اتقانها قبل عرضها و تسويقها .

وما اراه واضحا انه لدينا فشل في منظومة التسويق و البحث المتبعة في مجتمعنا فاسمع ان فلانا مضى على بحثه ما يقارب الاربع اعوام ولم يجد ضالته رغم كثرة العدد و تعدد الاختيارات و المعروضات ... فان كانت هناك مشكلة فإنها واحدة من الاثنين ولنترك الاولى وراءنا و نتحدث عن الثانية فالأولى ربما تكون احتمالا واردا وليس دائما مع الكم الهائل من الباحثين فليسو جميعا اصحاب افكار معقدة و يدققون في مالا يجب التدقيق فيه .

اما الثانية فهي طريقة العرض و التسويق لهذا الامر ، فهناك من يسوق بالمظهر و المفاتن و المكاسب و الممتلكات ... فعرض الجسد في زينته و ركوب السيارة التي توحي بمظهر جيد ... حتى ان البعض يهمل الابناء و يركز على قيادة البنات لسيارات جميلة نظيفة ... سعيا منه لتسويقها بشكل افضل ... فهناك طلب على هذا النوع من الفتيات ... " الهابي كما يصفها الكثيرون " في مظهرها و مسكنها و ملبسها ولا ننسى شهادتها ولغتها الانجليزية ... فتلك عوامل تسويقية تعتبر مهمة جدا في العرض فالطلب متجه نحو هذه المواصفات ... التي تتمحور على القشرة لا المضمون .

و هناك من يعول على المحيط الداخلي ... أي منبعه واسمه و اين يقع فيجب ان نبيع بيتنا هذا و نسكن هناك ولا ندفن انفسنا هنا و تضيع بناتنا ... فيكون التسويق ايضا ببعض القشور التي لا تدوم من يدري ربما يمر طريق دائري من هناك

وهناك من يستعمل او لنقل يستعملن اسلوبا تسويقيا اغرائيا تنازليا تغريريا بحيث تتجسد في الشكل الذي يرغبه هو بالمنطق الذي يحبه هو باللحن الذي يشجيه هو حتى يعتقد انها هي ولا احد غيرها و يا عالم في أي محكمة يتم الطلاق بعد ان يكتشف انها ليست هي كما عرفها قبل وتكتشف هي كذلك العكس عنه ، وهذا اسلوب تسويق قوي جدا انما يدخل في نطاق التلاعب و التغرير و القانون لا يحمي المغفلين ، فهذا الاسلوب عادة ما يكون في عمل او مدرسة او معهد او جامعة او صدفة لقاء او انترنت ، ويكون عادة بموافقة ضمنية ممن انجبت فالوقت اصبح صعب ... وكبنات جيلها ...

وهناك اسلوب تسويقي قديم جدا ينشط في الصيف في صالات الافراح ،،، فان كان قوامها ممشوقا و رقصتها موزونة باللحن مضمونة ... فتلك فتاة تحل العين المغمضة ... و اين اهلها و معطية ام لا ؟ فهذا اسلوب ناجح عادة يتبعه الكثيرون ممن لديهم بنات و لا يحبذون غياب بناتهن عن هكذا مناسبات

و اساليب التسويق لهذا الامر كثيرة و يفقهها النساء اكثر من غيرهن ، فهن من تحفى اقدامهن للخطبة

غير ان اغلب اساليب التسويق في مجتمعنا ... لا ترقى الى وجود سلعة تصلح لما اخذت له ... إلا من رحم ربي

فليس هناك اعداد ولا تهيئة ولا اهتمام بمضمون إلا من رحم ربي ، و ما سيجعل الامر يسير على خير لأكثر من عام ... فأصول الامر ان تهيأ و يهيأ هو لكي يكونوا جديرين بهذا الامر ليكون الانتاج ذا جودة عالية لا مجرد انتاج لتلاقي طبيعي بين ذكر وأنثى من أي جنس

ولكي لا يكون هناك انكار للأمر فان التسويق امر طبيعي و فطري لا مهرب ولا مفر منه فالنساء و الامهات و حتى الاباء يعلمون ذلك جيدا وان كان في بعض الاوساط ضمنيا لا يعترفون به جهرا ولكنه في تركيبتهم و طبيعتهم فلن يدوم الاب و الام في الحياة طويلا و العمر لا يتوقف ولا يوضع في الثلاجة ، ولكن لابد ان يكون بطرق صحيحة لتسير الحياة بشكلها و مضمونها الصحيح.

و يجب ان نجد لأنفسنا في مجتمعنا وسيلة جديدة تخدم مبدأ التسويق للطرفين الذي نحاول القيام به وكل يقوم به بطريقته واغلبها في مسارات خطأ كأننا في سوق خضار

فلنوجد بعض المبادئ ونزيل الثقيل من الامور ونرجع الامر الي بساطته كما انزله الله ونلغي كل الصعوبات التي زرعناها نحن في الامر و عقدناه حتى بتنا جميعا نعاني ما تعرفون و كل يوم امامكم ترون ولم يعد هناك بيت من بيوتنا إلا و به من يبحث عنها او تنتظره و تبحث عنه ... و بجهلنا ... نجر انفسنا الى اسفل ... فلنحسن من اساليبنا بما يتماشى مع حياتنا ولا يتعارض مع ديننا ... و افضل ما يمكن ان ينفعنا في هذا هو العودة الى الفطرة السليمة ... الطبيعية ...


شكرا

أكمل قراءة الموضوع...

الأربعاء، 19 يناير 2011

هرب الشيطان

By 2:02 ص
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


الشيطان يتتبع كل تحركاتنا ... يتحين الفرص ويحاول ان يزل بنا متى ما سنحت له فرصة

صبور مثابر لا يهمه من اي ابواب الاثم يدخلك صغيرا كان او كبير ... انما يحاول ويتحين ويدبر ويوسوس شعاره كشعار من يتحينون فرصة في مال عام ما احصل عليه فائدة لي ...

ويتعب مع من كان ذاكرا مصليا عاملا بما يذكر وليس عليه سلطان بأمر من الله

ويرتاح كثيرا مع من يطمئن لكل شروره ويضمن زلاته ووقوعه في الخطاء.

لا يفكر معه كثيرا ولا يخطط كثيرا انما يجد البعض يسبقه في اختيار الفكرة والتنفيذ فيكون قد ادى مهمته بأبسط مجهود وأحيانا لا مجهود يذكر انما اصبح منتهي الامر من ذاك النوع فيتركه لغيره وربما يزوره احيانا ليعلم ما فعل من ذنوب وشرور وربما ليتعلم منه.

وكذا حدث في هذا البيت الذي كان يتعب معه شيطانه ويرهق ويخنس عند الذكر وقراءة القران ولكنه الان خرج وترك البيت مطمئنا بان هذا المكان به اناس سيريحونه من عناء الوسوسة لهم وتقريبهم من الاثم و ايقاعهم فيه .

نعم وجد من يكفل له ما كان قد تعب في الوصول اليه وبطريقة طيعة محببة سهلة سلسة جدا لا يكاد ينتبه لها وما كان هو نفسه قادرا على احداث الاثر الذي استطاع ذاك الشيء فعله وقد بذل الكثير من الجهد للوصول ولكن يبدو انه لم يكن يفهم الطريق الصحيح للدخول ... و الان خرج من بيتهم الشيطان تاركا لهم مجموعة من المحطات الفضائية في باقة واحدة تسمى مركز تلفزيون الشرق الاوسط وهو تلفزيون الاسرة والأفلام وكل ما هو امريكي وفيه مباح ما لا يباح في غيره

وكانت البداية ان شاهد التلفاز مرة مع الاسرة في احد البرامج الموصوفة بالعائلية فما كان منه إلا ان غطى هو وجهه من المناظر التي شاهدها وعرضت في تلك المحطات ومن الكلام الذي قيل في برامج للمرأة والفتيات والأسرة وأفلام ينام فيها الضيف مع الزوجة وزوجها جالس يبتسم وتخرج الفتيات والشباب بلباس لم يستطع هو ذاته اقناع اهل ذاك البيت بشرائه ولكنهم الان اليه يسعون وابنتهم له يلبسون وابنهم على ذلك يربون

بعد ان اطمئن بأنهم لن يلغو تلك المحطات و انهم لن يهتموا بما يفيد من المحطات الموجودة و التي تبث ما ينفعهم و يتعبه خرج وتركهم مطمئنا ان هناك محطات تفي وتكفي بالغرض لعله يحصل علي اجازة في احد الشواطئ في مكان ما من العالم .


شكرا

أكمل قراءة الموضوع...

الاثنين، 10 يناير 2011

الرحلة ....

By 1:53 ص
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


الاسم : هو
العمر : عدد من السنين
الوجهة : الهدف
وسيلة المواصلات : سيارة
عدد المقاعد : 4 بدون السائق
القواعد : الفطرة السليمة
المشقة : 96 %
الراحة : 48 %

بعد أن أفاق "هو" من نومه الطويل ، وأعد له كل ما احتاج ليكون على أمره كفيل عزم أن يبدأ رحلته بوجهته و هدفه ، أعد العدة لذلك بعون من أهله الذين أعدوه لهذه الرحلة و علموه كيف يفهم و يعرف السير في طريقه إلى هدفه ، و اعطوه كل الوسائل المتاحة لنجاح رحلته ولم يقصر هو في التجهيز لها لتكون نتيجتها كما يحب و يحبها الجميع ، استقل سيارته بعد أن جهز نفسه بكل ما يلزم و قصد الطريق ، بدأت الرحلة وهو غير مدرك تماماً لما يدور حوله ، فقد كانت أول رحلة له وحيدا دون دعم مباشر من العائلة ، لا يغيب دعم العائلة عنه أبدا فهو على اتصال دائم بهم ، أخذ طريقه و بدأ في المشوار إلى الهدف الذي وضعه نصب عينيه ، و لم ينسى ما يجب عليه فعله أثناء الطريق لكي يصل إلى هدفه مطمئناً هادئاً مرتاح البال ولا يترك وراءه ما يمكن أن يندم عليه ، استغل كل الفرص التي اتيحت له في بداية الطريق رغم عدم خبرته الكافية ولكن تجربة وراء اخرى بدأ يعرف الكثير عن الطريق و ما يمكن أن يواجهه فيها ، بعد مرور فترة من انطلاق الرحلة أحس هو بالوحشة و الوحدة و أحس بحاجة إلى من يكون معه أحد يؤنسه في رحلته هذه و يكون عونًا له للوصول إلى هدفه بيسر وسهولة و يغنيه عن مسألة الغير بحاجة و دون حاجة ، توقف عند أحد البيوت طرق الباب فأتاه الجواب ووجد من يمكن أن يكون عونه في رحلته و جليسه و خليله ، استقلا السيارة و انطلقا في رحلتهما معاً ، أحس "هو" بالراحة بوجود "هي" معه و كانا يتحدثان طوال الطريق و تدعمه و تنصحه و تطيعه ، مرت بهما الكثير من المطبات و المنعطفات في رحلتهم ولم تزدهم تلك المطبات و المنعطفات إلَّا ارتباطاً و تماسكاً ، وهما يفكران في هدفهما الواحد الذي اتفقا عليه منذ بدايتهما معاً ، ولكن فجأة تغيرت الحال بينهما ، فقد طلبت "هي" أن ينعطف مع أحد المنعطفات لرغبتها في أن تسلك تلك الطريق بدلاً من الطريق التي يسلكها "هو" ، ولكن الهدف الذي نسلكه لا تؤدي اليه تلك الطريق التي "هي" اختارت ، حاول إقناعها ولكنها رفضت ، فكان الاتفاق على أن يذهب كل في حال سبيله أوقف سيارته و انزلها عند بداية ذلك المنعطف أعطاها ما يلزمها وما هو لها و افترقا بلطف ، استمرت "هي" في طريقها إلى الهدف الذي أرادته و أخذ "هو" طريقه ليكمل و يصل الى هدفه ، بعد حين توقف وطرق الباب مرة أخرى وسمع الجواب فحدد الوجهة و الهدف و بين الوسيلة و الغاية وما تحرك حتى سمع الرد بالقبول و رأى الإجابة .

استمر في طريقه مع رفيقته الجديدة التي أخذت مكان رفيقته الأولى و أكثر حيث أن الاتفاق في الهدف كان أكثر توافقا من ذي قبل ، ولم يكن هناك الكثير من الاختلاف ولم تطلب منه الانعطاف وان كانت ترى أحيانا منعطفات تعجبها ولا تخفي عنه ذلك ، ولكن الهدف أهم بكثير ، مرت الأيام وهم في طريقهم كانا يتعاونان على مشقة الطريق وكانت تريحه من أي شيء يمكن أن يشوش عليه وهو يقود مركبته وكان يوفيها حقوقها بما استطاع وما يلزم ولم يكن إلَّا حريصا على راحتها أثناء السفر ليرتاح و تريحه هي أيضا و تعينه لا تتعبه في انهاء مهمته وبلوغ هدف رحلته.
استمرت الطريق و لم يكن يعلم متى ستنتهي و بدأ يفكر فيمن سيخلفه بعد أن ينهي رحلته و يتوقف في محطتها الاخيرة ، وهو طلب ما كان يفكر فيه عند بداية رحلته كما لم يكن يفكر فيمن يؤنس وحدته في رحلته هذه ...

ومع مرور الوقت وجد أنه قد حقق ما كان يطمح إليه من جانبه و ما بقي له إلَّا ان يترك البقية لمن أوجد هذه الدنيا وما عليها ...

وقصته "هو" بعكس قصة بعض من "هم" , فمن "هم" من كان مشواره منتهيا عند طرق الباب و سماع الجواب و الجلوس في سيارته ليلبي طلبات "هي" دون أن يكون له هدف آخر بعد وصوله إلي الدار ...

فان كنت كما "هم" فلن تكون لك حياة إلَّا حياة الخدم و إن كنت كما "هو" فستكون حياتك حياة لها طعم و معها ستجد من يعينك ... فرحلتك لن تستطيعها لوحدك و تحتاج إلى من يؤنسك و سيارتك تحمل أربعة ركاب بدون السائق ...


شكرا
أكمل قراءة الموضوع...

الثلاثاء، 4 يناير 2011

المدنية...!!

By 2:52 ص
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته



ليست المدنية في سيارة حديثة ولا بيت كبير وأرضية خشبية

ولا بستائر منقوشة وإفطار خفيف و عصير فاكهة صيفية

ليست المدنية ان تتعامل مع الانترنت والأجهزة الالكترونية

و ليست في شرب قهوة اسمها مكتوب باللاتينية

وليست المدنية ان تتردد على مقهى او مطعم يقدم الاكلات الاجنبية

وليست حتى بتكلم لغة اجنبية او امتلاك اي جنسية

ليست السفر حول العالم و العودة بأفكار تعارض الفرائض السماوية

ليست المدنية شهادة تحصل عليها من جامعة او مؤسسة تعليمية

وليست وظيفة تكون فيها مديرا مسيطرا تصدر الاوامر الفورية

ليست في حذاء ولا لباس انيق من المصنوعات الجلدية

ولا ماركة مشهورة بأفضل من يصنع المنسوجات القطنية

ليست المدنية في ان يكشف عن الجلد و تفاصيله الجسدية

وليست في الجلوس في الحدائق العامة ازواجا بدون عقود شرعية

ولا في حديث النساء بميوعة و التعلق بكل عابر غريب قال كلمة عفوية

وليست المدنية في كشف للجلد والأطراف ولا باقي التفاصيل الخفية

لن تكون المدنية ابدا بان تختلط الاوراق في اذهاننا ونعيش عيشة دونية

ان اردت علامة واضحة تبين لك معنى المدنية

فلن تجدها إلا في اخلاق الانسان و قدرته على تقبل الحياة الجماعية

وحب الخير لمن حوله من الاهل و الاصحاب و الجيران في منطقته السكنية

واحترامه لما يحيط به في حياته و عدم اهمال كل الاشارات المرورية

فاعلم ان كل ما تفعله خارج نطاق الاخلاق بعيد كل البعد عن الحياة المدنية

ومهما كسبت من مال و رزقت بعيال فلن تنعم بحياة هنية

ما لم تكن مزارعا يزرع الخير حيث سار ليحصد غيره ثمارا بالخير غنية


شكرا

أكمل قراءة الموضوع...

الثلاثاء، 28 ديسمبر 2010

الديانة... ؟

By 2:14 ص
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ما هي ديانتك ؟

مسلم بالتأكيد لما تسأل هذا السؤال ...

ليس لشيء محدد انما لأني ارى ان حالك لا يمت للإسلام بصلة

كيف تتهمني بعدم الاسلام؟

لا معاذ الله ... ولكن انظر الى تعريفك الشخصي و صفحتك في الانترنت و ما تختاره من اختيارات وصور و مواقع و مفضلة ... ارى انها لا علاقة لها بالإسلام ... ولكن في خانة الديانة تقول مسلم او مسلمة ...

لماذا نسيء الى الاسلام بهذا الشكل؟ ان كنا نسيء الى انفسنا .. فلا بأس ان يرغب احدهم ان يحط من قدر نفسه و يزيد دناءتها ... و يهمش نفسه بين العالم ... ولكن ان تربط جهلك بالإسلام ؟

ان كنت تحب النبي فاشترك في هذه المجموعة ...

تجد ان كثيرين يحبون النبي فيشتركون في تلك المجموعة و ان لاحظت الصور الرمزية لولائك ... لن تجد منهم إلا القليل من حقا يعطي بالا او يركز على انه رسول من رسل الاسلام ينقل ما قد نقله له النبي محمد الذي يصر على حبه وفداك ابي و امي يا رسول الله ، ولكن اعذرني فصورة الفنانة المغرية جميلة و احب ان يراني الناس جميلة و هي تجلب لي المشتركين الكثر ولكن فداك ابي و امي يا رسول الله ...

اعشق اللاعب فلان الذي اشتراه النادي المميز حبيبي ... بملايين الدولارات ام كان باليورو؟

وان سمعت احدا يتحدث عن الدين بسوء ... ويحه ... و حسبي الله ونعم الوكيل فيه اين انتم يا مسلمين انه يشتمنا و يشتم نبينا ...

خانة الديانة ... مسلم ... في جواز السفر ايضا ... ام انها علامة لا توضع هناك؟

لا املك اهتمامات كبيرة مميزة عن ما ادين به و لست اهتم كثيرا بالأمر ولكنني لا استطيع السكوت لمن يحاول التطاول على معتقداتي ... معتقداتي التي لا اعتقد بها الا حين الانتباه بصدمة ترجعني الى وعيي حتى تنتهي و تمضي لكي اعود الى ما اعشق من جديد ..

وربما يعتقد البعض ان الدين يترك لأهله من الائمة و المشايخ فهو تخصصهم وهم يدرسوه كما يدرس الطب و العلوم و يكون الدين و الالتزام به بالذهاب و الجلوس في الجامع ليل نهار ... و ما اعرف دينا بهذا الشكل إلا ما قد حرف من دين النصارى ... انما ديننا دين حياة دين تعامل مستمر ففي كل عمل تعمله ان تعبد الله ... نمت او عملت او تحدثت او ساعدت او اكلت او شربت فانك تعبد الله وما ينقصك الا النية و الارتباط ...

وليكن الوصف مطابقا للموصوف و لتكن فعلا الديانة التي تدين بها مكتوبة و مطبقة هي مسلم






شكرا

أكمل قراءة الموضوع...

الثلاثاء، 21 ديسمبر 2010

لا ألومك ... أبدا

By 12:17 ص
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


نوم عميق جدا استغرقه النهوض منه بعض ساعات ليفيق على نفسه ويرغب في مغادرة الفراش وهو يشعر بالرغبة في احتضان الوسادة والاستمرار في مشاهدة احداث الحلم الذي كان هو بطله و الاستزادة من ذاك الدفء الحنون للغطاء و الفراش

بقي في مكانه معلقا عينيه الي السقف والمصباح تنعكس عليه بعض من اشعة يوم مشمس يبدو وكأنه يوم ربيعي في فصل الشتاء

نظرة على الساعة بجانب الفراش و مرور افكار كثيرة في شريط تفكيره وهو يحاول ترتيب ما سيفعله... يبدأ بالاستحمام ام يحلق ذقنه اولا؟

نعم الحلاقة اولا ثم الاستحمام واختار اللباس ووافقه مع ما كان يعتقد انه الانسب له والذي يظهره بأجمل مظهر فربما سيلتقي زميلا له في العمل ليناقشوا مشروعهم وعرضهم الجديد ولكن لا يزال الوقت مبكرا حتى ذاك الموعد

حسنا الحلاقة اولا ومن ثم الاستحمام والصلاة ... يرن الهاتف مقاطعا الشريط الذي يمر بتفكيره بتلك النغمة السيمفونية التي اختارها لتطربه حتى يحين وقت الملل منها و تغييرها بأخرى

نعم السلام عليكم ؟ ...

حسنا سأحاول المرور عليك بعد الاجتماع ...

سأنهض حالا وأجهز نفسي ...

لماذا؟ ...

اه صحيح تذكرت بكل سرور هي لك ...

حسنا شكرا السلام عليكم ...

لأفق هيا ... يقولها في نفسه ، فقاوم حفاوة الفراش و سيطرة النوم والكسل عليه وأفاق ليجلس علي سريره ملقيا بقدميه بارتخاء على الارض

فأحس بشي بارد جدا يحيط بقدميه وسمع معه صوتا مألوفا ولكن ليس هذا مكانه

نظر حوله ليجد نفسه محاط بالحياة من كل جانب وقدماه غاطسة في الماء و الغرفة غارقة وبعض اغراضه تسبح

يا الهي ما هذا؟!؟!؟

في لحظة رأي نفسه يفتح الصنبور ليملأ حوض الاستحمام ليملأه ويستلقي فيه ليلة البارحة وقد غلبه التعب والنوم اثنا الانتظار ولكن مهلا اغلقتها قبل ان انام فقد استحممت بالأمس نعم هذا صحيح ... ولم انم حتى اغلقتها و تأكدت من ذلك

ولكن لماذا تسرب الماء من الحمام وقد اغلقت الصنبور والبالوعة حرصت على ان تكون واسعة ونظيفة دائما؟

حتى وان كانت المياه مستمرة وجب ان تبتلعها بالوعة الحمام ولا تتخطاها حتى تصل حجرة نومي ... هل هذه احدى اخطاء التصميم بان يكون حمامك مدمج داخل غرفة نومك؟

قام ليري ما حدث وما سبب عدم تصريف البالوعة للمياه وحمايته من هذه الكارثة التي ستفسد عليه بالتأكيد كل مخططات يومه

وجد ان الماء يتسرب الى البيت كله ، والبالوعة لا تزال تبتلع من المياه ما تستطيع والماء يلحق بعضه ولكن المسكينة كمية المياه المتوفرة والمتدفقة بقوة من ماسورة المرحاض المكسورة ، اكبر بكثير من قدرتها علي الاستيعاب والتصريف رغم انها كانت تفعل ما بوسعها لتصريف كل تلك المياه ... نظر الى الصنبور الرئيسي و سارع بإغلاقه ليوقف تدفق الماء من تلك الماسورة المكسورة ... توقف التدفق ...

وقف واضعا يديه على خاصرته مراقبا البالوعة وهي تمتص المياه وقال

معك حق ...نعم معك كل الحق... كيف يمكنك ابتلاع كمية اكبر من قدرتك مما يمد اليك فتدفق الماء كان اقوى من امكانياتك لبلعه و تصريفه ... لا الومك ابدا ...

فقد اتسع الخرق على الراقع


شكرا...




أكمل قراءة الموضوع...

الثلاثاء، 14 ديسمبر 2010

اللقاء ... غدا؟

By 2:15 ص
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


معتاد على الجلوس بمقهى الحي برأس الشارع و الكل يناديه عليوة ، وقد تولع قلبه بتلك الفتاة ولكن ليس لديها أي علم بذلك ... مهتم بموقع اجتماعي على الانترنت و يحب لعب الورق و مشاهدة مباريات كرة القدم و العناد عليها مع مرتادي القهوة المدمنين الملازمين لها كل وقت وهي تسليتهم بعد انتهاء اعمالهم .

اما الفتاة التي هو مولع بها .. فهي لطيفة جدا و ظريفة ... تحب الدراسة ذكية جميلة تقاطيعها دقيقة متزنة خلوقة وتطالع الكتب كأنها فيروس يلتهمها جميعا ، فتاة تشع انوثة و تؤمن بالعلم و الثقافة ...

غير ان عيبها انها لا تستقر على مبدأ واحد فتارة تدافع عن حقوق المرأة و تارة تطالب الرجال بأخذ حقوقهم وتارة تطالب بحماية البيئة و القطط

نظريا لا مثيل لها ولا نظير ولكن عمليا لا تسند الظهر ابدا

فأحيانا تقول انها تحررية و اخرى انها رأسمالية و احيانا تكون شيوعية ...

نفسية مختلفة ... ربما تكون فلسفية ربما تكون استخفافية ... تجاهلية

عليوة في الانتظار كل يوم عند موعد مرورها و ينبه الجميع ان من يتعرض لها فانه له بالمرصاد ولن يرحمه ابدا ... و الكل يعلم انه مولع بها متيم

ولكن ما العمل كيف السبيل يجب ان يجد طريقة ليعلمها ليصل اليها ليتحدث اليها ... فكل منهما مختلف الخلفية ... هل يخاطبها ويصارحها بأدب ام يدق باب اهلها و يخطبها ... كيف يمكن ان يجتمعا ...

جالس عليوة في المقهى ... ينتظر مرور الفتاة بفارغ الصبر ما ان رآها حتى بدأ في الحديث عن صفحته في الموقع الاجتماعي رافعا صوته متحدثا عن كل ما لديه من اهتمامات ...

تمر الفتاة فتسمع حديثه فتلتفت لتتعثر قدمها و تكاد تسقط ... وإذا بعلي يقفز ليمسك يدها ويمنع سقوطها ...

فيسحبها اليه لكي لا تقع فيصيح من بالقهوة بموسيقى تصويرية ... فيما بينهم ...

فتقول عذرا فلم انتبه لمسيري فتعثرت ...

فيرد ويقول لا بالعكس يحدث هذا الامر لأي كان فالسهو وارد جدا ... دعيني اساعدك اوصلك الى بيتك ان اردتي ...

تبتسم في خجل و تقول كيف ذلك وأنا لا اعرفك ابدا ... ومن ثم ماذا سيقول عنا الناس ؟ شكرا سارجع الي البيت لوحدي

لا ضرر في ذلك ... نسير معا فماذا سيحدث في الامر اوصلك الي شارعكم و نتجاذب اطراف الحديث من هنا وهناك ... و نتعارف

يبدو انه انسان مهذب جدا و محترم هل يصلح يا ترى؟ ... لاختبره تقول الفتاة في نفسها

فتقول هل تحب الفلسفة ؟

فيرد عليها ويقول بيع الخضار هي مهنة العائلة ... ابا عن جد

فتقول... شكسبير؟ ماكيفيلي ؟

فيقول سنرفع الكأس فأهدافنا ونقاط الفريق في الدوري شاهدة على ذلك ...

بأفواه نصف مفتوحة اصدقائه يشاهدون وقفتهم من خلف زجاج المكان ...

عالمين مختلفين بعيدين عن بعضهما البعض ...

تخطو خطوة و تهز له يدها وتقول ... مع السلامة؟

فينظر اليها مبتسما ويقول ... يا روح السلامة ...

فتلمع عينا الفتاة ... في نفسه يقول على الطريق الصحيح ... متى اللقاء؟

فتقول الفتاة ... لقاء؟ هذه الامور حساسة يا عليوة ليس اليوم ربما غدا نلتقي ...

أي لقاء فأنت واقف بعيد عند قهوتك وانأ اتصفح كتابي ...

ربما ... يوم اخر ...


شكرا ...

أكمل قراءة الموضوع...

الجمعة، 10 ديسمبر 2010

القيمة...!

By 3:20 ص
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

لكل غرض جديد نشتريه غلاف يناسبه ، وكل غلاف مصنوع من مادة تلاءم شروط تخزين وتحميل والمحافظة على الغرض الذي نشتريه داخل تغليفه

ثمنه لم يكن زهيدا والوصل اليه لم يكن سهلا ايضا ولكن الرغبة في الحصول عليه كانت جامحة قوية مسيطرة بدرجة يصعب وصفها في كلمات بين جلدتي كتاب

وكذلك كانت عملية الوصول والتوصيل فقد اتفق على ان يتم توصيل الغرض الي المنزل بعد اخذ العنوان ورسم الخريطة وتحديد الاوصاف وتسجيل رقم الهاتف

الانتظار في البيت كان يفرغ الصبر ويشعر الانسان وكان هناك جمر تحته فلا يستطيع اطالة الجلوس ولا الوقوف ويمل من الحركة جيئة وذهابا و النظر من النافذة والبحلقة في الهاتف ... والجرس يرن اثناء التواجد في الحمام فتحدث الربكة والخروج بسرعة دون اضرار وفتح الباب وإدخال الغرض الذي طال له الانتظار

وذاك المسكين يتسارع في ضخ الدماء ليستجيب للطلب في ارجاء الجسم وإيقاف ارتعاش الاوصال ورعشة العين وتسارع الانفاس وقد انتهى ما كان من صبر

جلوس علي الاريكة والنظر الي الغرض. الموضوع وسط الغرفة على طاولة صغيرة واليد تمتد وتعود والابتسامة تختلط مع الدهشة والرعشة

امتدت اليد لتمسك الغلاف للبدء في التخلص منه لإنهائه مهمته وعدم الحاجة اليه بعد الحصول على الغرض والاستمتاع به فيرن الهاتف فتحدث ربكة والبحث عن الهاتف وسقوطه بين مراتب الاريكة عند المسند فتمتد اليد لالتقاطه وما ان التقطته حتى توقف صوته فقد تأخر الرد ومن كان المتصل؟

انه رقم لا يعرف صاحبه ... فيوضع الهاتف جانبا ويكون الاستمرار في فتح الصندوق ويرن الهاتف من جديد فإليه مباشرة والرد

نعم من معي؟

لدي خبر لك

اي خبر ما الامر ومن انت ؟

كلفت بإخبارك بان العمل لم يعد بحاجة الي خدماتك وتم فصلك

نعم؟ ولماذا؟؟

عذرا لا اعرف وكل ما اعرفه قلته مع السلامة

الطرد من العمل ؟؟ الان في هذا الوقت ؟؟

هل أتصل بهم لأعرف السبب ... ام فليذهبوا بلا رجعة؟ ام هي مزحة من احد الزملاء؟

الرقم مع ارتعاش لم يكتمل ادخاله حتى رن الهاتف من جديد وكان الرد سريع جدا دون حتى رؤية رقم المتصل...

نعم من معي؟

انا ،،، اردت ان اعلمك بخبر ،،،

نعم اعرف ...

تعرف؟ وصلك الخبر ؟

نعم وصلني ولم اكن ارغب في العمل معهم والاستمرار على اي حال فلن اهتم للطرد

الطرد؟ اي طرد وأي عمل ؟

انا اتحدث عن وفاة والدتك قبل ساعة ...

ماذا؟ لا ... كيف ومتى يا الله ماذا حدث وما حل بي ... اين هي الان وكيف ومن كان معها

في المستشفي المركزي الان و،،،

كان إلقاء الهاتف أسرع من الكلمات ومعه الخروج بسرعة في الطريق الى المستشفى المركزي

وبقي الغرض الذي طال انتظار قدومه كما هو على الطاولة الصغيرة بلا حراك ...

شكرا...


أكمل قراءة الموضوع...